النهار

رحيل الطبيب غسّان حمّود... رجل العطاء والإبداع والصمود
المصدر: "النهار"
رحيل الطبيب غسّان حمّود... رجل العطاء والإبداع والصمود
الدكتور حمّود والنائبة السابقة بهيّة الحريري.
A+   A-
أحمد منتش
 
غيّب الموت أمس الطبيب غسان حمّود، مؤسّس مستشفى حمّود الجامعي منذ العام 1966 ومالكها سابقاً، التي اضطُرّت عائلته الى بيعها مؤخّراً، شرط الحفاظ على اسمها، بعد أن دخل الطبيب حمّود في صراع مع المرض، وفي أزمات مادّية ناجمة عن الانهيار الاقتصاديّ الذي أصاب البلد.
 
مسيرة الطبيب حمّود حافلة بالإبداع منذ تأسيس المستشفى قبل نحو ستّة عقود، وجعله مركزاً جامعيّاً كبيراً، وحافلة بالصمود والثبات بالأرض، خصوصاً في زمن الاحتلال الإسرائيليّ للبنان العام 1982، وحافلة بالعطاء والتضحيات ومساعدة المرضى والمصابين، أكانوا لبنانيّين ام فلسطينيّين أم عرباً.
 
خاض غمار معركة الانتخابات النيابيّة في العام 1992 عن أحد المقعدين السنيّين في صيدا، الى جانب النائبة السابقة بهية الحريري، إلّا أنّه لم يوفّق آنذاك، حيث فاز بالمقعدين النائب المرحوم مصطفى سعد وبهيّة الحريري. ومنذ ذلك الوقت تخلّى حمّود عن العمل السياسيّ وركّز على عمله الطبّيّ، وعمل على تعزيز وتطوير مستشفاه الى أن وافته المنيّة بعد ظهر أمس، وسيشيّع جثمانه ظهر يوم غد الأربعاء من أمام مدخل مستشفى حمود سيراً على الأقدام، الى مسجد الشهداء حيث يُصلّى على جثمانه ومنه الى جبّانة صيدا الجديدة.
 
نعته نقابة الأطباء في لبنان ونقابة أصحاب المستشفيات وأهالي صيدا وأفراد عائلته.
 
وقالت رئيسة مؤسّسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة النائبة السابقة بهيّة الحريري: "بمشاعر الحزن والأسى ننعى الدكتور غسّان حمود الذي رحل عنّا اليوم، بعد مسيرة إنسانية ومهنية ووطنية حافلة بالعطاءات والوفاء لمدينته وبلده وأمّته، ولرسالة الطبّ والإنسانية.
 
برحيل الدكتور غسان، أفقد على المستوى الشخصي والعائلي، أخاً عزيزاً وصديقاً وفيّاً ورفيق مشوار طويل، تشاركنا خلاله في مرافقة حلم ومسيرة رفيق الحريري من خلال مؤسسة الحريري التي كان الدكتور حمّود، رحمه الله، عضواً في مجلس أمنائها، كما ترافقنا في العديد من المحطّات، مرّها وحلوها، في مواجهة التحدّيات والمآسي زمن الاجتياح والاحتلال والاعتداءات الإسرائيلية وكلّ الأحداث الأليمة التي عصفت بالمدينة والوطن، كما في مراحل إرساء الاستقرار وإعادة البناء والعمل والإنجاز. استمرّ اميناً على هذه المسيرة حتى أيامه الأخيرة رحمه الله.
 
وتفقده صيدا ابناً بارّاً ومحبّاً وقامةً إنسانية وطبية واجتماعية ووطنية كبيرة، متمسّكاً بقيم وأخلاق العائلة الصيداوية الأصيلة التي جسّدها في مهنته ووطنيّته وإنسانيته، فاتحاً قلبه وبيته ومستشفاه للجميع، مستحقّاً المحبة والتقدير.
 
وتفقده رسالة الطبّ، طبيباً ناجحاً ومبلسماً لجراح الناس ومداوياً لآلامهم، وفياً لقسمه. صنع بطموحه اللامحدود وعصاميّته وإرادته الصلبة، قصّة نجاح وتميّز عمرها أكثر من نصف قرن في الحقل العلميّ والاستشفائيّ والإنسانيّ. جسّدها بتأسيس واحدة من كبرى المؤسسات الاستشفائية والصحّية، فأصبح "مستشفى حمّود الجامعي" بفضل رؤيته وعمله الدؤوب وتضحياته أهمّ صرح طبّي استشفائيّ، ليس في صيدا والجنوب فقط وإنّما في كلّ لبنان.
 
جيلاً بعد جيل كان الدكتور غسان حمّود رحمه الله حاضراً ومبادراً في الدفاع عن القضايا الوطنية والقومية والإنسانيّة، وفي مقدّمها قضيّة فلسطين وقضايا الوطن والأمّة وكلّ قيم الحرية والعدالة، جريئاً في الوقوف إلى جانب الحقّ وفي رفضه للباطل والظّلم".
 
البزري
ونعى النائب الدكتور عبد الرحمن البزري، الدكتور غسان حمّود فقال: "وهو من أعمدة الطبّ في صيدا، وباني أحد أهمّ الصروح الطبّية الوطنيّة فيها، وله صفحات مشرقة في تاريخ صيدا المعاصر".
 
كما نعى رئيس بلدية صيدا المهندس محمّد السعودي باسمه وباسم المجلس البلدي، الدكتور غسان حمّود مؤسّس مستشفى حمود الجامعي وقال: "الدكتور حمّود من رعيل الاطبّاء الأوّل الذي ساهم بشكل أساسيّ في تأسيس النهضة الصحّية في صيدا من خلال تشييده مستشفى حمّود، الذي عمل على تطويره وتوسيعه ومدّه بالطاقات الطبية المتخصّصة عاماً بعد عام، حتى أضحى صرحاً جامعيّاً على مستوى لبنان والمنطقة.
 
لقد تميّز الدكتور حمّود بإنسانيّته وبعطائه وبتضحياته وبتفانيه في حمل رسالة الطبّ، وحرصه على أن تكون صيدا المدينة الاستشفائيّة الأولى على صعيد صيدا ومنطقتها والجنوب، وقد تحقّق ذلك.
 
كما ولن ننسى وقفاته الوطنيّة وتقديم صرحه الطبّي لاستشفاء المرضى وجرحى المقاومة ضدّ إسرائيل، ولضحايا الحرب الداخليّة الأليم.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium