عندما أدار معمل زوق مكايل لإنتاج الكهرباء محركاته قبل أيام، انتشرت في الأجواء المحيطة غيوم سوداء داكنة، سرطانية بالتأكيد، أعادت الى أذهان الأهالي المقيمين، ذكريات أليمة من التلوث والأمراض السرطانية والجلدية، اعتبر أهالي الزوق أنهم تخلصوا منها زمن إطفاء المعمل، ومعه معمل الجيّة، وحصر الإنتاج بمعملَي البارد والزهراني.
لكن نفاد الفيول بالمواصفات المطلوبة، أعاد تشغيل المعملين القديمين بأنواع من الفيول لا تصلح للمعامل الأكثر حداثة. وإضافة الى التلوث، فإن أهالي الذوق والجيّة لم ينعموا بأي ساعة تغذية كهربائية، ما دفع أهالي الجية الى اقتحام المعمل وإطفاء أجزاء منه.
في المقابل، وجّه رئيس بلدية زوق مكايل ايلي بعينو كتابا الى الجهات المعنية لعدم تشغيل المعمل مجدداً، خصوصاً أن لا فائدة محققة منه في المحيط، إذ إن إنتاجه حُوّل الى مناطق أخرى، ربما أبرزها القصر الجمهوري، ومجلس النواب، والسرايا، وعدد من المقار الرسمية فقط.
وقد ردّت وزارة الطاقة على كتاب البلدية، بقرار موقّع من مجلس الوزراء بإعادة تشغيل المعمل للمصلحة العامة، وأن قيام البلدية، أو الأهالي، بمنع التشغيل، يُعدّ إضراراً بالمصلحة العامة يعاقب عليها القانون.
وقد تحركت جهات حزبية وسياسية للضغط على بلدية الزوق لعدم القيام بأي حراك يعوق إنتاج الكهرباء.
ووفق معلومات "النهار"، فإن أهالي الجوار، يعدّون لخطوات مماثلة لتلك التي أقدم عليها أهل الجية، وسكان محيط معمل البارد قبل مدة، والتوجه الى المعمل وإقفاله في حال أعيد تشغيله، ولو أدى ذلك الى تصادم مع القوى الأمنية التي لا تحرّك ساكناً في مناطق محددة. وطالب عدد من الأهالي بتغذية المنطقة بالتيار لثلاث أو أربع ساعات على الأقل، خصوصا أنها تعاني من انقطاع دائم ومستمر منذ أربعة أو خمسة أيام.