ميشال حلّاق
يحتلّ تقليد سلق البيض وتلوينه، المكانة الأبرز، بعد الصلوات، من ضمن الطقوس الاحتفاليّة لدى المسيحيين عامة في التقويمين الغربي (الكاثوليكيّ) والشرقيّ (الأرثوذكسيّ)،
وبيض عيد الفصح (بيض الدجاح) الملوّن بألوان الربيع العاكسةِ الفرحَ والابتهاجَ، تعبيراً عن الولادة الجديدة، وتجدّد الحياة.
وغالباً ما تكون بيضة العيد، الوجبة الأولى بعد الصوم الأربعينيّ الكبير التي يتناولها المصلّون المؤمنون الصائمون، مباشرة بعيد انتهاء صلوات "الهجمة" عشيّة سبت النور وفجر أحد القيامة، إعلاناً لقيامة السيّد، الذي قضى مصلوباً، ومبدّداً الموت بالموت بقيامته المجيدة، وإيذاناً لبدء حياة إنسانيّة جديدة مفعمة بالإيمان وبنعمة الروح القدس.
فالبيضة ترمز إلى بداية الحياة، ويصرّ العديد من المصلّين، على اتّباع التقليد بكسر البيض الملوّن الذي يحملونه معهم الى صلاة الهجمة عشيّة عيد الفصح،على الصليب، داخل الكنيسة، مردّدين المسيح قام حقاً قام، وذلك تعبيراً عن عمق إيمانهم، وتجديد عهود يتوارثها الأحفاد عن الآباء والأجداد.
وبهذا المعنى، أيضاً، يتشارك المسيحيون في احتفاليتهم الفصحية المفاقسة ببيض العيد استهلالاً لوليمة العيد (وجبة الغداء)، التي يتمّ إعدادها بعناية وحبّ كبيرين، خاصّة وأنّها الوليمة الأولى التي تجتمع فيها العائلات بفرح الشراكة والمحبة، واحتفالاً بمجد القيامة بعد صوم قاطع عن اللحوم لمدّة 40 يوماً.
وفي التقليد الأرثوذكسيّ المسيحيّ عن بيض العيد "أنّ القدّيسة مريم المجدليّة كمواطنة رومانية ذهبت إلى قيصر روما لرفع احتجاجها على صلب المسيح، وقامت بشرح قصّة محاكمة المسيح وصلبه وقيامته، عندها أوقفها القيصر وقال لو أنّ لون البيض يتحوّل إلى اللون الأحمر، أصدّق أنّ المسيح قام من الأموات، عندها أخذت المجدلية بيضة وقالت: (المسيح قام) فتحوّل لون البيض إلى الأحمر، واتّبعت الكنيسة هذا التقليد بصبغ البيض على الفصح تأكيداً على قيامة المسيح".