ميشال حلّاق
ليلة مرعبة وقاسية ومقلقة ومستنكرة أمضاها أهالي عكار على وَقع الطبل والزمر وإطلاق المفرقعات والرصاص وحتى إلقاء القنابل الصوتية، كل ذلك ابتهاجاً بنتائج شهادة البريفيه، حيث تساقط الرصاص على الأسطح والشرفات وخرّب العديد من ألواح الطاقة الشمسية وزجاج السيارات، من دون الإفادة حتى الآن عن أيّ اصابات بشرية.
واستمرّ إطلاق الرصاص حتى ساعات الفجر ولم تُستثنَى أيّ بلدة أو قرية من هذه "العصفورية" غير المسبوقة، وتناسى الجميع بغفلة من فرح، طوابير الانتظار المذل على أبواب الصيدليات ومحطات الوقود والأفران.
فثمن المفرقعات والرصاص المهدور ابتهاجاً كان كفيلاً بتعليم مئات الطلاب وتأمين الخبز لآلاف العائلات وشراء الأدوية لمئات المرضى.
ويسأل العكاريون بعضهم بعضاً: "في أيّ عصفورية يعيش اللبناني؟ في أيّ غابة نحن؟"... لا حسيب ولا رقيب ولا عقل يؤشر لمسارات الصح من الخطأ.
وعلى رغم مئات المناشدات ليلاً وعشرات آلاف التعليقات المستنكرة التي أغرقت وسائل التواصل الاجتماعي، وبعضها يطالب الأجهزة الأمنية التحرّك للجم هذا الفلتان الليلي من قبل المبتهجين الفرحين بنجاح ابنائهم، لكن من دون جدوى.