النهار

إذا كنتم من محبّي السير في أعالي الجبال وأسفل الأودية... عكّار هي وجهة جذب مميّزة
المصدر: "النهار"
إذا كنتم من محبّي السير في أعالي الجبال وأسفل الأودية... عكّار هي وجهة جذب مميّزة
هواية المشي في عكار.
A+   A-
ميشال حلّاق
 
هل أنتم من محبّي الطبيعة؟ وشغوفون لخوض غمار تحدّيات السير وسط الغابات في أعالي الجبال وفي الأودية وعلى ضفاف الأنهر وفي السهول، من دون تكلفة أو عناء أو حتّى أكلاف مرتفعة؟ وفي أيّ فصل من فصول السنة تريدون ذلك؟ أكنتم كباراً أو شباباً أم صغاراً، اجعلوا عكّار وجهتكم، السياحة البيئية فيها تخطو بثبات نحو النمو والازدهار رغم كلّ الظروف الصعبة.
 
أصبح اللبنانيّ الذي يتعذّر عليه السفر الى الخارج يجد في السياحة الداخلية ملاذاً آمناً على كافّة المستويات. ورغم المشوار البعيد نحو عكار، وكلفة النقل، لا شكّ ستكون الرحلة، بمثابة تجربة لا تُنتسى وسط متعة المناظر الساحرة التي تُخفّف مُعاناة الطريق.
 
والمرشدون الجبليون أبناء هذه الربوع هم على أهبّة الاستعداد لمواكبتكم وتعريفكم على مكنونات هذه المنطقة وكل ما هو حي فيها من طيور وحيوانات وفراشات وأزهار وأشجار... وفيض كبير من المواقع الأثرية والتراثية، الى لقاء الناس أبناء الكرم والنخوة حيثما تعبرون، فكرم الضيافة وحسن الاستقبال هما الحاضران دائما للترحيب بكلّ زائر يودّ التعرف أكثر على عادات وتقاليد هذه المنطقة، والمطبخ العكاري بأنواع شتّى من الأطباق بعضها خاصّ جدّاً والقسم الأكبر ممّا يتشاركه العكاريون مع اللبنانيين كافة خاصّة أبناء الريف.
 
وفي عكار ثمّة جمعيات ومجالس بيئية باتت متخصّصة في ترتيب هذه الجولات على الدروب الجبلية القديمة وأبرزها، مجلس البيئة في القبيات، وجمعية اكتشف عكار، وجمعية درب عكار التي تميّزت بالدراسات المعمّقة لطبيعة هذه المنطقة بكلّ مكوّناتها.
 
وعنها يقول الناشط والمرشد الجبلي خالد طالب مؤسس جمعية درب عكار: "لماذا عكار هي وجهة جذب مميزة؟ فذلك للتنوّع الكبير الذي تتميّز به، فهي تضمّ أكبر غابة متواصلة في لبنان، من أكروم في أقصى الشمال حتى أعماق وادي جهنّم والحدود بين المنية – الضنية والهرمل، تتخلل هذه الغابات نحو 300 كلم من دروب المشي الجبلية، المناسبة لكلّ مستويات الصعوبة وكافة أنشطة الهواء الطلق، من رياضة المشي Hiking الى مراقبة الطيور والأزهار البرية، الى رياضة الدراجات الجبلية والمشي على الثلج وغيرها الكثير من الانشطة التي تُشكّل عامل جذب هامّ جدّاً على مدار السنة وكافة الفصول.
ويشير طالب الى أنّ أهمّ هذه الدروب هي:
 
- درب وادي السبع – أكروم: وهو درب متوسّط الصعوبة يمرّ في منطقة أثرية تضمّ قلعة الحصين وآثار أخرى في وادي السبع، مع إطلالات رائعة خاصة على المناطق السورية المحاذية حيث تنهض سلسلة جبال لبنان الغربية.
 
- درب وادي عودين في عندقت: درب متوسّط الصعوبة الى صعب داخل أكبر غابات الصنوبر البروتي في لبنان، ومنه ينطلق القسم الأوّل من درب الجبل اللبناني.
 
- درب حلسبان – القبيات نحو زبود في عكار العتيقة: وهو درب بمسار دائري يضمّ آثاراً عدّة منها مدافن وكنائس، أبرزها معبد القدّيسين سركيس وباخوس في محلة بيت غريب ومدافن زبود القديمة جدّاً، يتفاوت مستوى الصعوبة على الدرب بحسب نقطة الانطلاق.
 
- درب محميّة كرم شباط أعالي القبيات: حيث أكبر غابة أرز في المنطقة (مليون شجرة أرز) مع إطلالات رائعة، وهو درب مميّز لهواة المشي على الثلج أو التزلج الحرّ.
 
 
- درب وادي الدير – بزبينا – عين يعقوب: انطلاقاً من عين الراهب ودير مار بطرس وبولوس الأثري، داخل غابات مختلطة تضمّ مئات الأنواع من النباتات والأزهار البرية وأشجار شتّى أنواع الفاكهة .
 
- درب الوادي الأسود – شير النمر: في عكار العتيقة بين غابات الشوح المعمرة مروراً بعين تابت وصولاً الى غابة الصنوبر.
 
- درب الإنجليز – غابة العزر: ينطلق من أعالي القموعة حتى غابة العزر في بلدة فنيدق، وهي الغابة الفريدة والأكثر تميّزاً في كلّ منطقة الشرق الأوسط، وهو أحد أكثر الدروب زيارة على مدار السنة في عكار، سهل الوصول ويتميّز بمناظر رائعة ومتنوّعة على مدار الفصول.
 
- درب قلعة عروبة: أعلى دروب عكار من حيث الارتفاع وترتفع أعلى نقطة فيه 2235م عن سطح البحر. درب يتميّز بإطلالة بانورامية واسعة على كافة الساحل الشمالي ومناطق السلسلة الشرقية، يتميّز بتوفّر أنواع كثيرة من النباتات العطرية والأجباب الصغيرة ضمن أراضٍ جردية.
 
- درب المرج – مشمش عكار: درب بمستويات صعبة مختلفة وهو جزء من درب الجبل اللبناني، يتميّز بتنوّع المناظر، وأهم أشجاره هي أشجار الأرز واللزّاب فضلاً عن معالم جيولوجية هامة، مثل شير كزبر، وسهلة المرج.
 
- درب القطر: ينطلق من أعالي بلدة مشمش مروراً بغابة القطر، وهي غابة مختلطة تضمّ مختلف أنواع النباتات والأشجار المعروفة في لبنان، ينتهي الدرب في مشمش البلدة، مروراً بواديها.
 
- درب وادي جهنّم: من أعالي بلدة مشمش حتى بلدة القمامين أو ملتقى النهرين في أسفل وادي جهنم، هو جزء من درب الجبل اللبناني ودرب مرتفع الصعوبة.
 
- درب غابة القلّة – وادي حقل الخربة مشمش: هو أصعب الدروب في عكار، فبإمكان طوله أن يصل لأكثر من 25 كلم، وهو درب رائع الجمال كثير الينابيع، ويتطلّب خوضه تحضيراً ولياقة بدنية جيدة.
 
ويشار الى أنّ أغلببية الدروب المذكورة بحاجة إلى مرشد محلّي، وهي خدمة تؤمّنها الجمعيات المهتمة والمعنية المذكورة سابقاً ومنها جمعية درب عكار عبر نخبة من المرشدين المحليين طيلة أيام الاسبوع، وبالإمكان التواصل معهم عبر حساباتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
 
وهناك العديد من الشاليهات الصغيرة وبيوت الضيافة، منتشرة على كافة الدروب الجبلية، تستقبل الراغبين بقضاء ليلة أو عدّة أيّام في عكار للتمتّع بجمالها بشكل تام، أو للتخفيف من عبء الرحلة، ويبقى هامش الأسعار معتدلاً قياساً بأغلب المناطق اللبنانية.
 
وبإمكان الزائرين التزوّد بمؤنهم من الخضار والفاكهة الموسمية، إضافة الى كلّ أنواع المربيات والعصائر والبرغل والصابون البلدي والكشك والأجبان وغير ذلك من منتجات الريف العكّاريّ.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium