أشار المفتي الشيخ زيد بكار زكريا في بيان لمناسبة الذكرى السنوية لانفجار التليل إلى أن "تطل علينا الذكرى السنوية الأولى لانفجار التليل، تلك المجزرة التي اقترنت مع تفجير مرفأ بيروت وكأنهما شقيقتان في الجريمة والمأساة، سقط ضحية هذه المجزرة أكثر من 30 مدنيا وعسكريا وأصيب عشرات الجرحى بحروق بليغة، لتزيد جرح عكار ووجعها وحرمانها".
ولفت إلى أن "لقد حاول البعض أن يجعل من مجزرة التليل وقود فتنة طائفية، لكن أبى الشعب العكاري بوعيه وأخوته وبجهود اللقاء الروحي والعقلاء إلا أن يتغلب على هذه الفتنة وأن يجعل هذا الحادث في إطاره الفردي دون تسييس أو تحوير".
وذكّر "أننا طالبنا كما طالب الجميع بإحالة هذه الجريمة على المجلس العدلي، وصدر القرار الاتهامي، لكن هذا القرار لم يقنع أهالي الشهداء والمصابين، حيث لم يشمل المسؤولين ولا المتسببين بهذه الجريمة، وبرأيهم لن يردع المهربين ولا المتاجرين".
أكد أن "نتيجة لمتابعة حثيثة من نقابتي المحاماة في بيروت وطرابلس ولجان أهالي الشهداء والمصابين، تم إقرار قانون بمجلس النواب للتعويض على أهالي الشهداء وعلى المصابين، لكنه لا يزال بحاجة إلى تفعيل وتنفيذ وتسريع من الوزارات المعنية ومن قيادة الجيش، وهذا ما نقوم ونسعى به حاليا، لعله يساند الأهالي بشيء من حقوقهم، وخاصة الجرحى الذين يتكبدون النفقات الكبيرة لتأمين الدواء والعلاج، وبعضهم بحاجة إلى إكمال علاجه في الخارج".
وجدد "المطالبة بعلاج الأزمات قبل وقوع الكارثة، وبتنا نسمع تهويلا جديدا بأننا مقبلون على أزمة محروقات وفتح أبواب التهريب مجددا، لتتجدد الاشكالات التي كانت تحصل بسبب التجمهر على المحطات، بحثا عن ليتر بنزين أو مازوت. بل ونحن مقبلون على استحقاق رئاسي بات الشعب اللبناني مترقبا له، ولعل البلد وللأسف دخل في مرحلة جمود لحين إنجازه رغم كل الظروف المعيشية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية التي نعيشها، لذلك نداؤنا لجميع المسؤولين ارحموا شعوبكم، وارحموا دماء شهدائنا، وتجردوا من حساباتكم الضيقة وطائفيتكم المقيتة، وابنوا وطنا لأبنائكم وأحفادكم قبل أن لا ينفع الندم، حتى لا يموتوا نتيجة حرق أو غرق أو مرض أو جوع أو قتل".
وختم، "وإذا كانت كل هذه الأزمات والانفجارات لم توقظ المسؤولين ولن تساهم في خروج لبنان من محنته، فهنا المأساة والجريمة الأكبر، ولسان حال المفجوعين لو كان دم أبنائنا فداء لخلاص لبنان فأهلا وسهلا، وأما أن يكون دمهم لمزيد من الاستغلال وبناء الثروات وتبوؤ المناصب فسيكون لعنة عليهم، والتاريخ لن يرحم أحدا".