لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد إلى السماء، أقيمت القداديس والتطوافات في كافة المناطق الشمالية.
ففي زغرتا، حيث يُعرف العيد بعيد سيّدة زغرتا، أمّت الكنيسة الأثرية وفود المؤمنين من كل المناطق للمشاركة بالقداديس والزياحات والصلاة إلى العذراء مريم كي تحفظ لبنان واللبنانيين، ونُظّمت مسيرة صلاة وفق التقليد السنوي من إهدن إلى كنيسة السيدة في زغرتا، حيث وصل المؤمنون بعد ساعات من المشي والصلاة والترانيم الخاصة بالعذراء إلى الكنيسة ليلًا، فكان قداس احتفاليّ حاشد تجمهر خلاله المؤمنون في الساحة المجاورة للكنيسة بعدما ضاقت بهم المساحات الداخليّة.
وفي إهدن، توجّه المؤمنون إلى كنيسة سيّدة الحارة حيث شاركوا في احتفالات عيد السيدة.
وفي قرى وبلدات القضاء كانت مسيرات مريميّة وقداديس وصلوات وعظات للكهنة تناولت سيرة العذراء مريم، ودعت إلى التمثّل بها لخلاص الأنفس.
وفي قرى وبلدات قضاء بشري - الجبة ارتفعت الصلوات وأقيمت القداديس والزياحات وانطلقت مسيرات مريمية عشية العيد، وشارك المطران جوزاف نفاع أهالي بلدة "بان" افتتاح معرض مريميّ للمناسبة فيما غصّت الكنائس بالمؤمنين يوم العيد رافعين الابتهالات إلى أم الله كي تحفظهم وعيالهم ووطنهم من كلّ شرّ ومكروه.
وكذلك في الكوره والبترون وكنائس طرابلس والضنية، التي زارها رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف وترأس الصلاة في بلدة القطين، كانت القداديس والصلوات وتراتيل العيد والأمل بأن تنقذ مريم العذراء لبنان واللبنانيين.
لكن هذه السنة شهدت غياباً لـ"هريسة العيد" عن العديد من القرى والبلدات لتحلّ محلّها في بعض الكنائس ربطات الخبز، التي تبارك بها المؤمنون، وأخذوها إلى بيوتهم، ووزّعوها على الجيران وكلّ من لم يتسنَّ له التبرّك بها.
وترأس رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، قداساً لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد إلى السماء، في رعية سيدة الغسالة في بلدة القبيات - عكار، حضره النائب جيمي جبور، فاعليات بلدية واجتماعية وعدد من المؤمنين.
وتوجه سويف بالمعايدة للجميع، متمنيا أن "تكون العذراء مريم دائما الى جانب بلدنا لبنان والى جانب كل بلدة ومدينة وقرية فيه، فتساعدنا في تجديد الايمان والرجاء والحب".
وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى سويف عظة قال فيها: "نرفع صلاتنا لأجل لبنان المتألم، متمسكين برجائنا وإيماننا، فنحن نعرف ونوقن، كما يعرف تماماً أبناء هذه المنطقة التي نحتفل اليوم فيها بعيد انتقال العذراء، أنه في تاريخنا القديم كما الحديث وأمام كل الصعوبات تكون العذراء مريم ملجأ أميناً ودائماً لنا، ما دفعنا أن نردد دون انقطاع (صلاتك معنا يا أطهر العباد كوني عوننا حسب المعتاد) وعندما نقول حسب المعتاد نؤكد أن العذراء اعتادت أن تكون دائماً إلى جانبنا وجانب بيوتنا ووطننا الحبيب المتألم في كل محننا وأزماتنا وضيقاتنا ومرضنا. كما نرفع صلاتنا اليوم على نية كل فرد منا، حتى يدرك أن عليه أن يتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه أكان في الكنيسة أو المجتمع، والمسؤولية ليست مركزاً أو مجداً دنيوياً إنما انحناء لخدمة الإنسان الضعيف والمجروح والمتألم بهدف الحفاظ على كرامته".
إلى ذلك، تقاطر أبناء دير الأحمر ومنطقتها من انتشارهم في لبنان والعالم كما كل عام في 14 آب حيث طافوا في مسيرة حاشدة في شوارع البلدة حول مريم العذراء - سيدة البرج - في عيد انتقالها بالنفس والجسد إلى السماء.
تقدم المسيرة راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة وترأس الذبيحة الإلهية التي أقيمت تتويجاً للتطواف يعاونه كاهن الرعية المونسنيور ملحم شيت ومعاونه يوحنا مارون النداف، إضافة إلى النائب العام المونسنيور بول كيروز وكهنة رعايا البلدة، وشارك في القداس عضو تكتل "الجمهورية القوية" أنطوان حبشي، رؤساء بلديات المنطقة ومخاتيرها وفاعلياتها.
وفي محطة منتصف المسيرة في ساحة البلدة بمحاذاة كنيسة مار يوسف قال المطران رحمة: "طلبنا من مريم العذراء أن تضع لبنان تحت حمايتها: أبرشيتنا، ودير الأحمر هي عاصمة حضورنا الماروني والمسيحي في هذه المنطقة، حيث لنا ملء الثقة بأنها الأم الحنونة الحقيقية التي لا تتخلى عن أولادها".
وأضاف: "كل ما يحيط بنا من ظروف صعبة ويهددنا من أمراض وأوبئة وخطر المجاعة لا يقهر إلا بالصلاة في وقت يهمل المسؤولون واجباتهم ولا سيما تشكيل الحكومة، فهؤلاء بحاجة لأن نصلي من أجلهم كي يتوبوا ويرجعوا إلى إدراكهم وإلى أن الرب على أبواب قلوبهم ليغلبوا شهيتهم للشر بالرغبة في صنع الخير، فكل الأموال التي جنوها عن غير وجه حق لن ترافقهم إلى أبواب إبليس. فلتتشفع العذراء بكل من أذوا لبنان علهم يتوبون".
ودعا في الختام الى المشاركة الكثيفة في القداس الذي سيحييه البطريرك الراعي في 8 أيلول عيد ميلاد السيدة العذراء حيث سيقوم بتكريس ومباركة عدد من المشاريع الكنسية التي تم تحقيقها في المنطقة.
وأقامت رعية السيدة في الخنشارة احتفالاً مريمياً وفولكلورياً لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء، أحيته جوقة "فيلوكليا" بإدارة الأخت مارانا سعد، شارك فيه النواب ملحم رياشي، غسان حاصباني، جهاد بقرادوني ورازي الحاج، الوزير السابق كريم بقرادوني وحشد كبير من أبناء الخنشارة والمتن الشمالي.
وفي جزين، أقيم قداس احتفالي في كنيسة سيدة الانتقال ترأسه كاهن الرعية الياس صليبا وعاونه لفيف من الكهنة.
بعد القداس، انطلقت مسيرة من أمام الكنيسة جابت شوارع المدينة، بحضور كهنة رعايا مدينة جزين وحشد كبير من المؤمنين، وصولاً إلى مزار السيدة العذراء (المعبور) على مدخل جزين حيث رفعت الصلوات على نية جزين ولبنان.