ساحة النور في طرابلس.
بعدما تنعّمت طرابلس لأيام عدّة بهدء ليلي بفضل الخطة الأمنية الأخيرة التي تُنفّذ فيها، باستثناء بعض حوادث إطلاق النار، عادت الفوضى إليها، لا سيما ليلاً، في اليومَين الماضيين، والسبب أوّلاً "جنون" الدولار وما يرافقه من تحرّكات في الشارع يتخلّلها الكثير من إطلاق النار لترهيب الأهالي وإجبار أصحاب المحال التجارية على إقفال محالهم، وخصوصاً في التبانة والأسواق الداخلية. كما لا يتورّع "المعترضون" ليلاً عن إلقاء القنابل البدوية في مجرى نهر أبو علي، ناهيك عن تلك التي تستهدف المحال التجارية ومولدات الاشتراك.
كل ذلك يحصل والتشليح والسرقات لم تتوقّف أبداً، حتى مع تنفيذ الخطة الأمنية، وبرغم القاء القبض على عدد من العصابات والسارقين والمخلّين بالأمن.
لكن الأخطر من ذلك أنّه عند حصول هزّة أرضية، يهلع الأهالي، فيخرجون من منازلهم ويتوجهون إلى العراء خوفاً من انهيارات في الأبنية، لا سيما وأنّ في المدينة العديد من الأبنية الآيلة للسقوط والتي يزداد خطر انهيارها بعد كل هزة. كما يقوم البعض بإطلاق النار عشوائيّاً بحجة "إعلام الأهالي بالهزّة للخروج من منازلهم"، فيكون الرصاص الطائش لهم بالمرصاد، ما يزيد حالة الخوف في المدينة. وبالرغم من المناشدات المتعدّدة لوقف "هذا التحذير الخطر"، إلّا أنّ فصوله استمرت أمس، ولفترة طويلة، مع احتشاد الأهالي، الفارّين من بيوتهم، في منطقتَي المرض وزيتون أبي سمراء، وقد أمضوا ليلتهم في العراء.
والسؤال الأبرز في طرابلس اليوم: متى يقتنع مطلق النار أنّ الرصاص العشوائي يساوي بخطره أخطار الهزات والزلازل، فيقلعون بذلك عن التحذير بالرصاص الحي، ويكتفون بالتكبيرات التي تصدر من مآذن الجوامع في المدينة؟