بات التشليح والسرقة والتفلّت الأمني، بالرغم من الخطة الأمنية الجديدة، خبراً طرابلسياً شبه يومي، إذ لا يخلو يوم أو ليل من مثل هذه الحوادث، التي أصبحت تقضّ مضاجع الطرابلسيين وتقلقهم، خصوصاً أن أبطالها مجهولين، ومتعدّدين، وتقع قلّة منهم في قبضة القوى الأمنية، فيما الأغلبية المتزايدة "تفريخاً" كلّ يوم ،تنشط على الدراجات النارية، نشلاً وتشليحاً وترويعاً، في مختلف شوارع المدينة والجوار، حتى باتت هناك خشية لدى كثيرين من الخروج من منازلهم بعد مغيب الشمس، وقبل شروقها، وتضجّ مواقع التواصل الاجتماعي بنصح المتجوّلين في طرابلس، نساء ورجالاً، سائقين وعابري سبيل، بإرشادات الوقاية والتنبيه لحين إزاحة هذا الكابوس عن صدر المدينة.
عن التشليح...
كتب مختار محلّة التل عمر سنجقدار عبر "فايسبوك" ما يأتي، بعدما تعرض لمحاولة تشليح، وتمكّن من النجاة بنفسه والهرب، فقال:
"لم أكن أتوقع أن يحصل معي هذا. كنت أسمع به في التلفزيون وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكنت أظن أن الأمر مبالغ فيه بعض الشيء. ولكن ما كنت لا أتوقّعه حصل. هي لحظات تخطف العيون، تتسارع دقات القلب، يتشتت الفكر، تشعر أنّك مكبّل لا تعرف ماذا تفعل. لا إرادياً، ودون سابق تفكير تحرّكت يدي إلى قبضة مسّاحة السيارة، وبدأت برش الماء ومسح الزجاج بعض تعرّضه لرشقات من أكواب لا أعرف ما الذي بها، استقرّ على زجاج سيارتي من قبل شخصين على موتير أمام مصلحة المياه القديمة. هي لحظات ترعبك، لأن المفاجأة غير متوقعة، ويبدأ فكرك يستعرض ما سمعته عن تلك الأمور، وتشاهدها أمامك. في غفلة منك، تسارعت مساحات السيارة، وأصبحت الرؤية شبه مقبولة لم احاول التوقف ولكنني لم استطيع الاسراع لعدم تمكني من الرؤية جيدا" ولكنني نظرت في المرآة الجانبية لأتمكن من مشاهدة الموتير الذي فعل ذلك رأيته بعيدا" متوقف على جانب الطريق ينتظر يمكن توقفي لأري ما حدث في سيارتي لينقض علي فاكملت طريقي مسرعا" بعد ان اصبحت الرؤيا شبه سليمة وحاولت اخذ الطرقات العريضة التي يمكنني بها العجلة لربما حاولوا تتبعي ولكنني وصلت بخير وسلامة الى منزلي، ما لم اكن اتوقعه قد حصل، احذروا احبتي اخوتي فلم يعد هناك لا أمن ولا أمان".
وفي سعي للحدّ من الظاهرة هذه تكرّرت الدعوات لمشايخ المدينة للتوعية عبر خطب الجمعة وتحريم أخذ مال وتعب المسلمين بغير وجه حقّ، والدعوة إلى عدم الاستسلام لهذه العصابات وعدم التهاون، وإلى مقاومتهم ومقارعتهم و عدم الرأفة بهم، ليكونوا عبرة لكلّ من تسوّل له نفسه الاعتداء على حرمات الآمنين، وعلى النساء والرجال، وأخذ مالهم وهواتفهم وما يملكون بغير وجه حق، خصوصاً في ظل هذه الأوضاع الصعبة التي نمرّ بها، والتي نحن أحوج ما نكون فيها إلى أن نقف مع بعضنا البعض سنداً للمحتاج، لا سرقةً ولا قتلاً ولا تشليحاً و لا هرجاً ولا مرجاً.
بالعودة إلى الخطة الأمنية المطبقة في المدينة، فقد كتب المحامي محمد صبلوح الآتي تحت عنوان: "الخطة الأمنية تقضي بنشر الدوريات العسكرية في كل المناطق لا عروضات إعلامية ...".
الخطة الأمنية تطبّق عندما نرى الأجهزة الأمنية ليلاً في دوريات سيّارة ومشاة حماية للناس التي تتعرّض للسرقة يومياً حتى عامل النظافة لم يسلم منها؛ فقد تعرّض لسرقة ومحاولة القتل أمس بينما الفصائل مغلقة والعسكر نيام...
الخطة الأمنية تقضي التحرك عند كلّ جريمة تحدث، حيث نرى يومياً جرائم القتل والسرقة و... ولم يتحرّك أحد.
الخطة الأمنية تقضي التحرك في كل الجرائم وليس فقط في جرائم مخصصة لكتابة سيناريو تجاري حولها.
الخطة الأمنية هي الاستعداد لمنع ارتكاب الجريمة ومكافحتها لا انتظارها وتقديم الاستعراضات بعدها.
عذراً لكنها استعراضات أمنية خدّاعة وهشّة.