النهار

بالرغم من عودة الأنفلونزا بقوة... "لا داعي للهلع" حتى الآن
فؤاد بو غادر
المصدر: "النهار"
بالرغم من عودة الأنفلونزا بقوة... "لا داعي للهلع" حتى الآن
تعبيرية.
A+   A-
 
اختفت الأنفلونزا مع انتشار كورونا، لتظهر من جديد مع تراجع تدابير الوقاية والامتناع عن وضع الكمامة وغياب أساليب التعقيم. الأطفال دون سنّ العاشرة هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بها، وهو ما لحظته المدارس الابتدائية، خصوصاً في منطقة بنت جبيل الجنوبيّة وجوارها. تستدعي العوارض تغيّب الطلاب عن صفوفهم، ويحتاج البعض إلى زيارة الأطباء ودخول المستشفيات.
 
قبل أسبوع، شدّد مكتب منظّمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط على حتميّة التأهّب لموسم الأنفلونزا 2022-2023، الذي من المرجّح أن يكون أشد وخامة هذا العام، بعد انخفاض قياسيّ في الحالات خلال فصلَي الشتاء الماضييْن. وأضاف البيان أنّه "من المُرجَّح أن يكون تأثير سريان الأنفلونزا وكوفيد-19 في الوقت نفسه مصدر قلق للنُّظُم الصحية الوطنية، وخاصة في ما يتصل بحماية الفئات الضعيفة مثل الأطفال، والنساء الحوامل، والمُسنِّين، والعاملين في مجال الرعاية الصحية".
 
ينفي مدير ثانوية بنت جبيل الرسمية حسين أبو ذيب لـ"النهار"، لجوء المدارس إلى إقفال الصفوف بسبب تفشي الأنفلونزا. "هذا مرض موسمي، ونمنع الطلاب الذين يعانون من عوارض، خصوصاً ارتفاع الحرارة، من الذهاب إلى الصفوف منعاً لنقل العدوى إلى زملائهم". ويشدّد أبو ذيب على أن موجة الأنفلونزا تطال الأطفال أكثر في صفوف المرحلة الثالثة والثانوية.
 
تسجل حالات غياب ملحوظة في الصفوف، وارتداء الكمامة عاد إلزامياً من لحظة صعود الطالب إلى الحافلة حتى العودة إلى المدرسة. "التواصل مع الإرشاد الصحي قائم على أكمل وجه، ونسعى جاهدين لحصر هذه الموجة؛ ولا شيء يدعو للقلق، حتى الآن"، يضيف مدير الثانوية.
 
تكمن المشكلة اليوم في عدم القدرة على إلزام الأطفال بارتداء الكمامة وهو ما لوحِظَ خلال موجات كورونا. إذ يشدد الطبيب المتخصص في الأمراض الداخلية والجرثومية عيد عازار على أنّ "هناك انتشاراً ملحوظاً للأنفلونزا، مما يتطلب مراقبة حثيثة للانتشار الوبائي". يبلغ سعر لقاح الأنفلونزا ما بين 400 و500 ألف ليرة لبنانية، وهو ما يعيق قدرة الكثير من الأهالي على تطعيم أولادهم للحدّ من انتشار الأنفلونزا وتفادي عوارضها القاسية.
 
تتلخص أبرز عوارض الأنفلونزا في ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل مفاجئ والتعرق والارتعاش على شكل "بردية". ويشعر المصاب بالتعب وبعدم القدرة على التحرك بسهولة، إلى جانب آلام العظام وسيلان الأنف الحادّ. تترافق هذه العوارض مع ظهور السعال الناشف وضيق التنفس وإصابة المريض بحالة من الهذيان.
 
على المريض اللجوء إلى الرعاية الطبية على الفور، إذا ظهرت أعراض طارئة كالألم في الصدر والدوخة المستمرة والضعف الشديد. ويُعتبر تفاقم الحالات الصحية الموجودة لدى المريض من المنبّهات إلى ضرورة استشارة الطبيب. سبل الوقاية من الأنفلونزا هي نفسها التي اعتمدت خلال جائحة كورونا، والتي تتمثل في ارتداء الكمامة والتعقيم وتجنّب الاختلاط والتقبيل.
 
على الرغم من ارتفاع عدد الإصابات، خصوصاً في المدارس، لم تتدخّل وزارتا الصحة والتربية بعد. يعيد هذا المشهد إلى أذهاننا بعض الهفوات التي ارتكباها خلال أزمة كورونا، وهو ما أدى إلى تأخّر لبنان في السيطرة على انتشار الجائحة. وتجدر الإشارة إلى أنّ أدوية العلاج من الأنفلونزا ليست في متناول الجميع، فأسعار المضادات الحيوية لا تقلّ عن 255 ألف، فيما البخاخ للمرضى الذين يُصابون بعوارض قوية تكلفته ما بين 250 و700 ألف ليرة.
 
يترافق انتشار الأنفلونزا مع الكوليرا، إذ سجّلت وزارة الصحة 19 وفاة و3671 إصابة مثبتة ومشتبهة حتى يوم أمس. النظام الاستشفائي مرهق نتيجة الأزمة الاقتصادية وهجرة الأطباء، وفاتورة المستشفيات بمقدور "الطبقة المخملية" فقط. في هذه البلاد، بات الـ"Grippe" الموسمي يشكّل هاجساً للمواطنين، مما يحتّم الوقاية على هؤلاء لأن "تكلفة علاج المرض صارت توجع أكثر من المرض نفسه".
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium