نجحت المسابقة الوطنية للابتكار الأدبي بعنوان "لبنان كما نحلم به"، التي نظمتها الوكالة الجامعية للفرنكوفونية في الشرق الأوسط وبنك بيمو ومكتبة أنطوان وجمعية السبيل الخيرية ووزارة التربية والتعليم العالي، في أن تكون عابرة للوطن من خلال مشاركة عدد لافت من تلامذة المرحلة الثانوية والطلاب الجامعيين من 80 مدرسة وجامعة، من القطاعين العام والخاصّ، ومن مختلف الأراضي اللبنانية، الذين تمكنوا من تسليم أكثر من 630 قصّةً محرّرة بكلٍّ من اللغات الفرنسية والعربية والإنكليزية.
شكلت المباراة، التي كانت "النهار" عضواً في لجنة تحكيمها، فرصة مهمة سمحت بتلاقي جيل الغد وممثلي المؤسسات التربوية والجامعية كلها بأعداد لافتة من خارج العاصمة، في المكتبة العامة، يوم الخميس في الـ13 من نيسان، لمناسبة الذكرى المشؤومة لاندلاع الحرب، متخطّين بذلك غلاء أسعار المحروقات ليكونوا الوجه الآخر للبنان الآتي...
لا شك في أن المباراة عكست إيجابية ملحوظة على منظميها من ناحية مشاركة الجيل الناشىء في "لبنان كما نحلم به"، إضافة إلى أن ممثلي المنظمين وأعضاء لجنة التحكيم شاركوا في ندوة "الكتاب للشباب" من خلال قراءة أعمالهم في محترف الكتابة، لكونه مدخلاً مهماً للعلاج التشغيلي النفسي المضاد لليأس والإحباط والاستسلام للأمر الواقع.
وكشفت المباراة أيضاً أنها جمعتنا نحن جيل الأحلام المتكسّرة، الذين عشنا الحرب منذ سبعينيات القرن الماضي إلى اليوم، مع الجيل الناشىء، حول هم مشترك هو البحث عن الوطن من خلال الحلم، الذي قد يتحول إلى واقع في الأعوام المقبلة.
يلاحظ المتابع لمجريات المباراة غلبة الأقلام النسوية عند الجيل المدرسي والجامعي المشارك في المسابقة، مع العلم أننا أمام مجموعة أقلام واعدة قد تصلح -إذا استمرت على اندفاعها- لتكوين نواة صحافية أو كتابية واعدة، من أمثال الطالبة في جامعة العلوم و الآداب اللبنانية ريمي وهبة الفائزة بالمرتبة الأولى لفئة الكتابة باللغة العربية، أو التلميذ آدم مدلج من ثانوية الكوثر الفائز بالمرتبة الأولى عن القصّة باللغة الإنكليزية، أو آخرين يتم نشر أسمائهم في هذا الموضوع.
ما أهمية ما كتبه جيل اليوم؟ كشفت الأقلام الشابة وعياً لافتاً لمجريات الأمور، لاسيما أن أغلبية الكتابات، لاسيما العائدة إلى تلاميذ من خارج العاصمة، تحدّثت عن هول الانفجار المشؤوم في الـ4 من آب 2020 وتداعياته على البشر والحجر ودوره الأساسي في الوقوف بوجه الحلم، إضافة إلى عرض مسهب لتداعيات الأزمات المتراكمة وانعكاساتها علينا مع طرح حلول مستشرفة للمستقبل.
لا بدّ من التنويه بأن بعض الأقلام طرحت قضايا السّاعة، منها واقع "زوارق الموت"، إضافة إلى قضايا تعنى حقوق المرأة، منها زواج القاصرات، أو استشراف مستقبل لبنان حيث تنعم فيه المرأة بحقوق مساوية لحقوق الرجل. يسجّل أيضاً أن الشباب يطمحون إلى أن لا يشعروا في المستقبل بأيّ حرج من هويتهم الوطنية بل أن تنعكس فخراً لهم...
لا شكّ في أنّه كان للفائزين مردود ماليّ، انعكس إيجاباً على من حظي به. لكن أهمية المسابقة برزت ببعدها المعنويّ، الذي كرّس أهمية التنوّع الثقافيّ في لبنان، من خلال طرح فرصة للكتابة بالعربية أو بالفرنسية أو بالإنكليزية، إضافة إلى إعطاء الكلمة للشباب وحقّهم في التعبير عن هواجسهم...
قبل عرض لائحة كاملة بأسماء الفائزين، لا بدّ من الإشارة إلى أن مكتبة أنطوان تعدّ إصداراً جامعاً لأفضل الكتابات من هذه المباراة باللغات الثلاث ليكون مبادرة جامعة لشباب لبنان.
الفائزون و...الكتابات
ختاماً، ينشر الموقع الإلكتروني لـ"النهار" تباعاً مقتطفات من الكتابات باللغة العربية للفائزين الثلاثة عن فئة كلّ من المدارس والجامعات. أمّا في ما خصّ النتائج فقد تمّ توزيع جوائز نقديّة، قدّمتها الوكالة الجامعية الفرنكوفونية، وبنك بيمو، على كلّ الفائزين بالمرتبة الأولى من المدارس والجامعات، وبلغت 500 دولار. ونال أصحاب المراتب الثانية 300 دولار أميركي، فيما نالت المراتب الثالثة 150 دولاراً أميركياً.
في المدارس، فاز بالمرتبة الأولى كلّ من سيرين سقّا من مدرسة الكوليج بروتستانت الفرنسية (اللغة الفرنسية)، وزينب سعد من مدرسة القديس يوسف لراهبات القلبين الأقدسين في عين إبل (اللغة العربية)، وآدم مدلج من ثانوية الكوثر (اللغة الإنكليزية).
أما في المرتبة الثانية، من الفئة نفسها، فقد فاز كلّ من التلامذة ليا داوود من مدرسة سيدة الانتقال - مزيارة (اللغة الفرنسية)، وهلا حليس من ثانوية راهبات القلبين الأقدسين - طرابلس (اللغة العربية)، وسيلينا طبّارة من ثانوية السيدة الأرثوذكسية (اللغة الإنكليزية)، فيما جاء الفوز في المرتبة الثالثة لكلّ من غاييل يونس من ثانوية عمشيت الرسميّة (اللغة الفرنسية)، وملاك مرشد من مدرسة أمجاد (اللغة العربية)، وسيلين سكّرية من مدرسة البشارة الأرثوذكسية - الأشرفية (اللغة الإنكليزية).
أما من الجامعات فقد فاز بالمراتب الثلاث الأولى كلّ من فاطمة كنعان من الجامعة اللبنانية (اللغة الفرنسية)، وريمي وهبة من جامعة العلوم والآداب اللبنانية (اللغة العربية)، وسيلين أرسلان من جامعة القديس يوسف - بيروت (اللغة الإنكليزية).
في المرتبة الثانية فاز كلّ من سامية تنّير من جامعة القديس يوسف - بيروت (اللغة الفرنسية)، يوسف غمراوي من الجامعة اللبنانية الأميركية (اللغة العربية)، مايك رزق من الجامعة اللبنانية الأميركية (اللغة الإنكليزية)، فيما حلّ في المرتبة الثالثة فاطمة جابر من جامعة فنيسيا (اللغة الفرنسية)، آسيا عبّاس من الجامعة اللبنانية (اللغة العربية) ونور فاعور من جامعة القدّيس يوسف - بيروت (اللغة الإنكليزية).
وحصلت المؤسّستان اللتان أرسل تلامذتها أو طلابها العدد الأكبر من القصص ذات الجودة على جائزة خاصّة لتمويل المنح أو المساعدات، وهما مدرسة القدّيس يوسف لراهبات القلبين الأقدسين - عين إبل عن فئة المدراس الثانوية، والجامعة اللبنانية الأميركية عن فئة الجامعات.
[email protected]
Twitter:@rosettefadel