النهار

غوتيريس في يوم اللاجىء العالمي: الحق في الأمان لأي كان وفي كل مكان
المصدر: "النهار"
غوتيريس في يوم اللاجىء العالمي: الحق في الأمان لأي كان وفي كل مكان
غوتيريس (تصوير حسام شبارو).
A+   A-
في يوم اللاجىء العالمي في 20 حزيران من كل عام، يقول الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس ان "أي شخص كان، أينما كان، وفي أي زمان له الحق في التماس الأمان.
 
يوم اللاجئ العالمي هو يوم عالمي حددته الأمم المتحدة تكريماً للاجئين في جميع أنحاء العالم، ويصادف 20 حزيران من كل عام. ويسلط هذا اليوم الضوء على قوة وشجاعة الأشخاص المجبرين على الفرار من أوطانهم هرباً من الصراعات أو الاضطهاد. كما يعتبر يوم اللاجئ العالمي مناسبة لحشد التعاطف والتفهم لمحنتهم والاعتراف بعزيمتهم من أجل إعادة بناء حياتهم.

أي شخص كان: بصرف النظر عن هوياتهم، تتوجب معاملة الأشخاص المجبرين على الفرار بشكلٍ يحفظ كرامتهم. يحق لأي شخصٍ التماس الحماية بغض النظر عن هويته أو معتقداته. إنه أمر لا مساومة عليه، حيث أن التماس الأمان هو حق من حقوق الإنسان.

أينما كان: بصرف النظر عن أصولهم، يتوجب الترحيب بالأشخاص المجبرين على الفرار. يأتي اللاجئون من مختلف أنحاء العالم، وللنجاة من مكامن الأذى، فإنهم قد يستقلون الطائرات أو الزوارق أو يرحلون سيراً على الأقدام، إلا أن حقهم في التماس الأمان يبقى من الثوابت أينما حلوا.

في أي زمان: بصرف النظر عن زمن اضطرارهم للفرار، فإن الحماية تبقى حقاً من حقوقهم. ومهما كانت المخاطر – سواء كانت حرباً أم عنفاً أم اضطهاداً – الجميع يستحق الحماية ومن حق الجميع التنعم بالأمان.


معلومات أساسية
هناك تصنيفات عديدة للمستضعفين في أصقاع العالم، ممن يشردون قسرا، إلا أن خيطا واحدا يجمعهم كلهم: ففي كل دقيقة، يفر عشرون فردا من الحروب والاظطهاد والإرهاب مخلفين وراءهم كل شيء. ولكم أن تتخيلوا .. ماذا لو هدد نزاع أسركم، ما أنتم فاعلون؟ هل تعرضون أحبتكم للخطر؟ أم تحاولون الهرب بهم، مخاطرين بتعريضهم للخطف والاغتصاب والتعذيب؟ بالنسبة لكثيرين، الخيارات المتاحة أمامهم قليلة.. وأحيانا لا يجدون إلا اختيار بين الخيار السيئ والخيار الذي هو أسوأ منه.


عمل منظمة الأمم المتحدة
يُعتبر منح حق اللجوء للأشخاص الفارين من الاضطهاد في بلدان أجنبية من أقدم السمات المميزة للحضارة. فقد تمّ العثور على نصوص تدل على اللجوء مكتوبة منذ 3,500 سنة، وذلك أثناء حقبة ازدهار أولى الإمبراطوريات الكبرى في الشرق الأوسط مثل الحثيين والبابليين والآشوريين والمصريين القدماء.

وبعد أكثر من ثلاثة آلاف سنة، باتت حماية اللاجئين تشكل الولاية الأساسية للمفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين، والتي أنشئت بهدف رعاية اللاجئين، تحديداً أولئك الذين كانوا ينتظرون العودة إلى ديارهم في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

وتوضح اتفاقية العام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، والتي أدت إلى إنشاء المفوضية، أن اللاجئ هو كل من وجد "بسبب خوف له ما يبرره من التعرض للاضطهاد بسبب عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتمائه إلى فئة اجتماعية معينة أو بسبب آرائه السياسية، خارج البلاد التي يحمل جنسيتها، ولا يستطيع أو لا يرغب في حماية ذلك البلد بسبب هذا الخوف."

ومنذ ذلك الحين، قدمت المفوضية الحماية والمساعدة لعشرات الملايين من اللاجئين، ووجدت الحلول الدائمة للعديد منهم. وقد ازدادت نسبة تعقيد أنماط الهجرة العالمية في عصرنا الحديث، فلم تعد تنطوي فقط على اللاجئين وإنما أيضاً على الملايين من المهاجرين لأسباب اقتصادية. غير أن ثمة اختلاف جوهري بين اللاجئين والمهاجرين، وإن كانوا يعتمدون في الكثير من الأحيان وسائل السفر نفسها، ولا بد بالتالي من معاملتهم بشكل مختلف بموجب القانون الدولي الحديث.

يختار المهاجرون، لا سيما المهاجرون الاقتصاديون، مغادرة ديارهم من أجل تحسين الآفاق المستقبلية لأنفسهم وأسرهم. أما اللاجئون، فيضطرون للمغادرة لإنقاذ حياتهم أو الحفاظ على حريتهم.

اقرأ في النهار Premium