دعا عميد كلية إدارة الأعمال في جامعة القديس يوسف البروفسور فؤاد زمكحل المتخرجين الى عدم البقاء "متفرّجين أمام هذا المشهد وهذا النمط من الإنهيار والتخريب والتهجير، ونحن ننتظر إتفاقات إقليمية ودولية وأياد خارجية تنقذنا وترمي لنا عوّامات الخلاص".
ومما قال : في أيام نسمع صوتاً بعيداً لا نعرف مصدره يُنادينا وقوة تجذبنا. في أيام نشعر بأن كل شيء ينهار حولنا، وكل الطرق مسدودة ونشعر أن اليأس والألم والغضب والعذاب والقهر تتغلب علينا.
لا شك في أننا نعيش اليوم أو نحاول أن نتعايش مع أصعب وأكبر أزمة من تاريخ لبنان على الصعيد الإقتصادي والإجتماعي والمالي النقدي والأمني والسياسي، لكن قوتنا تكمن بمرونتنا ومثابرتنا وخصوصاً بوحدتنا التي هي أكبر هدية وأمانة ورثناها من أجدادنا وتسلمنا الشعلة من الأجيال القديمة، وعلينا أن نحافظ عليها وعلى جذورنا وتاريخنا.
لا يجوز بأن نبقى متفرّجين أمام هذا المشهد وهذا النمط من الإنهيار والتخريب والتهجير، ونحن ننتظر إتفاقات إقليمية ودولية وأياد خارجية تنقذنا وترمي لنا عوّامات الخلاص.
إن التغيير الحقيقي يبدأ من كل واحد منا وكل أبناء الوطن، وخصوصاً أنتم الخرّيجون، لتُحافظوا على تاريخ أجدادكم وتتعلموا من حاضر وإنجازات أهاليكم الموجودين اليوم لتبنوا مستقبل التغيير الحقيقي.
أنتم لبنان، أنتم مستقبل بلادنا، أنتم حلمنا، أنتم أملنا لا تستسلموا، ولا تتركوا هذه السفينة تغرق وكلنا على متنها.
لا تنسوا أنكم إستطعتم أن تتغلبوا على أكبر جائحة في العالم، إستطعتم أن تنجوا من أكبر ثالث إنفجار في العالم، واليوم تتحدون ليلاً نهاراً أكبر أزمة إقتصادية وإجتماعية في العالم. ها أنتم اليوم ترتدون بفخر ثوب النجاح قبل أن تطيروا من جديد نحو آفاق أعلى وأبعد.
أنتم تمثلون أمل لبنان، وأنتم تمثلون مستقبل لبنان، أنتم تمثلون الريادة والإبتكار، أنتم أركان لبنان الجديد الذي كلنا نحلم به، أنتم رموز إعادة الهيكلية الداخلية، أنتم أساس إعادة الثقة الدولية، أنتم الحجر الأساس للقطاع العام والقطاع الخاص الجديد، أنتم سفراء لبنان في الداخل والخارج، أنتم الحرية وأنتم الإستقلال، أنتم أولادنا، أنتم نجاحنا وأنتم لبنان.
علينا أن نكون واقعيين، وكلنا ندرك تماماً بأن الطريق ستكون طويلة وشائكة، لكن إيماننا وعزيمتنا ومثابرتنا، هي قوتنا المعروفة دولياً والتي بها سنُبرهن مرة أخرى للعالم عن قوتنا للتغلب على أكبر أزمة في التاريخ، وسننمو سوياً من جديد قريباً.
إن خياركم لا يجوز أن تنتظروا ما يستطيعه لبنان أن يؤمن لكم لكن ما تستطيعونه أنتم أن تقدموا له. إن خياركم لا يجوز أن يكون إذا بقيتم في لبنان أم ستغادروه، لكن كيف تستطيعون أن تثابروا في إعادة هيكليته للإنماء من جديد، وأن تكونوا على قدر المسؤولية والثقة التي ورثتموها من أسلافكم وأجدادكم للحفاظ على جذوركم وتاريخكم.