تحلّ الممثلة السورية نسرين طافش ضيفة على "بودكاست مع نايلة"، مع رئيسة "مجموعة النهار الإعلامية" نايلة تويني، في حلقة تدور في فلك السلام الداخلي والعلاقات الإنسانية والحب.
تنطلق نسرين من فكرة "التحكّم بالنفس" في علاقتها مع محيطها. لا يمكننا التحكّم بالحياة والكوارث الطبيعية والظروف، "إنّما يمكنني أن أجعل دائرة الخلافات والكراهية تتوقّف عندي، وأبدأ دائرة من المحبة والتعاون والمؤازرة، فيحبّ بعضنا بعضاً ونزيل الفوارق في ما بيننا". ترى في الكوارث والأزمات جانباً من بصيص نور "لأنّها تعلّمنا كيف نقف إلى جانب بعضنا البعض حتى ونحن متألّمون". تبكي ضحايا زلزال تركيا وسوريا، هي الحلبيّة التي كان لمدينتها من الكارثة نصيب. "لا أؤمن أنّ في الحياة شيئاً اسمه شرّ مطلق ولا خير مطلق"... قد يجد المرء في لحظة ما أنّ الحياة لا تساوي شيئاً وتنتهي بلحظة. "أمام الكوارث الطبيعية والحروب لا شيء يستأهل أن يكره بعضنا بعضاً"، تقول نايلة بدورها، "ولا أن نكنّ الحقد لبعضنا".
ثمة مبدأ تُسيّر نسرين حياتها وفقه، وهو أنّه على الإنسان أن يستيقظ كلّ صباح ويُفرغ فنجان اليوم السابق. "إذا كان فنجانك مليئاً وأردت ان تضيف إليه، فعليك إفراغه وإلا لن تستفيد شيئاً". برأيها، "نحن نموت كلّ يوم في نومنا ونفيق صباحاً على حياة جديدة. نموت ونولد كلّ يوم. لذلك كلّ يوم إنسان جديد وفرد جديد وعقلية جديدة وتربية جديدة".
تؤمن نسرين بأنّ "الحقيقة الوحيدة في الحياة هي المحبّة"، وتقول إنّ "البعض قد يعتبر أنّ في هذا الكلام تنظيراً وربما يقول إنّني أردّد شعارات لأنّ الخطأ عندي قد يكون صواباً عند الآخر والعكس صحيح". وتُضيف: "هي نظريات واختلاف وجهات نظر في النهاية. كلّ شيء يمكن أن نختلف عليه إلا المحبة التي هي الحقيقة الوحيدة".
"هل تعتبرين أنّ الرجل القوي يساعدك ويكون شريك حياتك؟"، تسألها نايلة. "بالطبع، طالما هو واعٍ ورجل حقيقي فمن المؤكّد أنّه سيكون إضافة الى حياتي"، تُجيب.
تقول نسرين: "يجب أن يكون رجلاً حقيقياً، كذلك الأمر بالنسبة للمرأة التي يجب أن تكون حقيقية وواعية وناضجة وتعرف ماذا تريد من الحياة".
تطرح الحلقة فكرة "التدمير الذاتي"، وتشرحها نسرين قائلة: "يفكّر الناس أنّ كلام الآخرين فقط هو الذي يمكن أن يدمّرهم. بينما أنت يمكن ان تكون العدو الأشرس لنفسك. يمكن أن تؤذي نفسك بنفسك من دون أن تعلم، وهذه النظرية حقيقية أي أنّك يمكن أن تكون المشجّع الاوّل لنفسك، كما يمكن أن تكون العدوّ الوحيد".
تنطلق من هذه الفكرة لتؤكّد أنّ "العنف ليس فقط ضرباً كما يقولون"، وتشير إلى "العنف الذي يمكن أن يكون نفسياً وقهرياً وهو الأصعب والأبشع". تؤكّد تعاطفها مع المرأة التي تتعرّض للعنف، لكن في المقابل، "المرأة التي تسكت عن العنف وتظلّ مستمرّة بالعلاقة، تفقد تعاطفي معها تماماً لأنّه طالما أنّك ارتضيتِ لنفسك هذا الأمر ولابنتك أيضاً وسكتِّ عن الغلط، يعني أنّك راضية وتحبين أن تُضربي وأن يعنّفك أحدهم لفظياً ويهينك".