أحمد منتش
بعد أقلّ من شهر ونيف على معركة الانتخابات النيابية في 15 أيار الفائت، والتي التزمت فيها طوعاً النائبة السابقة بهية الحريري قرار رئيس "تيار المستقبل" سعد الحريري العزوف عن الترشّح أو المشاركة في العملية الانتخابية، ممّا أدّى إلى فوز المرشَّحين أسامة سعد وعبد الرحمن البزري عن المقعدين السنيّين في صيدا، وفشل المرشَّحين يوسف النقيب المدعوم من الرئيس فؤاد السنيورة ونبيل الزعتري المدعوم من الثنائي الشيعي، تشهد صيدا الأحد المقبل معركة تنافسيّة حادّة في جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية لانتخاب رئيس للجمعية و8 أعضاء لمجلس إدارتها، لولاية مدّتها 4 سنوات.
يتنافس على الرئاسة المرشّحان محمد فايز صالح البزري، ولارا عبد اللطيف الجبيلي زوجة عضو المكتب السياسي في "تيار المستقبل" ناصر حمود. كذلك يتنافس على عضويّة المجلس الإداري 25 مرشحاً، فيما يبلغ عدد الذين يحقّ لهم الاقتراع 667 عضواً سدّدوا اشتراكاتهم من أصل 925 منتسباً إلى الجمعية.
محمد فايز البزريأوّل المرشّحين لرئاسة الجمعية كان محمد فايز البزري، نجل رئيس أوّل مجلس بلدي في صيدا النائب السابق المرحوم صلاح البزري، وهو رجل أعمال عمل مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري لسنوات طوال في السعودية ولبنان، وبادر إلى ترشيح نفسه برسالة بعث بها إلى فاعليات المدينة والمعنيّين في المقاصد.
خُيّل للبعض في البداية أنّ النائب عبد الرحمن البزري هو من أوعز إلى قريبه محمد فايز للترشّح، لكنّه تبيّن من خلال الزيارات المكوكيّة، التي قام بها الأخير لفاعليات المدينة وعدد من المقاصديين، أنّه لم يكن على علم بخطوته. لكن النائبين البزري وسعد وآخرين لم يعارضوا ترشّح محمد فايز البزري، بل أثنى النائب عبد الرحمن البزري على خطوته متمنّياً له التوفيق والنجاح.
في المقابل، طلبت النائبة السابقة بهية الحريري إلى المرشّح البزري، بعد لقائهما في مجدليون، التريّث في ترشيح نفسه رسمياً بانتظار إبلاغه موقفها، ثمّ عُلم قبل ساعات من إقفال باب الترشيح أنّها توافقت مع فريق عملها وبعض الجهات المعنيّة بالمقاصد على تسمية السيدة لارا عبد اللطيف الجبيلي لمنصب رئاسة الجمعية، ممّا جعل البزري يُسارع إلى ترشيح نفسه، ولا يزال ماضياً في ترشيحه، على الرغم من المساعي التي تبذلها الحريري من أجل ثنيه عن خوض هذه المعركة، أو على الأقلّ إقناعه بترشيح نفسه لمنصب نائب رئيس الجمعية.
لارا الجبيليلارا الجبيلي سيّدة أعمال ناجحة، ولديها خبرة وكفاءة عالية في الأمور الإدارية والمالية؛ وفي حال فوزها، ستكون أوّل سيّدة تتولّى رئاسة جمعية المقاصد التي تعتبر إرثاً تاريخيّاً وتربويّاً وحضاريّاً يرقى إلى 150 عاماً، علماً بأن أغلبيّة مدراء مدارس الجمعية وثانوياتها في المدينة هم من السيّدات البارعات في مسؤوليّاتهن.
أهمية الاستحقاقيبقى أن انتخابات جمعية المقاصد، في حال حصولها، بعد فشل المساعي التي لا تزال قائمة من أجل الاتفاق على لائحة توافقية، ستحمل في طيّاتها ونتائجها دلالات ومؤشّرات تتعلّق بتحالفات القوى الرئيسية الفاعلة في المدينة وأحجامها، خصوصاً بعد المتغيّرات التي أظهرتها الانتخابات النيابية الأخيرة.
وأهمية هذه الانتخابات أنّها ستُجرى في ظلّ معركة تنافسيّة خلافاً للوتيرة القائمة منذ أوائل التسعينيّات، عندما أمسكت الحريرية السياسية بزمام كلّ الأمور المتعلّقة بالجمعيّة، انطلاقاً من الدعم الماديّ والمعنويّ الكبير الذي قدّمه لها الرئيس الشهيد.
فهل ستتمكّن بهية الحريري، بصفتها رئيسة مؤسّسة "الحريري للتنمية البشرية المستدامة" من إسقاط محمد فايز البزري، كما فعلت مع المرشّح للانتخابات النيابية يوسف النقيب، حين ساهمت بطريقة أو بأخرى في عدم فوزه بالمقعد النيابيّ، علماً بأنه من أقرب المقرّبين إليها، وكان رئيساً لماكينتها الانتخابية طوال 30 عاماً، وهو الرئيس الحالي لجمعية المقاصد التي سبق له أن تولّاها لأوّل مرّة أوائل التسعينيّات بطلب من الرئيس الشهيد.
ويؤكّد أكثر من متابع للعملية الانتخابية أن احتمال فوز البزري ضعيف، وأن بهية الحريري ستثبت أنّها لا تزال تُشكّل مرجعيّة أساسيّة في المدينة، وأنّها، بالرّغم من عزوفها عن الترشّح للانتخابات وفقدانها للمقعد النيابيّ، فإنّها لم تعلّق عملها السياسيّ كما فعل الرئيس سعد الحريري، وإنّما ضاعفت من حركتها وأعمالها على الصعد والمجالات كافة، وتفاعلت مع كلّ ما له علاقة بالشأن العام وأوضاع صيدا خصوصاً، والبلد عموماً.
موقف "الجماعة"والتقى وفد من "الجماعة الإسلامية" برئاسة الدكتور بسام حمود أمس الحريري في مجدليون، حيث بحث معها بحضور ناصر حمود والمنسّق العام لـ"تيار المستقبل" في صيدا والجنوب مازن حشيشو، في انتخابات المقاصد.
وصرّح باسم الجماعة بسّام حمود بأنّ الهدف "إيجاد توافق وإجماع من كلّ القوى الصيداويّة حيال انتخابات المقاصد"، مؤكّداً أنهم "في الجماعة حريصون على أن تكون هناك حاضنة سياسيّة واجتماعيّة لمدينة صيدا، تخفّف من وطأة الأزمات"، داعياً إلى "مشروع التوافق حيال جمعية المقاصد وتجنيبها أيّ معركة انتخابية في هذه الظروف الصعبة".
وكان المجلس الإداري الحالي للجمعية برئاسة يوسف النقيب أصدر بياناً عرض فيه مجمل الإنجازات والمشاريع التي تحققت خلال مدة 4 سنوات من ولايته، متمنّياً النجاح والتوفيق للمجلس الإداري الجديد الذي سيتمّ انتخابه يوم الأحد المقبل.