النهار

رسائل مبدِعي قائمة "فوربس" اللبنانيين الشباب عبر "النهار": الأمل "مش كذبة"
فرح نصور
المصدر: "النهار"
رسائل مبدِعي قائمة "فوربس" اللبنانيين الشباب عبر "النهار": الأمل "مش كذبة"
من مبدعي اللائحة.
A+   A-
 كشفت "فوربس الشرق الأوسط" مؤخراً عن قائمتها السنوية (30 /Under 30) للعام الخامس على التوالي، التي تضم مجموعة ملهِمة من رواد الأعمال والمبتكرين والرياضيين، تشمل 6 فئات، من الرياضة، إلى التجارة، والعلوم والتكنولوجيا، والتمويل، والتأثير الاجتماعي، فضلاً عن الإبداع.
ضمّت القائمة 6 لبنانيين، من بين 35 شخصاً في المنطقة، واحتلّوا المرتبة الثانية من حيث التمثيل الأكبر بعد مصر.
 
وللتحدّث عن هذا الإنجاز، حاورنا 3 من اللبنانيين الفائزين، الذين وجّهوا رسالة أمل قوية من خلال هذا التصنيف، للشباب اللبناني.
 
إيلي الخوري ورودي وهبة
 
أسّس رائدا الأعمال إيلي الخوري (29 عاماً) ورودي وهبة (27 عاماً)، اللذان فازا عن فئة الإبداع، وكالة (Digital SocioPath) في لبنان عام 2019، لإتاحة خدمات رقمية على منصات التواصل الاجتماعي.
وتستخدم الشركة تأثيرات الواقع المعزَّز، وتصمّم فلاتر للوجه على مواقع التواصل الاجتماعي للمشاهير والعلامات التجارية. ومن بين عملائها ماكدونالدز و(Bioderma) وإكسبو 2020 دبي. كما تضم القائمة مشاهير مثل: إليسا، ونادين نجيم، ونجوى كرم، ومصمّم الأزياء إيلي صعب.
 
رودي متخصِّص بالطب، بينما إيلي متخصِّص بالهندسة. كان الثنائي يستلم مشاريع رقمية صغيرة حرة منذ إقفال البلاد بسبب كورونا. وكبرت هذه المشاريع مذّاك. "تسميتنا من بين مبدعي المنطقة أمر سارّ جداً، وشعرنا بأنّه مكافأة للعمل الجاد والمضني الذي قمنا به في خلال السنتين الماضيتين"، يقول رودي في حديث لـ"النهار".
 
ويوجّه رودي رسالة أمل للبنانيين بأنّ "هناك دائماً إيجابية في المستقبل، ويمكن للمرء أن يصل إذا ثابر، فالفرص موجودة دائماً". ويشدّد على "ضرورة عدم فقدان الأمل، والإثبات للناس بأنّنا كلبنانيين قادرون على الوصول لما نتحلّى من طاقات رغم صعوبة ما نمرّ به في لبنان".
 
وفيما شكّل الإقفال عائقاً أمام الكثيرين، كان فرصة بالنسبة إلينا لتطوير عملنا، كون الأعمال عالمياً توجّهت إلى العمل عن بُعد. وبدأت بذلك الشركات تقصدنا وطوّرنا عملنا منذ ذلك الحين، يروي رودي.
وخلال هذه الفترة، تعاون الثنائي مع شركات عالمية وبرز اسماهما. "اللبناني مبدِع ومبتكِر، وأينما حلّ في العالم يثبت نفسه ويبرز، خصوصاً في مجال الفن والتصميم والعلوم والابتكار، ولا يمكن أن يمر بدون ترك أثر"، برأي رودي.
وقد أطلق إيلي ورودي مؤخراً شركتهما الثانية (MetaPath) المتخصّصة بإنشاء عالم افتراضي لعملائها.
 
 
وضّاح ملاعب
 
أمّا وضّاح ملاعب (28 عاماً) الفائز عن فئة التأثير الاجتماعي، فأسّس شركة (DLOC Biosystems) في العام 2017، وهي شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية لتطوير شرائح بيولوجية قادرة على تشكيل نسيج خلايا تشبه كثيراً تلك الموجودة في جسم الإنسان.
ويتيح ذلك للشركات تجربة الأدوية والتنبؤ بدقة بمدى فاعليتها قبل تجربتها على الإنسان. ومن المتوقَّع أن تجعل هذه التكنولوجيا التجارب السريرية أرخص وأكثر أمانًا. كما تهدف التقنية الجديدة إلى أن تصبح بديلاَ عن التجارب على الحيوانات في المستقبل.
 
وضّاح متخصِّص بالهندسة الميكانيكية، وموّن خبرة بحثية في هندسة الأنسجة والهندسة الطبية الحيوية، مخترعاً أوّل مفهوم لشريحة (DLOC) خلال أطروحة الماجستير في الجامعة الأميركية في بيروت.
 
"نظراً الى وضع البلد والظروف الصعبة التي يمرّ بها، أسعدني فعلاً وجود لبنانيين في هذا التصنيف، فهم 6 أشخاص من أصل 35 على اللائحة، وهذا الرقم ليس رقماً صغيراً، هذا أمر عظيم"، يقول وضاح في حديث لـ"النهار".
 
يعمل وضاح في مجال التقنيات الجديدة ويتحمّل انقطاع الكهرباء كما سواها من التحديات والصعوبات في غياب الأساسيات للعمل نتيجة الأزمة الحالية، "لكن تخطّينا كل ذلك ونجد دائماً الحلول ونسير إلى الأمام". إذ حتى في معاملات الدولة، استغرق تسجيل شركة وضاح في لبنان 7 أشهر بينما في الولايات يوماً واحداً.
وتأسيس أعمال في لبنان حالياً، أمر جداً صعب، وفق وضاح، "لكن التصنيف هذا جاء تعويضاً عن جميع التعب ومكافأة لتحمّلنا هذه الظروف بشكل خاص، إلى جانب إنجازاتنا، فأي تقدير هو مكافأة، كوننا لسنا في بيئة ملائمة للإبداع".
 
وينصح وضاح الشباب بأن يتابعوا ما يحبّونه وشغفهم، وألّا يتوقّفوا رغم الصعوبات والعرقلات، والتحلّي بالإصرار وإحاطة أنفسهم بالأشخاص وبالبيئة المناسبة لدعمهم وتقديم الخبرة لهم، ليتطوّروا.
 
 
رمزي ملاط
 
يُعدّ الرسّام رمزي ملاط (26 عاماً)، الذي فاز عن فئة الإبداع، من أصغر الفنانين الذين أقاموا معرضاً فردياً في قصر "اليونسكو" في بيروت. وقد عرض لوحاته في معهد "ثربانتس" في بيروت وغيرها من المعارض في لبنان والخارج، وتعاون مع "المؤسسة العربية للحريات والمساواة" في معرض جماعي في قبرص.
يدرس الماجستير حالياً في الكلية الملكية للفنون في لندن، ويعمل على فيلم وثائقي قصير عن الأزمة الاجتماعية والاقتصادية في لبنان. وقد اختير لتعاون فني مع (Nirox Foundation) في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا في تموز 2023. 
 
"أنا فخور أنّ أكون من بين المبدعين المختارين على اللائحة، خصوصاً وأنّني فزت عن فئة الفن، وهي فئة مهمَلة في لبنان، لا سيما من المجتمع الذي لا يشجع كثيراً على تبنّي الفن كمهنة، وتقدير Forbes هو حلم أصبح حقيقة"، يشرح رمزي في حديث لـ"النهار".
 
ولا شك في أنّ الأزمة التي حلّت في لبنان أثّرت على رمزي كفنّان وعلى جميع مشاعرنا، وفق قوله، لذلك أنتج هذا الفيلم الوثائقي، واستمدّ من تحرّكات 17 تشرين وانفجار 4 آب إبداعات فنيه لإيصال رسائل إنسانية. لكن "هذه التحديات لم توقفني"، يؤكّد رمزي.
 
تتقاطع رسائل الشباب الثلاثة عند سردية أن "الأمل مش كذبة". رغم كورونا والإقفال والانهيار الاقتصادي وانفجار 4 آب، ينجح لبنانيون في التقدم بمسار أعمالهم ويلفتون أنظار الباحثين عن التميّز. 
 
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium