دشّن ميتروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذوكس المطران إلياس عوده، المبنى الرّئيسي لجامعة القديس جاورجيوس في بيروت في احتفال أُقيم برعايته، مساء اليوم.
واستهل المطران عوده الاحتفال بإزاحة الستارة عن اللّوحة التذكاريّة وبترؤس صلاة تبريك المبنى الرّئيسي، الذي يعود بناؤه إلى عام 1913 وتم تأهيله وتحديثه وتجهيزه أخيراً وفقاً لأرفع المواصفات التربوية والفنية مع الحفاظ على طابعه التراثي المميّز، ليضمّ حاليّاً كليتي الطب والآداب والعلوم.
وفي كلمة ألقاها خلال الاحتفال، شدّد على أن "رأس المال الحقيقي ليس نفطاً لا يزال في البحر ولا نعلم متى يُستخرج، إنّ استخرج وأحسن استثماره، رأس المال الحقيقي هو العلم، أما الجهل فهو العدو الأكبر".
وقال: "نجتمع اليوم معاً، وما أجمل أن يجتمع الإخوة، من أجل مباركة عام جامعي مميّز لأنه يُعلن انطلاق العمل فـي المبنى الرّئيسي لجامعة القديس جاورجيوس المحروسة بالله، فهذا المبنى التاريخي كان انطلاقة مستشفى القدّيس جاورجيوس الجامعي، منذ مـا يقارب القرن ونصف قرن، وكما وصل المستشفى إلى أسمى درجات العلم والخدمة، دعاؤنا أن تسمو جامعة القدّيس جاورجيوس، ليس بالمباني فقط، بل بخرّيجيها، الذين سنعمل بجهد ليكونوا الأمل بمستقبل زاهر ينحتونه لهذا الوطن الحبيب. فالتّعليم هو جواز السفر إلى المستقبل، ونحن في بلد يتهافت أبناؤه للحصول على جواز سفر هرباً من واقع دمّر مستقبلهم في أرضهم، وسعياً إلى مستقبل يزهر، وطموحات تتحقّق في الغربة".
وأضاف: "العلم يحرّر عقل الإنسان، وهو السّلاح الأمضى الذي يمكن استخدامه لتغيير وجه العالم لذلك، نسعى، من خلال مدارسنا، ومن خلال هذه الجامعة، إلى زرع بذور العلم والإنـسانية والفضائل في عقول أبنائنا، لتزهر ثقافةً وانفتاحاً وفنّاً وإبداعاً".
وتابع: "لقد شئنا هذه الجامعة، رغم قساوة الأيام، وصعوبة البناء في زمن تحطيم كلّ القيم والإمكانات، لنكمل المسيرة التي بدأها أسلافنا في بناء الصّروح التعليمية والطبية والخدماتية، فمدارسنا وأولاها مدرسة الثلاثة الأقمار التي أنشئت سنة 1835، كانت منارات في خدمة أجيال بيروت، ورأينا أن الوقت قد حان لبناء صرح جامعي يتابعون فيه تحصيلهم العلمي، والثقافي، والأخلاقي، والوطني".
وأردف: "الكنيسة تسعى جاهدة من أجل بناء الإنسان روحيّاً وفكريّاً وجسديّاً، كي تكون منارة في ظلمة العالم المادّي المتخبّط بالمشاكل والحروب، والسّاعي وراء الشّهوات والماديات والمصالح، الكنيسة لا تخوض حرباً دمويّة، بل حرباً لا منظورة ضدّ الشرّ، ضدّ الجهل، والظلم، والـتخلّف، والتعصّب، والاستعباد، والاستبداد، والظلام الفكري، إلا أن المشكلة التي تواجهنا في هذه الأيام العصيبة هي في إقناع هذا الجيل بأنّ العلم، من دون سواه، هو مفتاح النجاح والمستقبل الزاهر، فـيما هو محاط بحملة الشّهادات الذين يعيشون البطالة والفقر، ويعانون كغيرهم من أبناء هذا البلد، من عقم تصرّفات بعض المسؤولـين، وجهل البعض، وجشع الآخرين".
وقال: "يقول الفيلسوف الإغريقي أرسطو: "التعليم زينة في الرخاء وملاذ في الشدة". فهل من شدة أعظم مما نحن فيه؟ مع ذلك، لم نشهد حماسة المتعلمين لإصلاح ما أفسده الفساد، وكفاءة حاملي الشهادات فـي تصويـب الأمور، وفعالية ذوي الاختصاص فـي إبتكار الحلول، وتفانيهم من أجل إنقاذ البلد، ووقوفهم الحاسـم في وجه ذوي الأطماع والحصص".
الصور بعدسة الزميل حسن عسل: