على وقع التفلّت والتلاعب الحاصل في سعر صرف الدولار الذي بلغ أمس 145 ألف ليرة نهاراً، قبل أن يتهاوى ليستقرّ مساء عند عتبة الـ 110 آلاف ليرة، نفذ حراك العسكريين المتقاعدين، تحركاً واسعاً في رياض الصلح، وسط استنفار أمني كثيف.
وسرعان ما تطور الحراك إلى فوضى بين المتظاهرين والقوى الأمنية بعدما عمد عدد من المحتجين إلى محاولة اقتحام السرايا الحكومي، فتدخلت عناصر مكافحة الشغب بصد المتظاهرين، وإلقاء القنابل المسيّلة للدموع، وقد حصلت حالات اختناق وإصابات بين العسكريين المتقاعدين بعد رمي القنابل المسيّلة.
المحتجون، تحدثوا عن دولة النهب والفساد والاحتيال، التي ضربت مواطنيها في حياتهم ومستقبلهم، سائلين: "هل تتوفر الأموال لشراء القنابل الدخانية وإلقائها على المحتجين". واستغربوا "كيف يمكن لزملائهم الذين يطالبون بحقوقهم أن يتعرضوا لهم بالضرب والقمع".
وأكد المحتجون أن التصعيد سيستمر حتى تحقيق كل المطالب، ولن يخرجوا من الشارع، موجهين سهامهم إلى من وصفوها بالعصابة المنظمة التي تتحكم بسعر صرف الدولار.
وتزامن التحرّك مع جلسة اللّجان النيابية المشتركة التي خُصّصت لمناقشة الوضع المعيشي والاقتصادي والمالي الراهن من زاوية تفلّت سعر صرف الدولار، بعد أن شهد عدد من المناطق أمس تحرّكات، tأُقفلت الطرق، احتجاجاّ على التردّي الذي وصلت إليه الأمور.
المشهد بعدسة الزميل نبيل إسماعيل:
وكان الحراك قد دعا "جميع العسكريين المتقاعدين إلى أوسع مشاركة في التظاهرة الحاشدة، قائلاً: "يعزّ علينا كعسكريين متقاعدين أن تصل بنا الأمور إلى ما وصلت إليه، ونحن من أفنينا زهور شبابنا وقدمنا آلاف الشهداء والجرحى والمعوقين لنرسي الأمن والاستقرار والسلام في ربوع وطننا الحبيب، فبدلاً من أن نقابل بالتكريم والوفاء، تقابلنا السلطة بالنكران والجحود ومحاولة النيل من حقوقنا التاريخية، لكننا لن نسكت بعد اليوم ولن ندع الجوع يتسلل أكثر إلى بيوتنا وعائلاتنا، بل سنواجه هذه الغطرسة بكل ما أوتينا من قوة حتى تحقيق مطالبنا المعيشية الطارئة".