أظهرت صور ومقاطع فيديو مجموعة من الشبان يتعرضون للضرب المبرح والإذلال الشنيع. وجرى تداول هذه المواد مع خبر ينسب الاعتداء الى شاب يضمن أرضاً زراعية في مجدل العاقورة. يتبيّن من المشاهد آثار التعذيب على أجساد الشبان واستجادؤهم المعتدين.
في الخبر المتداول أن "الشبان يتعرضون لضرب وتعنيف وتعذيب من شخص يفترض أنهم يعملون لصالحه في قطف الكرز بمنطقة مجدل العاقورة".
واتهم صاحب العمل الشبان وهم من الجنسيتين اللبنانية والسورية، بـ"سرقة ساعة يد ونظارات شمسية"، الّا أنّهم أكّدوا له بأن "أحداً منهم لم يقدم على هذا الفعل، ما دفعه إلى استقدام مجموعة من الشبان، عمل معهم على ضرب العمال، بعد نزع ملابسهم عنهم، ضرباً مبرحاً بأدوات حادة وبأسلاك كهربائية". وظهرت مشاهد للشبان وقد وضعت حبات البطاطا في فم كل منهم، بما يهين الكرامة الانسانية.
وقد أثارت هذه الفيديوهات غضباً واستنكاراً واسعاً، وعلت الأصوات مطالبةً القوى الأمنية بفتح تحقيقات سريعة لكشف ملابسات هذه الأفعال الجرمية المروّعة ومحاسبة كل من شارك فيها.
وفي هذا السياق، صدر بيان عن بلدية فنيدق، استنكرت فيه التعرّض لـ"بعض شباب عكار الباحثين عن لقمة عيشهم"، واعتبرت هذا "الفعل جريمة شنيعة تستحق أشد العقاب"، مع العلم أن عدداً من الشبان الذين يظهرون في مقاطع الفيديو يقطنون في عكّار.
واستنكرت بلدية فنيدق "بشدة ما تعرّض له بعض الشباب اللبناني العكاري من إعتداءٍ وضرب وذل وسوء معاملة، بعد إتهامهم بالسرقة، بهدف التملّص من دفع مستحقاتهم، خلال بحثهم عن لقمة العيش في قطاف الكرز".
ووصف البيان الفيديوهات والصور المنتشرة عبر وسائل التواصل الإجتماعي بـ"الشنيعة جدا"، وقد وضعتها البلدية برسم المعنيين من رجال الدولة والأمنيين وصولاً لحقيقة ماجرى، مطالبة بإنزال "أشدّ أنواع العقاب لمن سوّلت له نفسه معاملة الناس بهذه الطريقة البشعة".
وفي الإطار، أقدم أفراد من عائلتي الشابين العكاريين اللذين تعرضا للضرب، على قطع طريق عام العبدة - حلبا بالحجارة والسيارات والدراجات أمام فصيلة درك العبدة، مطالبين الجهات الأمنية بتوقيف ومحاسبة المعتدين الآن.
من جهتها، أوضحت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أن "أحد الأشخاص ادعى بتاريخ 20 - 2 - 2022 بأن عدداً من العاملين لديه سرقوا مبلغاً وقدره مئة مليون ليرة لبنانية، وبناءً لإشارة القضاء، تم تحويل الشكوى إلى مفرزة جونيه القضائية في وحدة الشرطة القضائية لمتابعتها".
وأضافت في بيان أن "بتاريخ اليوم،، وبعد التداول بفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر اعتداءت بالضرب على مجموعة من هؤلاء العمّال، على الفور فُتح تحقيق بالحادث من قبل المخفر المعني بناء لإشارة القضاء المختص وقد أخذت إشارة بإحضار الشخص الذ يعملون لديه للاستماع إلى إفادته بهذا الشأن والتحقيق جار".
في السياق، قطع مواطنون من بلدة فنيدق طريق العبدة قرب مخفر الدرك، استنكاراً لتعرّض أبنائهم للضرب والأذية الجسدية في العاقورة ، حيث كانوا يعملون في قطاف الكرز، وللمطالبة بتوقيف الفاعلين ومحاكمتهم.
المفتي زكريا: أوقفوا المعتدين فوراً
وتعليقاً على الحادثة، قال المفتي الشيخ زيد بكار زكريا: "لقد صُدمنا بمشهد إذلال العمال الذين يعملون بقطاف الكرز على يد جلادهم، فاستغل عملهم واتهمهم وحاكمهم ثم شهر بهم عبر نشر فيديوات مسيئة ومرفوضة، أعادت إلى الأذهان المشاهد البوليسية التي كنا نراها على يد الأنظمة القمعية"، مطالباً "الأجهزة الأمنية والقضائية بتوقيف الجناة والمتورطين، ورفع الغطاء عنهم، وندعو عقلاء محافظة جبيل للتحرك سريعاً لوأد الفتنة ورد اعتبار وكرامة هؤلاء العمال".
مخاتير فنيدق
من جهتهم، أدان مخاتير بلدة فنيدق بـ"أشدّ العبارات ما تم نشره من فيديوهات عبر مواقع التواصل الإجتماعي من ضرب واعتداء على شباب من بلدة فنيدق وشباب سوريين يعملون في منطقة جبيل على يد المدعو المجرم شربل طربيه"، داعين "جميع الأجهزة على مختلف أنواعها بالتحرك سريعاً بتوقيفه ومن معه وإنزال اقصى العقوبات التي ينص عليها القانون اللبناني من عقوبات إجرامية حتى يكون عبرة لمن يعتبر".
وطالب المخاتير "الفعاليات السياسية والاجتماعية العكارية بالتحرك على أعلى مستوى جراء هذه الجريمة البشعة التي تعرض لها الشبان".