النهار

تأجيل البحث عن "مركب الموت"... الغواصة عادت أدراجها بسبب الطقس (صور - فيديو)
المصدر: "النهار"
تأجيل البحث عن "مركب الموت"... الغواصة عادت أدراجها بسبب الطقس (صور - فيديو)
من مرفأ طرابلس بعدسة الزميل حسام شبارو.
A+   A-
أعلنت قيادة #الجيش تأجيل مهمة البحث عن المركب الغارق قبالة مدينة #طرابلس، وذلك بسبب ارتفاع موج البحر ما قد يهدّد سلامة الغواصة وطاقمها.

وفي وقت سابق، أفاد مراسل "النهار" عن تعذّر إنزال الغواصة بسبب شدّة الرياح، ولفت إلى أن "من المتوقّع إعادتها إلى مرفأ طرابلس".

وحصلت حالات إغماء بين الصحافيين على متن المركب المواكب للعملية، بسبب إطالة وقت الرحلة.
 
 "ما بعرف شو بدي قول، نحنا كل يوم أمام صدمة جديدة"، تقول مروى سلّوم، خطيبة المفقود محمد طالب. اختار محمد المجازفة بحياته من أجل "تأمين حاله" والعودة إلى لبنان للزواج من مروى. ركب الزورق إلى جانب أهله وأخويه، ليبتلع البحر أربعة من أفراد الأسرة، وينقذ أخوه الأوسط مازن فقط. فُقِد محمد بعد ثلاثة أيام على خطوبته وعقد قرانه من مروى التي تتساءل اليوم عن سبب الإنتظار كل هذه المدّة للمباشرة بعمليات البحث وتقول: "الغواصة عادت بعد أربعة أشهر لتقتلنا من جديد، تقاعس الجهت الرسمية يصدمنا يوماً بعد الآخر".
وصباحاً، أعلن قائد القوات البحرية في الجيش اللبناني العميد هيثم ضناوي أن "الغواصة التي استقدمت للبحث عن مركب الموت انطلقت صباحاً إلى موقع العمل"، شاكراً "جميع الذين تعاونوا للوصول إلى هذه المرحلة من مدنيين وعسكريين وعدد مواصفات الغواصة".
 
وأضاف في مؤتمر صحافي من مرفأ طرابلس صباح اليوم: "نتمنى على المواطنين عدم الاقتراب من مكان عملية سحب "مركب الموت" وعدم الاقتراب من المراكب التي تعمل في المنطقة ومن المفترض أن تستمرّ العملية لعدّة أيّام ونواكب المسار ونقدّم كلّ التسهيلات اللازمة".
 
وقال: "طاقم الغواصة مؤلف من 3 أشخاص وهم على تواصل دائم مع غرفة العمليات وستنفذ مهمتها التي من المفترض أن تستمر أيّام عدّة حسب الوضع وتعود إلى المرفأ".
 
وقد أشرف ضباط وعناصر من الجيش على تجهيز الغواصة وتحضيرها للانطلاق باتجاه النقطة المحدّدة التي من المرجح وجود المركب الغارق عندها بعد تحديد نقاط الطول والعرض في وسط البحر.
 
وكان قد غرق المركب منذ أربعة اشهر تقريباً على عمق 470 متراً تقريبا، وعلى متنه أكثر من 30 مفقوداً. 
 
 
أكثر من 80 شخصاً كانوا على متن المركب الذي توجّه من شمال لبنان بإتجاه أوروبا، وتحديداً إيطاليا، وبلغ عدد الضحايا 7 بينهم طفل. ولم تتضح حتى الآن ظروف الحادثة، فبينما اتّهم ناجون عناصر من القوات البحرية بالتوجّه لهم بالسباب وبإغراق القارب عن قصد أثناء محاولة توقيفه، قال الجيش إن قائد المركب نفّذ "مناورات للهروب... بشكل أدّى إلى ارتطامه" بزورق للجيش.
 
لا تزال الضابية تسود المشهد، وانتظار هذه الفترة الطويلة للمباشرة في عملية إنقاذ المفقودين يطرح كمّاً من علامات الإستفهام. ففي هذا البلد تبقى أشلاء الضحايا في البحر لأشهر، وتُنتظر فيه بعض المبادرات الإغترابية للبتّ في عملية الإنقاذ، التي من المفترض أن يُباشر فيها منذ الساعات الأولى. لا يمكن فصل غرق المركب عن واقع المدينة والظروف التي يعيشها أبناؤها منذ سنوات بفعل الإهمال والظلم والإمعان، كما يرى بعض المراقبين.
 
 
من جهته، رأى النائب أشرف ريفي أن "طرابلس عاشت فاجعة كبرى"، معزياً "أهالي الشمال بشكل عام"، ولافتاً إلى أن "عملية انتشال الضحايا بدأت، والقوى الأمنية وعناصر الجيش تبذل الغالي والنفيس من أجل إتمام المهمة وتذليل العقبات كافة".
 
كما لفت ريفي في حديثه إلى أن "قائد الجيش طلب فتح تحقيق رسميّ بهذا الشأن منعاً لتكرار هذه المعاناة أكثر وسقوط المزيد من الضحايا الأبرياء".
 
هذا ولبّى حشد إعلامي محلي وأجنبي دعوة قيادة الجيش لتغطية بدء عملية غواصة الإنقاذ، حيث تجمّعت الوفود داخل حرم مرفأ طرابلس تمهيداً للانتقال إلى زورق تابع للجيش اللبناني الذي جُهز خصيصًا لهذه المهمة على أن تستغرق الرحلة من مرفأ طرابلس إلى مكان غرق الزورق نحو ساعة ونصف الساعة تقريباً.
 
وكانت قد أشارت معطيات "النهار" في وقت سابق إلى أن مراكب صيد أسماك عدة، غير مجهزة للإبحار البعيد (2 أو 3)، غادرت فجر السبت من مواقع عدّة من الشاطئ العكاري والشمالي، وعلى متن كل منها أكثر من 40 شخصاً (رجال ونساء وأطفال) من بلدات عكارية وشمالية، بالإضافة إلى بعض السوريين والفلسطينيين.

ورغم المخاطر وبعض التجارب المميتة، إلّا أن ما شجّع على تكرار محاولات الهجرة غير الشرعية باتجاه أوروبا، وخاصةً إيطاليا، نجاح بعض ركاب المراكب بالوصول إلى بر الأمان خلال الأشهر الثلاثة التي مضت، واتصال قسم كبير من الذين نجحوا بالوصول بأقاربهم وبخاصة الشباب، والتشجيع على إجراء رحلات مماثلة.
 
(الصور والفيديوهات بعدسة الزميل حسام شبارو)
 
 
 
 
 
وأفادت معلومات "النهار" بأنّ الغواصة لم تتمكّن حتى الآن من تحديد النقطة التي غرق فيها "زورق الموت"
 
المشهد قبيل إنزال الغواصة بعدسة حسام شبارو:
 
 
 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium