على أبواب فصل الشتاء، يلجأ أهالي القرى الجبلية إلى قطع بعض الأشجار لتأمين التدفئة، وذلك في ظل ارتفاع أسعار المحروقات بشكل كبير وعدم قدرة المواطنين على تأمين مادتي المازوت والغاز. إلّا أن ما يحصل في العديد من المناطق يشكّل جرائم بحق البيئة، مع توجّه تجّار الحطب إلى قطع أعداد كبيرة جداً من الأشجار للاستفادة من بيعها.
هذا هو الحال في عكّار، فقطع الأشجار يسير بوتيرة سريعة جداً، ولا شيء يوقف تجّار الحطب عن قطع الأشجار الحرجية، معمّرة كانت أم فتيّة، لأن المهم بالنسبة إليهم تلبية احتياجات السوق سعياً وراء المال، مع العلم أن العديد يتقاضون ثمن الحطب بـ"الفريش" دولار.
وأشجار اللزّاب الدهريّة في القمّوعة خير شاهد على ما يحصل على مدار السّاعة، من وادي خالد إلى أكروم وعندقت والقبيّات وعكّار العتيقة وفنيدق ووادي جهنم.
في السياق، حالة من العجز الكلي تُظهرها الدّولة وأجهزتها أمام هذا الواقع الصعب الذي تعيشه الغابات، إذ نادراً ما يتم توقيف ومحاسبة متورّطين، فتستمر الجرائم بحق البيئة دون حسيب أو رقيب.