فيما تواصل الاجهزة الامنية في بعلبك تحرياتها لكشف ملابسات دس ثلاث قذائف صاروخية غير مجهزة بجانب كنيسة بلدة طليا ليل أول امس، المجاورة لبلدة حورتعلا، والتي اعتبرت رسالة واضحة إلى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ردا على ما جاء في عظة الأحد الماضي، أنه "لا يمكن لمنطقة محافظة بعلبك-الهرمل أن تظلّ خارج دائرة الأمن اللبنانيّ، ومحميّة من النافذين بسلاحهم وأحزابهم وسلطتهم"، في معرض تعزيته بشهداء الجيش في عملية حورتعلا.
وأثار هذا التهديد ردودا مستنكرة من أطياف مختلفة في المنطقة، ولفت النائب انطوان حبشي في تصريح لـ"النهار" الى ان ما حصل في طليا "يقع ضمن مضمون عنف وأسلوب بشع، يُظهر جليا حالة الخوف وانسداد الافق لمن قام بهذا الأمر، في الوقت الذي من أقصى طموحات أهالي بعلبك - الهرمل بكل مكوناتهم الإجتماعية العيش معا في سلام، من هنا نؤكد ان رسالة طليا لن تغير موقف الكنيسة والبطريرك الراعي من الحالة الموجودة اليوم، والتي من اسبابها الرئيسية التفلت الأمني لان الدولة لا تكمش سيادتها في المنطقة".
وتوجه بالشكر الى قيادة الجيش وفرع المخابرات في بعلبك - الهرمل لجهودهما في المحافظة على الأمن.
ورأى "ان ما أظهرته حادثة طليا لا يتعدى انسداد الافق السياسي لمن يسعى الى تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية، والعمل للخروج من هذا الانسداد من خلال محاولات الترهيب وزعزعة الأمن"، معتبراً "أن هذا الأمر لن يصل إلى أي نتيجة ما، لأن الكنيسة لن تتراجع عن مبادئها الأساسية ولا أهل طليا يعرفون الخوف".
واستغرب راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر للموارنة المطران حنا رحمة "الرسالة غير المقبولة لشخص البطريرك الراعي او غيره، وغبطته حريص على مصلحة اللبنانيين كافة من دون تمييز. وهل يستحق كل هذا فقط لانه أراد مصلحة أهالي بعلبك - الهرمل، بعيدا من أي انتماءات؟".
ودعا الأهالي الى موقف واحد ضد تجارة المخدرات "والتضامن والتعاون للأخذ بيد هؤلاء الذين يضرون أنفسهم قبل غيرهم بهذه الآفة، سواء التعاطي او التجارة".
وطالب الاجهزة الامنية بـ"التحقيق الجدي للكشف عمن قام بهذا الأمر، وخصوصا ان سائر الاجهزة الامنية لديها بصمات جميع اللبنانيين، ومن الطبيعي أن تأخذ بصمات من وضع هذه الأسلحة داخل الكيس وكتب العبارات المسيئة الى أهل المنطقة قبل غيرهم".
وكان وفد من أهالي حورتعلا زار كنيسة مار جاورجيوس في طليا مستنكراً، في حضور فاعليات محلية.
والقى علي عبد الكريم المصري كلمة باسم أهالي حورتعلا، قال فيها: "جئنا اليوم ليس للتضامن مع طليا والوقوف إلى جانب أبنائها، بل للتضامن مع أنفسنا، نحن وأهل طليا عائلة واحدة وبلدة واحدة، نعيش معا منذ مئات السنين، ولا يمكن لجسم مشبوه او غير مشبوه أن يفرق بيننا، أو أن يزرع الفوضى بين الناس".
وأضاف: "نحن نستنكر ما حدث، ومن يريد أن يوجه رسائل سياسية ليست كنيسة طليا أو بلدة حورتعلا هي المركز لتوجيه الرسائل، ومن يريد أن يوجه رسالة هذه وسائل الاعلام موجودة، ونحن بغنى عما يجري".
ورد كاهن رعية طليا الأب يوسف المر بكلمة أكد فيها "أننا بيت الله يفتح صدره وقلبه للجميع، ونحن نستقبل الجميع، ونمد ايدينا للجميع كوننا لا نتعاطى السياسة ولا نقف مع جهة ضد أخرى".