النهار

طلاب "الليسه" ينهون العام الدراسي بالرسم والإبداع والفنون... عملاق الصحافة غسان تويني مكرّماً بأناملهم
روان أسما
المصدر: "النهار"
طلاب "الليسه" ينهون العام الدراسي بالرسم والإبداع والفنون... عملاق الصحافة غسان تويني مكرّماً بأناملهم
عملاق الصحافة الأستاذ غسان تويني.
A+   A-
كعادتها كلّ عام تنهي ثانوية الليسيه الفرنسية الكبرى عامها الدّراسي بمعرض فنيّ يجمع تعب العام كلّه ومواهب الطلّاب وأفكارهم المميّزة التي تُترجم إلى رسومات فنيّة تشرح شعورهم تجاه الفنّ في كلّ أشكاله.

وعادة ما تختار المدرسة شخصيّات معروفة ومؤثرة كصحافيّين، رسّامين، نحّاتين وموسيقيّين عمالقة في مجالاتهم وتفتح أمام الطلّاب فرصة تنمية مهاراتهم الفنيّة، اختيار ما يجذبهم من أنواع الفنّ وأشكاله والتعرّف أكثر إلى عالم الفنّ والمجتمع الدّاخلي والخارجي وشخصيّاته.
وفنّ الرّسم جزء من منهاج المدارس الفرنسية في لبنان بهدف زيادة الثقافة والمعرفة لدى كلّ الطّلاب ولأن طلّاب المدارس الفرنسيّة من جنسيّات متعدّدة فعادة ما تولي إدارة المدرسة أهميّة لتعريف الطّلاب على الثقافة اللّبنانية والمجتمع اللّبناني من شخصّيات مؤثرة وفنانين ورسّامين كانوا جزءاً من ثورة فنيّة واجتماعيّة ولا زالوا حتى يومنا هذا أيقونة الزمن اللّبناني الأصيل بإنجازات لم يأت مثلها ورجالات دولة ومجتمع لن يكرّرهم الزّمن.

وهذا العام اختارت المدرسة مشروعين الأوّل منهما يقسم إلى عنوانين هما "شخصيّة من بلادي" تمثّل بعملاق الصّحافة الأستاذ غسان تويني و"فنّان من بلادي" تمثّل بالفنانة ماجدة الرومي والفنانة صباح والثاني تحت عنوان "الموسيقى الملوّنة" الذي اتّخذ من الفنان الياس الرحباني أيقونة للاحتفال بيوم الموسيقى العالمي.

واختارت معلّمة الرسم سلوى بوغوسي عملاق الصحافة الأستاذ غسّان تويني لمشروع شخصيّة من بلادي خلال درس عن "حرية الرأي والتعبير" للتأكيد على أن الراحل غسان تويني أيقونة للقلم الحرّ الجارح وخير قدوة للتمسّك بالحريّات وحق التعبير وإبداء وتقبّل الآخر. الحرّيات التي صانها وترجمها وابنه الشهيد جبران تويني الذي استشهد في سبيل القلم الحرّ وديك "النهار" الذي يصدح كلّ صباح حتى يومنا هذا بقول الحقيقة وصون الحريّات.
 

أمّا مشروع "الموسيقى الملوّنة" أو "الموسيقى بالألوان" لطلّاب لا تتخطّى أعمارهم الـ6 سنوات فيهدف إلى تعريف الطلاب بموسيقى إلياس الرحباني وتحويلها إلى فن تجريدي.
 


خلال مشروع الموسيقى اكتشف الطلاب ثلاثة رسامين هم: كاندينسكي، بول كلي وبرونو كيب الذين استلهموا من الموسيقى للرسم. كان لكلّ منهم طريقته الخاصة في تصوير الموسيقى.

ربط كندينسكي الألوان والأصوات كما لو كان يستطيع سماع الألوان ورؤية الموسيقى. كان أكثر اهتماماً بالخشب.
 
 

أمّا برونو كيب، فربط كل صوت بخط وكل سطر بصوت.

أخيراً، أعطى بول كلي أهمية أكبر للإيقاع. استخدم الأشكال والألوان كما لو كانت ملاحظات
 
 
 

استمع الطّلاب الى موسيقى الياس الرّحباني لتطبيق نظريّات الرسّامين الثلاثة في رسوماتهم بمساعدة معلّمات مواد لا تمتّ للموسيقى بصلة، فجمع الطلّاب ومعلّمتهم أفكارهم ومواهبهم وقدراتهم لإنتاج لوحات فنيّة تكاد ترتقي إلى مستويات الاحتراف.
 

ترجم الطّلاب الكلمات والموسيقى إلى رسومات تجريديّة بألوان مختلفة كلّ وفق ما يشعر، أمّا النوتة فرسموها بالألوان بطريقة تتخطّى كلّ القواعد الموسيقية وأشكال النوتات التي تنصّ عليها القاعدة غلى ما نصّ عليه شعرهم أثناء سماع الموسيقى.

واختار الطلّاب الألوان المائيّة الخفيفة لترجمة الألحان الصافية الهادئة بألوان الأزرق الفاتح والأخضر الفاتح، أما النوتات الصاخبة المرتفعة والسريعة فرسموها باستخدام الطلاء الأشدّ تركيزاً والألوان الأشد قساوة كالبرتقالي الداكن، الزيتي، الكحلي والأسود.
 
 
 

واشترك الأطفال في رسومات لبيروت تحت عنوان "مدينة بيروت تختنق بالضوضاء والتلوث" مستوحى من أعمال فانيسا جميل التي عادة ما تلقي الضوء من خلال رسوماتها على التلوّث الذي تعيشه المدينة وتدعو الشعب للمحافظة على النظافة لتستعيد هذه المدينة سحرها وهويتها.
 
 

وكان للفنان والنحات اللبناني حسين ماضي نصيب من المعرض الذي امتلأ بلوحات مذهلة للغاية بالألوان والأشكال والصور الظلية للطيور المرسومة والمنحوتة.
 
 
 
 
 
  

واستخدم الطلّاب الألوان الصّلبة لرسم مساحات مسطحة من المناظر الطبيعية بالألوان زاهية ورسومات مستوحاة من الفنانة ايتل عدنان.
 
 

واستخدم الطلّاب الشرائط الهزلية كوسيلة تعليمية لنقل بعض الرسائل الواضحة من الشخصيات الفكاهية مستوحاة من الرسام مازن كرباج للتعبير عن مشاعرهم.
 
 

غطّت مواهب الطلّاب وألوانهم الزاهية ممرّات المدرسة للدلالة على الحياة، العنفوان، الحريّة، الموسيقى، الحب ولبنان. وقّع كلّ طفل اسمه تحت ورقة مشاعره وأثبت وجوده وإعادة إحيائه لفنون الزّمن الجميل. من الرّسم، النحت، الموسيقى، التلوّث، الطبيعة والكوميديا، هكذا ترجم الطّلاب مشاعرهم وهكذا اختاروا إنهاء عامهم الدّراسي على أمل أن ترافقهم هذه الألوان الزاهية والرسومات الرائعة رحلة نجاحهم في الحياة وأن تشكل لهم هذه المشاريع حافزاً للمضيّ قدماً وتطوير مواهبهم.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

اقرأ في النهار Premium