النهار

"فلسفة التمرد والثورة " يختصر مسيرة مؤلفه الدكتور فيليب سالم... أصوات مقيمة واغترابية في ندوة جامعة سيدة اللويزة حول البروفسور الثائر
المصدر: "النهار"
"فلسفة التمرد والثورة " يختصر مسيرة مؤلفه الدكتور فيليب سالم... أصوات مقيمة واغترابية في ندوة جامعة سيدة اللويزة حول البروفسور الثائر
المتكلّمون في الندوة.
A+   A-
أقامت "دار سائر المشرق" ندوة حول كتاب الدكتور فيليب سالم الجديد (فلسفة التمرّد والثورة) في جامعة سيدة اللويزة – ذوق مصبح، بحضور حشد من الشخصيات السياسية والفكرية والإعلامية. أدار الندوة الزميل ماجد بو هدير الذي تحدث عن الكتاب والمتكلمين. ونوّه بكتاب سالم الجديد واعتبره نابعاً من حبر قلبه، ومن قلب مسيرته الطويلة في الدعوة إلى التمرّد.

استهل رئيس الجامعة الأب بشارة الخوري الندوة بكلمة قال فيها أنه "مرة جديدة تشرّع جامعة سيدة اللويزة أبوابها لصديقها، بل لِعَلَمٍ لبناني وكوني يدعى فيليب سالم، البروفسور والمفكّر والكاتب وصاحب الرؤى التي تستشرف الآتي من الأيام...".

أضاف: يسرّني جدًا أن يتعرّف الناس، من ههنا، الى الوجه الآخر لفيليب سالم، الذي يشكّل، في رأيي، مدرسة للتغيير الذي من دونه لن نبقى، لن نستمر بل لن يُولد لبنان جديد ومن جديد... نعم قرأت "فلسفة التمرّد والثورة" ومعظم ما ورد فيه استوقفني ولوقت طويل اكتشفت غناه وحاولت أن أبلغ مداه... مقالات دسمة تحتاج تعمّقًا ونقاشًا واعيًا ومطوّلاً، أدعو كل من لا يحيا هامشيًا في هذا البلد لبنان وفي المغتربات كذلك، أن يقرأ الكتاب، أكان متمردًا ثائرًا، أم شخصًا مسالمًا، عاديًا، ينتظر التغيير من سواه...

وقال: أما الجامعة التي أرأس وأقود، وبكونها صرحًا تربويًا، فإنها معنيّة جدًا بما ورد في الكتاب حول ثورة الفكر والتربوية وما يرتبط بها.

وحول مقال سالم في الكتاب المعنون "الثورة الحقيقية تبدأ من الجامعة" فإنني أنضمّ الى سالم "مثمنًا، مؤيدًا وموافقًا، وكم كنتَ مصيبًا عندما قلتَ: الحرية الأكاديمية تتمثّل بالمناخ الفكري الذي تؤمنه الجامعة للمعلّم والطالب معًا ليقوم كل منهما بالنقاش والحوار والبحث في حرية كاملة.


ملحم خلف
النائب ملحم خلف شكر فيليب سالم على كتابه: مرة لأنه أنقذ هذا اللقاء مع أجواء (فلسفة التمرّد والثورة)، من أجواء السياسة الهدّامة والسواد والقلق والإحباط والعنف اللفظي والجسدي، المصحوبة بكثير من الثرثرة الفارغة والفشل في التصدّي لمعاناة الناس. فأبناء الثورة هم رُسُل للحقّ والحقيقة... والفكر والتمرّد. واستشهد بما كتبه سالم: "يجب نبذ العنف... وعلى الثورة أن ترتفع الى الحضارة. الارتفاع الى التمرّد اللاعنفي الحضاري. أضاف: وكم صحّ قولك "أن الثورة التي تحيا بالتمرّد اللاعنفي تفرض حضورها في الشارع بأبهى مظاهر الحضارة، وأبهى صور المثقف الرافض العنيد".

أضاف: شكرًا لك على دعوة اللبنانيين الى التمرّد على واقعهم والى الصورة، فلم تيأس ولم تملّ... واستشهد بقولٍ لسالم في احدى مقالاته: إن علّة العلل ليست في الطبقة السياسية التي حكمت لبنان بقدر ما هي في العقل السياسي اللبناني والثقافة السياسية التي أفرزت هذه الطبقة، وهذه الثقافة تؤمن بأن الحكم وجاهة وليس مسؤولية... وأكد النائب خلف أن سالم أحسن في الطرح في وجوب بناء لبنان المئوية الثانية على مرتكزات جديدة تؤمّن له الحياة والسلام والاستقرار وأهمّها: "الانصهار المسيحي – الإسلامي" وليسي بمفهوم "العيش المشترك".

وقال: ان سالم قصد من وراء نشر هذا الكتاب تحفيز اللبنانيين مجددًا على التمرّد على واقعهم الأليم. فجاء الكتاب في مخاض استثنائي، ومخاض لوطن الحاجة الأولى فيه لثورة تتمسّك بالقيم لتسترد الحياة مليئة بالفرح، مهما كلّف الأمر من عملٍ مضنٍ وتضحيات.
 
 
أنور حرب
رئيس تحرير "النهار" الاسترالية الزميل أنور حرب قال ان الثورة عبر وعي فيليب سالم الذاتي هي منطلق للبحث عن الهوية اللبنانية، وهي الخلاص من كوابيس الخوف والغبن والفساد المتوحش المتجذّر في يومياتنا منذ الحقبة العثمانية ثم الانتدابية، مرورًا بالاحتلالية، وصولاً الى المنظومة المتربعة على حكمٍ يشبهها.

وأكد حرب أن الكتاب الجديد هو نتاج يتناول جوانب من ثورة فتية لا يخاف المؤلف منها بل يخاف العقل اللبناني التقليدي، ولذا وجّه الى ثوارها رسالة جاء فيها: "أنا خائف عليكم وخائف من أن تضلّ الثورة الطريق بعدما أصبحت مجموعات مختلفة تتكلّم لغات متعدّدة". ومن أجل ذلك حدّد مرشد الثورة فيليب سالم وصاياه العشر، لتفعيل هذه الثورة.
أضاف حرب كأني بسالم يصرخ عاليًا: ويلٌ لأمةٍ يقودها فاسدون وتائهون ولصوص هيكل، وهو الذي قال لي يومًا: إن لم تستطع الشهادة للحق فلا تبايع الباطل ولا تصفق لجاهل ولا تنحني لحاكم.

وتوجّه إلى فيليب سالم قائلاً: سائح قضيّةً... تركب سرفيس الزمان من بطرّام إلى هيوستن بحثاً عن وطنٍ ترفض أن يكون بدل ضائع، وتستخدم مسيّرات لا تحمل رؤوساً فاجرة ومتفجّرة أو صواريخ، بل رغيفاً لجائع وأملاً ليتيم ودواءً لعليل.

وقال: فيليب، أيها الصديق العزيز، نتقاسم أنتَ وأنا نفس المفهوم، بأن الرصاصة تقتل شخصًا أما الفساد فيقتل أمّة... وان الحيوان المفترس يكون خطيرًا عندما يجوع، لكن الفاسد يكون أخطر حين يشبع! واسمحوا لي أن أختم، مردّدًا ما يقوله المعلم فيليب سالم دائمًا: لبنان لا تخف أنا هنا... نحن هنا يا لبنان لا تَخَفْ...


كوليت صليبا
الأديبة كوليت صليبا قالت: أن الكلمات الثلاث، أعني الفلسفة والتمرّد والثورة، يمكنها أن تلخّص مسيرة الدكتور سالم، منذ أن كان تلميذًا على مقاعد الدراسة، وصولاً الى يومنا هذا.

أضافت: يخيّل لي، أيها الحضور الكريم، بأن الثورة هي متلازمةُ الدكتور سالم الدائمة، كما لو أنها موجودةٌ في مَورثاته الجينية. فهو قد ثار منذ صغره على أسلوب التعليم المدرسي في بلاده، ليتماشى مع التطور الحاصل في العالم المتقدم، وهو أيضًا من أحدث ثورة موازية في مجال الطب، حيث قدّم لأولئك المصابين بالسرطان، وسائل وطرقًا للعلاج، أثبتت فعاليتها ونجاعتها وقدرتها على شفاء الكثيرين منهم، والتقليل من نسبة الوفيات، بما دفع بمراكز العالم الطبية الكبرى، الى تبنّيها وتطبيقها على مرضاها.

وقالت: لم تكن ثورة سالم السياسية متصلةً بأي حالٍ بوصوله الى السلطة، وهو المتربّع على عرش الفكر والثقافة والعلوم الطبية، بل بتمكين شعبه اللبناني من الأمساك بمقاليد الاستقلال والسيادة والقرار الحر، بعيدًا عن أية تبعية أو ارتهان لأيٍ من امبراطوريات الأرض المتصارعة على النفوذ. كما أن دعوته الى الثورة، ليست بهدف تغليب فريقٍ على آخر، أو طائفة على أخرى، بل بهدف انتصار الحق على الباطل، والوجود على اللاوجود، والوطن على أشلائه المتحاربة. على أن مثل تلك المهمة المضنية، لا تتحقّق عبر البكائيات والشعارات الجوفاء، ولا بتغليب العاطفة على العقل، بل عبْرَ التمرد الخلاّق، والمزاوجة الناجحة بين حصافةِ العقل، وشعلةِ الحماس العاطفيَ لصناعةِ المستقبل. وقد آمن سالم، وله الحقُّ في ذلك، بأن كلُّ ثورةٍ لا تحملُ مشروعًا واضحًا للتغيير، ولا تتعهدها قيادةٌ صلبةٌ ومسلحةٌ بالوعي، لا بدّ أن تعُمّها الفوضى ويضعها التشظّي على طريق الزوال.


فيليب سالم
الدكتور فيليب سالم وجّه شكره الكبير الى جامعة سيدة اللويزة التي احتضنت أعمال الندوة، ورئيسها الأب بشارة الخوري والمتحدثون النائب ملحم خلف والزميل أنور حرب والكاتبة كوليت صليبا، التي تعيش في الولايات المتحدة الأميركية والتي حضرت الى لبنان خصيصًا للمشاركة في الندوة ولأطلاق كتابها: (المرأة التي ركضت ضد الموت: فيليب سالم وصناعة الأمل). كما شكر الزميل ماجد بو هدير الذي نجح في إدارة الندوة وتقديم المتحدثين بلباقة ومعرفة. وشكر سالم محطة Télélumière لبثّ الندوة مباشرة. وأكد سالم في كلمته أهمية "استنهاض الثورة واستمرارها واستخدام لغة الحوار والمحبة وعدم اللجوء الى العنف...".
 
فيليب سالم.
 
وشكر سالم جريدة "النهار" التي تتيح له كتابة أفكاره ومعتقداته وفلسفته حول التمرّد والثورة على صفحاتها، مؤكدًا على دورها الطليعي في خدمة لبنان والمنطقة.
 
في النهاية، كانت تعليقات قصيرة لكل من: الشاعر شوقي بزيع، الشاعر هنري زغيب، أنطوان سعد، نقيب المحرّرين جوزف قصيفي، الوزير السابق سجعان قزي، النائب رازي الحاج ، سهيل مطر وآخرين.

اقرأ في النهار Premium