طوني فرنجيه
تتوالى النشاطات الصيفيّة في إهدن على الميدان وفي مبنى الكبرى الأثري ودير مار سركيس وباخوس عند نبع مار سركيس، ويتواصل السهر والرقص والطرب ومعه الفرح والبسمة في وقت ضاقت الصدور بالأزمات وبأخبار التردي الاقتصادي.
على الميدان نظّمت بلدية زغرتا-إهدن، حفلة موسيقية تضمّنت استعراضاً راقصاً، استُهلّ بلوحة أدّتها فرقة Art Vibes Academy بقيادة نادين فنيانوس، ثم لوحة غنائية شارك فيها كلٌّ من العازف والمغنّي غابي الحلبي، والمغنية تيا داغر برفقة بيارو الصيصا على الغيتار، ومحسن عزيزي على الكاخون والدربكة، وشانا فرنجيه وريتا شديد على الغيتار، وإبراهيم ديب على الكاخون والدفّ.
خيّمت أجواء غنائيّة مميّزة ومنوّعة باللغتين العربية والإنكليزية، واختتم الحفل الليليّ والمجانيّ بأغأنٍ متنوّعة وحماسيّة، أدّاها كلٌّ من Dj wolf و Dj Nathalie.
الاحتفال الذي حضره عشاق إهدن وضيوفها ومحبّو الميدان كان هدفه الأول تشجيع المهارات الشابة الزغرتاوية، وإبراز المواهب الفنيّة في زغرتا والقضاء.
وفي مبنى الكبرى، وجرياً على العادة السنويّة، فتحت بلدية زغرتا-إهدن الأقبية الأثرية لمعرض "أحلام ملوّنة" بتعدّد أجنحته وغنى مواضيعه.
المعرض تمّ افتتاحه بحضور رئيس بلدية زغرتا-إهدن أنطونيو فرنجيه، وعضوَي المجلس البلدي الدكتور جورج دحدح، والسيد حنا غسطين، فضلاً عن حشد من الأهالي والمهتمّين.
بداية، كلمة مقتضبة لمنظمة المعرض الفنّانة كلودين فرنجيه داغر، التي اعتبرت المعرض فرصة للتعرّف على أعمال أهل الريشة والعدسة، شاكرةً رئيس البلدية الذي منحها ثقته لإحياء هذا النشاط الهادف.
بدوره، رأى رئيس بلدية زغرتا-إهدن أنطونيو فرنجيه أن المعرض فرصة ثقافية للاطلاع على اللوحات الجديدة في الفنون التشكيلية والفوتوغرافية، لافتاً إلى أن معارض الرسم والإزميل والكتب هي من الإرث الثقافي لإهدن، ومتمنّياً أن تسمح الظروف لاستضافة كبار الرسّامين والنّحّاتين والمصوّرين من كل أرجاء الوطن في إهدن.
بعد ذلك، جال الحضور في أرجاء المعرض الذي ضمّ لوحات مختلفة الأساليب لـ٢٥ فناناً، وصوراً فوتوغرافية لـ١٢ مصوراً، بالإضافة إلى عرض أعمال المصوّر جوزيف أبو طنوس، الذي خطفه الموت باكراً، وكان مبدعاً في توثيق جمال إهدن وطبيعتها في كلّ الفصول.
جمعية "شموع الأمل" عرضت مجموعة من الأعمال الحرفية واليدوية والأيقونات المقدّسة، فاعتبرت رئيستها هند مرعب المعرض واحة للمهارات النسائيّة، التي ميّزت السيّدات والآنسات في المنطقة بإنتاجهن.
كذلك لحظ المعرض سائر المواهب والفنون فكانت رقصة للسالسا مع الراقصين بوب ونايا، ثم وصلة غنائية مع المغنّية تيا داغر التي صدح صوتها بالأغاني المحبوبة.
من الغناء كان انتقال إلى الموسيقى مع الفنانين ماريان دحدح، بيارو الصيصا، جوني وبيتر صهيون وأنطونيوس الدويهي بمعزوفات لاقت استحسان الحضور.
كما كان للشعر حصّة بأمسية شعريّة أحياها الشعراء قيصر مخايل، جو القارح وشربل فرنسيس، ورافقتهم رسماً الفنانة فيرا بو ديب عيروت، وقدّمتهم الإعلامية ماريان دحدح.
وفي دير مار سركيس وباخوس - إهدن، وبالتعاون مع بلدية زغرتا-إهدن أحيت جمعية بيار فرشخ لقاءً بيئياً مميّزاً حول فيلم
"La Bataille du Cèdre" بحضور شخصيات الفيلم، يتقدّمهم الدكتور يوسف طوق، والكاتبة ديزيريه صادق، ثم كانت مداخلة أشبه بشهادة حياة للناشط البيئي سايد مرقص الدويهي.
اللقاء شاركت فيه السيدة ميراي عون الهاشم، رئيس بلدية زغرتا-إهدن أنطونيو فرنجيه، رئيسة لجنة الأمهات في زغرتا ماريان سركيس، رئيس نادي روتاري زغرتا الزاوية طنوس الدويهي، وعضو المجلس البلدي الدكتور جورج دحدح.
استهلت اللقاء رئيسة جمعية "بيار فرشخ" السيدة بوليت فرشخ فرحّبت بالحضور، وتطرّقت إلى فحوى اللقاء وأهميّة تعميم عرض هذا الفيلم.
بعدها، كانت كلمة لرئيس البلدية أنطونيو فرنجيه مثنياً على مضمون العمل وأهمية معالجته، وخصّ الدكتور يوسف طوق والكاتبة ديزيريه صادق بتحية.
أما الناشط البيئي سايد مرقص الدويهي فاعتذر من عائلته لأنه يخصّص أغلب وقته للجرد والريّ والغرس وشقّ الطرقات الجبليّة كأن كلّ شجرة فرد من عائلته. مداخلة الدكتور يوسف طوق ركّزت على أهمية التعاطي مع الأرض وأن نكون مثالاً لأولادنا. بدورها، وعدت صادق بنسخ إلكترونية من كتابها بناء لطلب الحضور. الناشط البيئي سايد مرقص الدويهي شكر رئيس البلدية الذي بتقديره له يُحفّزه على الاستمرار،
وعقب عرض الفيلم كانت له شهادة حياة عن تجربته. بعد ذلك تمّ عرض الفيلم على شاشة كبيرة، ثمّ تلته نقاشات موضوعيّة من الحضور الذي تنوّع من إهدن وقضاء زغرتا وبشري وطرابلس والشوف وصيدا والبقاع.
وتبقى مقاهي الميدان والحكة التي تصل الليل بالنهار مقصد السّياح والزوار من كل المناطق اللبنانية الذين يأتون إلى "عروس مصايف الشمال" طلباً للمتعة والراحة والسلام.