طوّرت الجمعيّة اللبنانيّة للتعليم البديل LAL، وهي مؤسّسة تعنى بتكنولوجيا التعليم، منصّة تعليميّة رقميّة تحت عنوان "طبشورة" تتماشى مع الأهداف التعلّميّة للمناهج اللبنانيّة الرسميّة وتقدّم تجربة تعليميّة شاملة، إضافة إلى مبادرة لدعم المعلّمين وموقع إلكترونيّ خاصّ بهم تحت عنوان "Lalmoudaress".
لم تقم LAL بتطوير "طبشورة" فحسب، بل تناولت على وجه الخصوص وصول التلامذة المحدود إلى الإنترنت، بسبب انقطاع التيّار الكهربائيّ والأزمة الاقتصادية المتفاقمة، وذلك من خلال تطوير تطبيق غير متّصل بالإنترنت وهو "تطبيق طبشورة" الّذي يسمح للمتعلمين بتنزيل وحدات الدروس واستخدامها على أيّ جهاز، سواء أكان هاتفًا أم جهازًا لوحيًّا أم جهاز كومبيوتر.
LAL فعلت ذلك، من خلال شراكتها مع الوكالة الألمانيّة للتعاون الدوليّ GIZ نيابة عن الوزارة الاتّحاديّة الألمانيّة للتعاون الاقتصاديّ والتنمية BMZ،
تأمل LAL أن تجعل "طبشورة" التعليم في متناول الجميع، مع الإقفال الحالي للمدارس الرسمية، الذي يؤدّي إلى ازدياد عدد الأطفال الّذين لا يتمكّنون من الحصول على التعليم.
سوف يتمّ تنزيل البرامج على الأجهزة اللوحيّة، التي تمّ توفيرها بدعم ماليّ من ألمانيا، وسيتمّ توزيعها على عدد من المدارس الرسميّة في كلّ أنحاء لبنان. كما يمكن الوصول إلى تلك البرامج حاليًّا عبر المنصّة الوطنيّة Mawaridy، بناء على اتّفاقيّة بين LAL والمركز التربويّ للبحوث والإنماء.
وكانت LAL أعلنت مشاريعها وبرامجها خلال لقاء مهيب أقيم الثلثاء 24 كانون الثاني الجاري، في مسرح أبو خاطر في جامعة القدّيس يوسف، تحت عنوان "العلم LAL الكلّ - مسيرتنا عبر التعليم الرقميّ".
وأقيم هذا الحدث في رعاية وزير التربية والتعليم العالي وحضوره عباس الحلبي. حضره أيضا سفير ألمانيا لدى لبنان أندرياس كندل، المدير العامّ لوزارة التربية عماد أشقر، مديرة المركز التربويّ للبحوث والإنماء البروفسورة هيام إسحاق، مدير GIZ في لبنان توماس مولر، مديرة مشروع GIZ SUFA في لبنان لمى زينون تابت، إضافة إلى شركاء LAL وعدد من الممثّلين عن المؤسّسات التربويّة، الوكالات الدوليّة، المدارس الرسميّة والخاصّة والمراكز التربويّة.
قدمت مديرة LAL التنفيذيّة نايلة زريق فهد عرضًا حول الجمعيّة وشراكتها مع GIZ، وأعلنت إطلاق تطبيق "طبشورة" غير المتّصل بالإنترنت ودمجه في 60 ألف جهاز لوحيّ تمّ تقديمها إلى المدارس الرسميّة بدعم ماليّ من ألمانيا. وسلّطت الضوء على التعاون مع المركز التربويّ للبحوث والإنماء، وعمليّة دمج منصّة "طبشورة" مع منصّة Mawaridy. وقالت: "تتمثّل مهمّة LAL في توفير التعليم المجّانيّ للجميع. يجب أن تلعب الرقمنة دورًا في المساواة في التعليم، وتوفير تعليم شامل ومجّاني وعالي الجودة". وأضافت: "لعبت LAL دورًا مهمًّا من خلال توفير حلّ للأزمة التعليميّة الّتي تمرّ بها البلاد. اليوم، يستخدم 50 ألف تلميذ منصّة طبشورة، ونحن نهدف إلى الوصول إلى 200 ألف طالب". وقدمت مبادرة "للمدرس" الجديدة: "ساعدَنا أكثر من 500 أستاذ في بناء منصّة "Lalmoudaress" ".
وقال مدير GIZ في لبنان السيّد توماس مولر في كلمته إنّ "تطبيق طبشورة هو فرصة رائعة للتلامذة للدراسة عن بعد وتثقيف أنفسهم من دون الاتّصال بالإنترنت". وأضاف: "إنّه لإنجاز رائع أنّنا توصّلنا معًا إلى حلول للتلامذة والمدرّسين والإداريّين، من أجل عمليّات أكثر فعاليّة. سيتلقى التلاميذ قريبًا أجهزة لوحية تمكنهم من الوصول إلى طبشورة".
أمّا السفير الألمانيّ لدى لبنان أندرياس كيندل فصرَّح أن "التعليم هو المفتاح الذي يمكّن مئات الآلاف من الفتيان والفتيات في لبنان من اختراق دائرة الفقر".
من جهته، شكر وزير التربية والتعليم العالي السفارة الألمانيّة والوكالة الألمانيّة للتعاون الدوليّ GIZ على دعمهما وتعاونهما لمساعدة وزارة التربية والتعليم العالي، لا سيما في تأمين 60 ألف جهاز لوحي لتوزيعها في عدد من المدارس الحكومية. كما شكر LAL على دورها في التعليم في لبنان. وقال: "من المؤسف أنّه في مثل هذا اليوم الّذي يصادف اليوم الدوليّ للتعليم، مدارسنا وإداراتنا مغلقة بسبب الإضراب الذي أفهم أسبابه. لقد توصّلنا إلى اتّفاق جديد وحلّ مع رئيس مجلس الوزراء لمساعدة المعلّمين في هذه الأوقات الصعبة. لا يمكننا إيقاف التعليم، ولهذا السبب أطلب من جميع المعلّمين العودة إلى المدارس من أجل عدم إضاعة المزيد من الوقت".
بعد الحدث، تمّت دعوة الضيوف إلى زيارة منصّات LAL واكتشاف البرامج المختلفة الّتي قامت الجمعيّة بتطويرها. وحظي الضيوف بفرصة اختبار تجربة منصّات طبشورة الرقميّة بمكوّناتها المختلفة، التعليم المبكر للأطفال والمرحلتين الابتدائيّة والمتوسّطة، في نسخها المتّصلة وغير المتّصلة بالإنترنت، والمتوافرة باللغات العربيّة والفرنسيّة والإنكليزيّة، ومعرفة المزيد عن برامج التعليم غير النظاميّ، والتعرّف إلى المشاريع المرافقة للمناهج، إضافة إلى "Lalmoudaress"، وهي منصّة مخصّصة لجميع المدرّسين اللبنانيّين، وحلول LAL الرقميّة الأخرى الّتي يمكن أن تستفيد منها أيّ مؤسّسة أو جمعيّة تعمل في المجال التعليميّ.