النهار

تُوفيَ اليوم عالم الاجتماع الذائع الصيت الدكتور ملحم شاوول عن عمر 72 عاماً، بعد معاناة مع المرض، أنهكت جسده في الأشهر الأخيرة واضطرّته الى دخول المستشفى أكثر من مرّة، الى أن أسلم الروح اليوم في منزله.

ونعته زوجته المحامية ندى نصّار شاوول في اتصال مع "النهار"، قائلة: "عاش ملحم خلال مساره وفيّاً لمبادئه، من دون الالتفات الى الصغائر ولا المساومة. أحبّ جميع الناس، وامتلك نظرة خاصّة للجانب النيّر في كل فرد، وهو ما بنى جزءاً من فلسفته عليه".

وأضافت: "أحبّ لبنان وزحلة خصوصاً، ناضل من أجل بلد أكثر ديموقراطية وحداثة، وعانى في الآونة الأخيرة خيبة كبيرة من المآلات التي وصل إليها الوضع  وممّن أوصلوا الحال الى ما هي عليه في لبنان".

وتتوقف عند الفكر "السوسيولوجي" التنويري والمفاهيم النضالية الاجتماعية التي نقلها في مؤلّفاته ودراساته، إلى طلابه الذين كرّس لهم الجزء الأكبر من وقته ومساره، "هناك أجيال تدرّبت وتتلمذت على يديه، وتولّد إجماع على أنّه امتلك طريقته الخاصّة في نقل المعلومة وإيصالها بمنحى دقيق ولّاد للتفاعل الأكاديمي".

تعب جسد الدكتور ملحم في الأشهر الأخيرة، ضعف نظره ووهنت بنيته، وعانى في حزيران الفائت من التهاب رئوي حادّ. رحل بسلام صباح اليوم في منزله، مخلفاً صدمة لدى كلّ من عرفه: "بكّرت كتير".

ونعاه عدد كبير من الأصدقاء والمثقفين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومنهم الدكتور سعود المولى الذي كتب: "فارس آخر من فرسان الحلم الجميل يترجّل بنبل وشهامة كما عاش دومًا...

ملحم شاوول رفيق البدايات وكلّ النضالات... العالم الباحث والديموقراطي المدني حتى الرمق الأخير... رفيق سمير فرنجية ونسيب لحّود وفارس ساسين وجبّور دويهي... وقبل ذلك كله صديقي الحبيب ورفيقي منذ عام 1970 وزميلي في معهد العلوم الاجتماعية بالجامعة اللبنانية... وداعًا يا ملحم".

أمّا الدكتور حارث سليمان الذي جمعه العمل السياسي مع الراحل في "حركة التجدّد الديموقراطي"، فكتب: "خبر محزن ومفجع، د. ملحم شاوول صديق صدوق وعالم اجتماع مرموق، ورجل قيم ومبادئ، وصاحب رؤية ومواقف، كان عالماً يزيّنه التواضع، ومجدّداً ثائراً تغنيه الحكمة، وسياسياً يعرف صناعة الحلم ويدرك قساوة الواقع، ملحم سنفتقدك ونشتاق إليك كلما انعقدت حلقات الحوار وجلسات التفكّر والتبصّر، ومشاريع التغيير والتقدّم. مع كلّ الودّ والحبّ وداعاً".

في عام 1973، نال شاوول إجازة في العلوم الاجتماعية، من معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية، وفي عام 1974 حصل على الجدارة في العلوم الاجتماعية من المعهد نفسه، وحصل على شهادة الدّكتوراه حلقة ثالثة في علم الاجتماع و علم الاجتماع السياسي من المعهد العالي للعلوم الاجتماعية في  باريس Ecole Des Hautes Etudes En Sciencces sociales  عام 1979.

بدأ التّعليم  متعاقداً ومتفرّغاً  في الجامعة اللبنانية، في معهد العلوم الاجتماعية، بين عامي 1980 و1988، وفي كليّة الإعلام  والتوثيق الفرع الثاني بين عامي 1985 و1988.

بين عامي 1988 و2010، شغل منصب أستاذ مشارك (Associate-Professor)  في معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية، وفي عام 2005 أصبح مديراً لمركز الأبحاث في معهد العلوم الاجتماعية، ونال رتبة أستاذ    Full professor في عام 2010 في المعهد  نفسه. عُيّن مديراً للفرع الثاني في معهد العلوم الاجتماعية بين عامي 2010 و2014،  واستمرّ بالإشراف على أطروحات الدكتوراه.