أحمد منتش
كما فعلها النائب الدكتور عبد الرحمن البزري، الذي تصدّر مشهد الانتخابات النيابية الأخيرة وحصوله على أكبر صوت تفضيلي في دائرة صيدا – جزين، فعلها اليوم قريبه المرشح لرئاسة جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا محمد- فايز صلاح البزري، الذي تفوّق على منافسته المدعومة من النائبة السابقة بهية الحريري، وذلك خلافاً لبعض التوقعات، إلا أنه كان واضحاً منذ البداية، كما أشارت النهار مراراً، أن عزوف النائبة الحريري عن الانتخابات النيابية الأخيرة أوجد حالة كبيرة من الارتباك والخلافات والانقسامات داخل تيار "المستقبل" والحالة الحريرية في صيدا، وكانت له تداعيات وآثار سلبية على الحريرية السياسية، ونتائج انتخابات جمعية المقاصد في صيدا التي قدّم لها الرئيس الشهيد رفيق الحريري الغالي والنفيس خير دليل على ذلك.
كذلك أسهم في نتائج العملية الانتخابية موقف النائب أسامة سعد الحيادي وعدم تدخله كلياً وانسحاب مرشّحه للهيئة الإدارية من المعركة، فيما لم تقترع بهية الحريري، لعدم انتسابها الى الهيئة العامة، فيما لم يعرف الرئيس فؤاد السنيورة ومعه رئيس جمعية المقاصد الحالي يوسف النقيب لمصلحة من اقترعا شخصياً وإن كان مرجّحاً تصويتهما للارا الجبيلي حمود نتيجة العلاقة مع زوجها عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل الدكتور ناصر حمود الذي كان الى جانب السنيورة والنقيب خلال العملية الانتخابية.
ومما أسهم في فوز المرشح البزري أيضاً وقوف النائب عبد الرحمن البزري ومعظم أفراد عائلته وإن بشكل غير معلن فضلاً عن وجود بعض المرشحين المستقلين وآخرين مقرّبين من الجماعة الإسلامية في صيدا، خلافاً لما كان يحصل عادة منذ أوائل التسعينيات، علماً بأن النائب الراحل نزيه البزري كانت له اليد الطولى في انتخابات رئاسة جمعية المقاصد قبل التسعينيات، ويبدو اليوم أن نجله عبد الرحمن استعاد دور والده وإن بهدوء وبعيداً عن الأضواء.
حماوة انتخابية ونسبة مشاركة مرتفعة
في ظل أجواء ديموقراطية تنافسية حامية انطلقت عند الساعة التاسعة من صباح اليوم انتخابات "جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية" في صيدا لاختيار رئيس و8 أعضاء للمجلس الإداري.
تنافس في هذه الانتخابات 21 مرشحاً توزعوا على لائحتين ومستقلين:
– لائحة "لأجل المقاصد" برئاسة لارا جبيلي حمود (المرشحة لرئاسة الجمعية) وتضم 7 مرشحين للمجلس الإداري (سها عنتر، هشام جرادي، حُذيفة الملاح، رضوان السبع أعين، عبد السلام الوتّار، سمير البساط وعماد بعاصيري) .
– لائحة "شعلة المقاصد" برئاسة محمد - فايز البزري (المرشح لرئاسة الجمعية)، وتضم 7 مرشّحين للمجلس الإداري (مازن القطب، إبراهيم حجازي، محمود الصبّاغ، سندس زیدان، بلال كيلو، عبد القادر مجذوب وعبد الرحمن السكافي).
و5 مرشحين مستقلين هم إبراهيم الجوهري، عمر العتر، ماهر الديشاري، رامي بشاشة وخليل معتوق.
الانتخابات التي جرت في ثانوية حسام الدين الحريري التابعة لجمعية المقاصد في منطقة الشرحبيل – بقسطا قرب صيدا، شهدت حماوة انتخابية لافتة عكست نفسها نسبة مشاركة عالية سُجّلت منذ ساعات الصباح الأولى وبلغت ذروتها ظهراً واستمرّت بوتيرة ناشطة حتى إقفال صناديق الاقتراع الساعة الثانية بعد الظهر.
انطلقت العملية الانتخابية عند التاسعة تحت إشراف رئيس المجلس الإداري المنتهية ولايته المهندس يوسف النقيب وأعضاء المجلس، وأشرف على الترتيبات التنظيمية للإنتخابات أمين سر الجمعية الأستاذ مازن قبرصلي.
وجرت عملية الاقتراع في أربعة أقلام (غرف)، في كل منها صندوقا اقتراع، واحد لإنتخاب الرئيس، والثاني لإنتخاب الأعضاء الثمانية، بحضور مندوبي اللوائح والمرشحين .
وعند إغلاق صناديق الاقتراع، تبيّن أن نسبة الاقتراع تجاوزت الـ80 بالمئة، علماً بأن عدد المسدّدين لاشتراكاتهم بلغ 667 عضواً من أعضاء الهيئة العامة للجمعية البالغ عددهم 925 مُنتسباً.
وبعد إدلائه بصوته، قال المهندس يوسف النقيب "إن ما تشهده المقاصد هو تنافس ديموقراطي طبيعي وهذا حق لكل مقاصدي، والمقاصد تستحق أن يكون فيها أناس يخدمونها ومن سيأتي برأيي سيخدم المقاصد".
وأضاف "ما نراه اليوم في انتخابات المقاصد وهذه الحماوة والتنافس الانتخابي هو دليل عافية لأنه يثبت أن هناك اهتماماً بالمقاصد من كل الأطراف. وأتصوّر أن من يربح كائناً من سيكون سيعمل لمصلحة المقاصد".
السنيورة
إثر إدلائه بصوته في انتخابات المقاصد قال الرئيس فؤاد السنيورة "أنا سعيد اليوم بأن أشارك في هذه الانتخابات الديموقراطية من أجل انتخاب مجلس إداري جديد لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا التي يعتبرها كل صيداوي بمثابة صيدا. وبالتالي هذا أمر يعتز به كل واحد من صيدا بأن يشارك في هذه العملية الانتخابية من أجل تعزيز الدور الذي يجب أن تلعبه هذه الجمعية في استنهاض واستمرار دور هذه المؤسسة العريقة التي كانت من أوائل المؤسّسات الإسلامية التي تأسّست في لبنان" .
وأضاف: "والحقيقة أنه ساءني شيء من الشائعات التي اطلقت والتي أفضل من يردّ عليها القول الكريم "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين". وبالتالي هذا الأمر لا يجوز أن ندخله في العملية الانتخابية".
وتابع "أنا سعيد بهذا الجوّ الديموقراطي... وبعد هذا الانتخاب من ينجح فهو يمثل المقاصد وتالياً يجب أن تتظافر جهودنا جميعاً من أجل دعم هذه المؤسسة العريقة وأن نقف بجانبها وندعمها ونعزز من شأنها لكي تستطيع في ظلّ هذه الأزمات الكبيرة التي يعيشها لبنان وهذه الانهيارات التي تصيب كل أنواع المؤسسات بما فيها التعليمية يجب أن نقف معاً من أجل دعمها، ولا يهم ساعتها من انتخب من، عندنا مجلس إداري سنكون الى جانبه ومعه من أجل دعم هذه المؤسسة. ويجب أن نلتزم بنتائج العملية الانتخابية ومن ثم أن ندعم كلنا من ينجح في هذه العملية".
البزري
وقال المرشح البزري بعد تبلغه فوزه لـ"النهار": أنا سعيد جداً لجمعية المقاصد أولاً ولجميع من أولاني ثقته، وأضع منذ اليوم يدي بيد جميع المقاصديين لتنفيذ المهمّة الملقاة علينا خصوصاً في هذه الظروف الصعبة جداً، من أجل متابعة مسيرة المقاصد ونهضتها وتحقيق الأهداف المرتجاة.