إختتم المخيم التدريبي لحرائق الغابات الذي استمر يومين في أحضان غابات عودين في بلدة عندقت العكارية، المخصّص لفرق الاستجابة الأولية لإطفاء الحرائق ضمن مشروع "حريق بالناقص"، وذلك برعاية وحضور وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور ناصر ياسين، وبتنظيم ودعم من جمعية "تدبير" بالشراكة مع جمعية "درب عكار" وبالتعاون مع شركة 33 North وبالتنسيق مع بلدية عندقت.
وتخلّل سهرة النّار في اليوم الأول للمخيم بعد حفل الافتتاح الذي تم في مركز جمعية تدبير وسط بلدة عندقت، نصب الخيم (50 خيمة)، لقاء تعارف بين أعضاء الفرق المشاركة تبادل خلالها المشاركون شؤون وشجون فرقهم وسبل التعاون المشترك.
وانطلق برنامج اليوم الثاني بأنشطة ميدانيّة توزعت بين ثلاثة مدرّبين وشملت تمارين عملانية ميدانية مباشرة :
- جيلبير مخيبر مؤسس شركة 33 North والمتخصّص في مجال الإسعاف والبحث والإنقاذ في المناطق الوعرة والتخييم الثلجي على القمم الجبلية، قدّم دروساً عملية في التقنيات الأساسية للحبال وكيفية استخدامها بفعالية وأمان خلال الحرائق في المناطق التي يتعذّر بلوغها بالوسائل التقليدية وسبل الحماية والأمان التي على المتطوع اكتساب مهارتها.
- محمد حمد من جمعية التحريج في لبنان LRI الذي قدم خبراته في مجالات التدريب على المكافحة الارضية للحرائق وخاصّة أساليب وتكتيكات مكافحة الحرائق البرية وطرق عزلها مع دراسة كافة السيناريوهات المحتملة لسلوك الحرائق.
- مؤسّس فريق "درب عكار" خالد طالب، قدّم شرحاً حول الأمان والسلامة في حرائق الغابات وكيفية التعامل مع المعدات وتوزيع الفرق. وشدّد على أهمية "اكتساب الخبرات والتقنيات الحديثة في مجالات تحديد أمكنة الحرائق وسبل الوصول إليها والتعامل مع النار وتأمين السلامة العامة وتالياً دراسة أثار كل حريق وتقييمه وأثاره السلبية وأرشفة المعلومات.
كما شارك الطبيب أنطونيو معيكي من فريق درب عكار تجربته التي خاضها في مخيم حرائق الغابات في بولندا، ناقلاً المعلومات المناسبة للمتدربين وفق الأسلوب المناسب لطبيعة لبنان.
وفي الختام، وزّع مؤسّس ورئيس جمعية "تدبير" طاني حنا شهادات المشاركة على كافة المتدربات والمتدربين الذين بلغ عددهم 128 متدرّباً ينتمون إلى 16 فريقاً من عكار ومن مختلف المناطق اللبنانية.
وأثنى حنا على جهود المدربين والمتدرّبين وشكرهم على مشاركتهم في هذا اللّقاء في بلدة عندقت وفي هذا المخيم التدريبي الأوّل على مستوى كلّ لبنان لفرق المستجيب الأوّل للتدخّل السريع لإطفاء الحرائق. وأكّد "أنّ أهميّة المخيم تكمن في الأساس إلى جانب تبادل الخبرات واكتساب معارف وتقنيات جديدة، هو التعارف الذي حصل عن قرب بين مختلف أعضاء هذه الفرق من كل لبنان وهذا عنصر إيجابي ومفيد جدّاً في إطار التعاون والتنسيق،المفترض أن يستمر في ما بينهم، لمواجهة مخاطر وتحديات أي حريق في عكار والشمال وفي مختلف المناطق اللبنانية.
وجدّد حنا دعوته لأن تتشكل خلية عمل واحدة تجمع قادة هذه الفرق على الأقل لتأمين سرعة التواصل في الحالات الطارئة ولتبادل الأفكار والخبرات الجديدة ونقلها إلى بقية أعضاء الفرق وإنشاء منصّة تواصل جدية تخدم الإطار العام لبنية هذه الفرق وتطويرها والمساهمة في تشكيل فرق جديدة في باقي المناطق التي لم تتشكل فيها.
والختام بوداع المشاركين وتأكيد "أهمية اللقاء ثانية لاستكمال هذا المسار الحيوي لضمان المساهمة في حماية الغطاء الحرجي للبنان بالتعاون مع الجهات الرسمية المعنية كافة".