أصبح اليوم أمر استخدام بعض أملاك الدولة والأراضي المشاع ظاهرة في قرى عديدة من لبنان، في ظلّ الغياب الكليّ للدولة عن مسألة تنظيم العقارات، والتي يجري استغلالها، خصوصاً المشاعات، لأهداف شخصيّة أو حزبيّة أو طائفيّة في كثير من الأحيان.
وتفادياً لهذه العوامل، ونظراً لحساسيّة موقعها الجغرافيّ الواقع على الحدود مع بلدة بيت جعفر في الهرمل، انتفضت عندقت رفضاً للتعدّيات على ما تعتبره عقارات تابعة للبلدة.
في الإطار، أقدم أحد أبناء آل جعفر على استقدام جرافات وتنفيذ أعمال بناء منزل في خراج بلدة عندقت خلافاً للقانون، وعلى أرض متنازع عليها، ممّا أدّى إلى نشوء حالة توتر بين البلدتين، فقطع عدد من شبان بلدة عندقت طريق عكار العامة احتجاجاً على "المهزلة" الحاصلة في بلدتهم، ثم أدّى التطور السلبي بين البلدتين تدخّل وحدات الجيش اللبناني، للفصل بين الجهتين وترتيب الوضع على الأرض.
وكان لفاعليات البلدة ومرجعيّاتها الدينيّة وكبارها دور في الاتصالات التي أفضت إلى إزالة التوتر الحاصل آنياً، ومحاولة الوصول إلى حلّ جذريّ للمشكلة، حيث قدم إلى المكان الخوري الأسقفيّ إلياس جرجس الذي أجرى سلسلة اتصالات مع المعنيين.
مختار بلدة عندقت جوزف عماد صرّح في حديث لـ"النهار" بأن أساس الخلاف هو تعدّي عدد من آل جعفر على أراضي بلدة عندقت غير الممسوحة، موضحاً بأنه في نهاية كلّ أسبوع تقوم مجموعة من أبناء آل جعفر باستقدام جرافات والقيام بأعمال بناء منزل في الأراضي المتنازع عليها في خراج عندقت". وأضاف: "هناك دعاوى لدى النيابة العامة بين البلدتين جرّاء التعديات التي تحصل على أراضي البلدة".
وأشار إلى "أن الجيش تعهّد بمنع المعتدين من استكمال الأشغال في الأرض، ووقف عمليات الجرف. وعلى هذا الأساس، تمّت إعادة فتح الطريق، لكنّه، أعلن عن مساعٍ تحصل لتحديد موعد للجنة بلدة عندقت مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لإطلاعه على تفاصيل الملف، والمشكلات التي يواجهونها، والمخاوف التي تراودهم، للوصول إلى الحلّ الأنسب للتعدّيات الحاصلة".
وعلمت"النهار" عن عدّة تجاوزات تحصل في المنطقة، من قبل أبناء "بيت جعفر"، وطالت هذه الممارسات بلدات مجاورة. لذلك، هم يريدون المحافظة على حسن الجوار والاحترام المتبادل، ويرفضون منطق الاستقواء من قبل البعض لاستغلال مشاعات وأراضي الدولة في عقارات بلدات أخرى، ويرفضون أن تتحوّل مناطقهم مسرحاً لمشاريع غير وطنية، تبدأ بمصادرة عقارات لتنفيذ مشروع تمدّد يناقض نسيج البلدات والمنطقة.
إشارة إلى أن بلدة بيت جعفر واقعة في منطقة الهرمل، وهي بلدة كبيرة، تحدّها بلدات عندقت وفنيدق والقبيّات وجبل أكروم.