النهار

مشروع "مرفأ بيروت: مولد للحياة الحضرية"... فوز طلاب كلية الفنون والعمارة في "اللبنانية" بمسابقة عالمية
المصدر: "النهار"
مشروع "مرفأ بيروت: مولد للحياة الحضرية"... فوز طلاب كلية الفنون والعمارة في "اللبنانية" بمسابقة عالمية
فوز طلاب كلية الهندسة في "اللبنانية" بمسابقة عالمية.
A+   A-
ترايسي دعيج

يمكن القول إنّ "الأزمات تَتَوالى والإبداعات تَتَعالى". حالف الحظ فريقاً من طُلاب السنة الخامسة في كلية الفنون الجميلة والعمارة- الفرع الثاني، في الجامعة اللبنانية، فتعاون كُل من سارجيو زغيب، نور كريدي، تيا بشارة، بيتر عون، جوليان ميخائيل، ليا لحود وريتا أبي زيد، لإتمام مشروع يرمي إلى إعادة إعمار مرفأ بيروت، وربط المرفأ المنكوب بالعاصمة. تبَوَّأ الفريق اللبناني المركز الأوّل في مُسابقة عالمية شاركَ فيها أكثر من 43 دولة، 249 مشروعاً و579 طالـباً، نظّمتها مؤسسة InspireLi بالتعاون مع المهندس اللبناني ألكساندر زين. بعد أشهر من العمل والمثابرة، وُلِد مشروع تحت عُنوان "مرفأ بيروت: مولد للحياة الحضرية"، واستطاع لفت نظر لجنة التحكيم، بالرغم من المنافسة المُحتدمة. كما أَثنَى الحُكام على المجهود المبذول وعلى حُسن مُلاءمة المشروع الواقع وإمكانية تطبيقه.

هدف المُسابقة يرمي إلى اقتراح حُلول لإعادة إعمار المرفأ، وقد شَرَح سارجيو زغيب لـ"النهار" الخطّة التي أعَدّها الفريق لترجمة الحُلول عن طريق إعادة إحياء المنطقة وضواحيها. عَمَد الفائزون إلى تفعيل دور الأبنية التُراثية والمَحطات المركزية مِثلَ شركة "كهرباء لبنان" ومحطة القطار في الجميزة ومحطة شارل الحلو. وبحسب قول زغيب "خيّطنا المناطق ببعضها". بِمعنًى آخر، تَرمي الخطّة إلى وصل كل من مناطق الكرنتينا، مار مخايل والجميزة، ووسط بيروت ببعضها.

ارتأى الفريق أن يُحوّل أهراء القمح إلى نصب تذكاري، وخَلقِ دار أوبرا ومتحفاً يتعلّقان بذاكرة بيروت في المحيط. بالإضافة إلى ذلك، خطط الشبان والشابات لإنشاء مترو في شارع تمثال المغترب، وإعداد رحلات بحرية تجذب السياح لجذب الاستثمارات في المحيط.

تجدر الإشارة إلى أنّ رئيس بلدية بيروت جمال عيتاني رفع هذا المشروع إلى وزارة الأشغال.
 


من جهته، أعرب الفريق عن أمله في أن تَطَلِعْ الوزارة على هذا المشروع، كخطوة أولى لإعادة إحياء المنطقة.

ووصف الطالب الفائز بيتر عون تجربة العمل ضمن فريق كتجربة ممتعة. هذه المُشاركة ساهمت في إغناء المشروع وتكوين عمل كامل مُتجانس. فت"بالاتحاد قوة".

لم تَسْلَمْ الطريق من العراقيل والمطبات، فكانت المشاكل بالمرصاد، بدءاً من إضرابات الجامعة اللبنانية من جهة، والمشاكل اللوجستية والتقنية من جهة أخرى. وبحسب الشابة تيا بشارة، واجه الفريق تحديات عديدة ومن أبرزها امتلاك المنافسين الأدوات الأكثر تطوراً. وتقول لـ"النهار": "لم أكن أتوقع هذا الفوز ولم يكن سهلاً أبداً المضي في هذا التحدي".

سعى جميع أعضاء الفريق إلى تسخير جهودهم والمضي قُدماً لبلورة مشروع يطرح حلولاً عملية على الطاولة للمصلحة العامة من أجل بث نفحة أمل في ظل الظروف القاهرة.

وأشارت الطالبة والصحافية في جريدة "لوريان لوجور" نور كريدي إلى أنّه "طالما هناك شابات وشبان يمتلكون الطموح والإرادة والضمير، هُناك أمل بِلُبنان". فالسَفر عند جميع أعضاء الفريق احتمال مرجّح ولكن اتّفق جميعهم على العودة بعد الاغتراب لتسخير جميع طاقاتهم وقُدراتهم في خدمة أهلهم في الوطن.

إيمان هؤلاء الطلاب بأن بيروت قادرة على النهوض، يبعث الفرح، وفوز طلاب الجامعة اللبنانية في مُسابقة عالمية يشكّل بَصيص أمل من قلب العاصمة المجروحة، فبيروت تستحق الفرص.

اقرأ في النهار Premium