احمد منتش
شدد بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي على "أننا لا نستطيع أن نتيح للعصبية والتحزب والفئوية، بجميع مظاهرها وألوانها، أن تتسرب إلينا وتسيطر على تفكيرنا وعاطفتنا وسلوكنا، بحيث نحجب الرحمة عن أناس ونبسطها لأناس"، مؤكداً "أن جميع الناس هم قريبون مني، لا يبعدهم عني ولا يفرقهم عني لا الدم ولا المجتمع ولا العقيدة ولا القومية ولا الدين".
ترأس العبسي قداساً احتفالياً في بازيليك سيدة المنطرة – مغدوشة أمس، في ختام اليوبيل الذهبي لرابطة "كاريتاس لبنان"، في حضور حشد من الشخصيات والمصلين يتقدمهم النائب ميشال موسى ممثلا رئيس مجلس النواب، وزير الشباب والرياضة جورج كلاس ممثلا رئيس الحكومة، وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور الحجار، والنواب غادة أيوب وعبد الرحمن البزري وشريل مسعد وغسان عطاالله، والنائبان السابقان امل ابو زيد وسليم الخوري، ممثل البطريرك الماروني المطران مارون العمار، وممثل بطريرك الكلدان المطران ميشال قصارجي والمطارنة ايلي الحداد وانطوان ابو نجم وسيمون فضول ورئيس كاريتاس لبنان الاب ميشال عبود ورئيس "كاريتاس" - اقليم الجنوب ايلي خطار ورؤساء مجالس بلدية واختياريةولفيف من الكهنة والرهبان والراهبات.
العبسي
والقى العبسي عظة تحدث في مستهلها فيها عن "حدث له أهميته الكبيرة والخاصة، في ختام السنة اليوبيلية الخمسين لكاريتاس لبنان".
وشدد على "أن المسيحي ليس له إنسان قريب وإنسان بعيد، ليس له إنسان صديق وإنسان عدو، جميع الناس إخوة له، وهو الذي يصنع القريب. فلا نستطيع إذن، في عمل الرحمة والإحسان، أن نسمح لأنفسنا بأن نميز بين الناس ونفرق بينهم ونصنفهم بين قريب وعدو. لا نستطيع أن نتيح للعصبية والتحزب والفئوية، بجميع مظاهرها وألوانها، أن تتسرب إلينا وتسيطر على تفكيرنا وعاطفتنا وسلوكنا بحيث نحجب الرحمة عن أناس ونبسطها لأناس. جميع الناس هم قريبون مني، لا يبعدهم عني ولا يفرقهم عني لا الدم ولا المجتمع ولا العقيدة ولا القومية ولا الدين. على هذا المبدأ بنت الكنيسة ومن خلفها كاريتاس، نظرتها إلى الناس وبنت عملها الاجتماعي منذ أن قامت إلى اليوم".
وعن "كاريتاس"، قال: "منذ خمسين عاما انطلقت كاريتاس لبنان من صيدا تحت أنظار سيدة المنطرة، متخذة لها قدوة وملهما الطوباوي يعقوب الكبوشي. على مدى خمسين عاما جسدت كاريتاس لبنان روح السامري الرحيم. كان أعضاؤها منارة ومرساة للرجاء ولمحبة الله العاملة. بإزاء الفقر والصراعات والتشرد والنزوح بادرت وسارعت إلى المساعدة بتفان لا يتزعزع، مقدمة المساعدات الطارئة والخدمات الطبية والاجتماعية والأدوات التربوية والمواد الغذائية الى من هم في عوز. إن كاريتاس لبنان بخدمتها المتجردة كانت شاهدة على قوة المحبة والرحمة. لقد علمتنا أننا حين نشرع قلوبنا وأيادينا لإخوتنا وأخواتنا نصير أدوات شفاء ونعمة في العالم".
من مغدوشة الى لبعا العبسي زار "المدرسة المختصة- بيت جورجيت وحنا رومانوس".
وبعد ترأسه القداس في مغدوشة قام العبسي بزيارة الى "المدرسة المختصة- بيت جورجيت وحنا رومانوس" التابعة لكاريتاس لبنان في لبعا شرق صيدا وساحل جزين مع وفد ضم " راعي ابرشية صيدا ودير القمر المطران ايلي حداد والرئيس العام للجمعية البولسية الأب مروان سيدة ولفيف من الكهنة . وكان باستقبالهم رئيس بلدية لبعا (نائب رئيس اتحاد بلديات جزين ) فادي رومانوس ومدير المدرسة المختصة الأب جهاد فرنسيس والهيئة الإدارية والتعليمية وفاعليات والأهل الطلاب .
وقدم مدير المدرسة الأب فرنسيس شرحاً عن تأسيس المركز مع رابطة كاريتاس لبنان وتقديمه من قبل السيد رومانوس على نية والديه المتوفين وقدمه كعمل اجتماعي وانساني للمنطقة . وقال ان المركز تأسس في نيسان 2016 وضم اولاداً لديهم صعوبات تعلمية وحاجات خاصة واستمع الحاضرون الى كيفية العمل وجالوا في المركز وتعرفوا على كيفية عمله بإشراف اخصائيين يتابعون الأولاد ليتقدموا ويندمجوا لاحقا في المدارس العادية .
وفي الختام تحدث البطريرك العبسي فعبّر عن سروره وفرحه بهذه الزيارة مشددا انه اخذ من هذا المركز الكثير وتعلم الكثير خصوصاً وهو ينظر بعيني الأطفال والأهالي التواقين لأن يكون ابناؤهم مندمجين في المجتمع بشكل طبيعي كما ناشد جميع المعنيين لتفعيل هكذا مراكز وتطويرها اكثر بحيث تصبح هناك مراكز تضم اطفالاً ينمون ويعملون في المستقبل .
واعلن رئيس المركز انه بالتعاون مع كاريتاس سيقام نوع من مشاغل تعلم الأطفال المهنة وتدمجهم بسوق العمل تحت رعاية المدرسة وكاريتاس لبنان .
وفي الختام قدم رئيس المدرسة درعا تذكارية الى البطريرك وقدم رومانوس باقة ورد تحمل محبة أبناء المنطقة الى غبطته .
ودوّن البطريرك العبسي في سجل الزيارات كلمة عبر فيها عن سروره وفرحه بهذه الزيارة وتمنى التقدم والازدهار للمدرسة المختصة .