حضر حشد من المسلمين إلى مسجد محمد الأمين، وسط بيروت لأداء صلاة عيد الأضحى، في ساعات الصباح الأولى.
الصور بعدسة الزميل حسام شبارو:
وألقى أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي خطبة العيد بتكليف من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وأمّ المصلين في حضور ممثل رئيس مجلس الوزراء المدير العام لوزارة العدل القاضي محمد المصري، وزير البيئة ناصر ياسين، سفراء، وقائد شرطة بيروت العميد أحمد عبلا وأعضاء من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، شخصيات سياسيّة، اجتماعيّة، نقابيّة وعسكريّة.
وتحدّث الكردي عن معاني الحجّ، مهنئاً حجّاج بيت الله، متمنياً لهم حجّاً مبروراً وسعياً مشكوراً، قائلاً: "في الحجّ نتعلّم كرامة الإنسان وهي فوق كل شيء، وكرامة الشعب أعظم من أي منصب، ومن أي مصلحة شخصيّة، هذا هو الشيء الحقيقي الذي يبقى، فعلى كل مسؤول أن يفعل ما تذكره به الأجيال والتاريخ بأنه عمل طيب حميد".
وأضاف: "نسأل الله في هذا العيد أن يجعل البهجة والسرور على وجوه الناس، وندعو إلى نشر الفرح والسرور والمحبّة رغم كل الظروف التي يمرّ بها وطننا".
وتوجّه الكردي وممثل المصري وياسين والعديد من الشخصيات إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث قرأ الفاتحة عن روحه ورفاقه.
وكان ممثل رئيس مجلس الوزراء القاضي المصري، اصطحب الكردي من دار الفتوى صباحاً إلى مسجد محمد الأمين في موكب رسمي، وقدّمت ثلّة من قوى الأمن الداخلي التشريفات في باحة المسجد لممثل رئيس الحكومة ولأمين الفتوى.
عكار:
أمّ مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا صلاة عيد الأضحى المبارك في مسجد حلبا الكبير بحضور النائبين محمد سليمان ومحمد يحيي وحشد من المصلّين الذين شاركوا في الصلاة من مدينة حلبا ومحيطها.
وقال زكريا: "ما أحوجنا اليوم أن نضحّي في كل تعاملاتنا اليومية ، وللأسف أننا نشاهد أن البلد قد ضُحي به وهو بحاجة إلى تضحية من المسؤولين في سبيل حل أزمة انتخاب رئيس للجمهورية، ولا بد من التضحية في بلداتنا وقرانا والتضحية في سبيل لم الشمل والإلفة، و الأهم أيضاً هي التضحية أمام اطفالنا بأن نجلس معهم ونناقشهم حتى لا ينساقوا وراء المخدرات والشهوات. ولا بد أيضاً أن تضحّي الأم من أجل تماسك الأسرة والمجتمع ولا تلتفت إلى ما تسوق له جمعيات مشبوهة تدعوا إلى حرية المرأة وتمردها تحت شعارات واهية".
وشدّد على ضرورة الأضحية وإظهار الفرح بهذا العيد، وضرورة السلام والمصافحة والمسامحة.
بعلبك:
سجن رومية
برعاية هيئة رعاية السجناء وأسرهم التابعة لدار الفتوى في الجمهوريّة اللبنانيّة، أقيمت صلاة وخطبتا عيد الأضحى المبارك في سجن رومية أول أيام العيد.
وأكد أمين سر الهيئة والمدرس الديني في السجون الشيخ وليد زهرة على "أهمية الالتزام بطاعة الله عز وجل، لأن في ذلك الفلاح في الدنيا والأخرة أسوة بما حدث مع نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام.
وجرى بعد ذلك توزيع الحلوى على السجناء.
وفي السياق، قال الشيخ نصر الدين الغريب، لمناسبة عيد الأضحى: "يطيب لنا أن نعيد أهلنا في هذا الجبل بعيد الأضحى المبارك والمسلمين والمسيحيّين وجميع اللبنانيّين في هذا الوطن الجريح، أعاده الله علينا جميعاً بالسلام والعزّة والازدهار".
وتابع: "نعم نقول جريحاً لأن جرحه لم يلتئم بعد ولطالما أن هناك أناساً يتناسون أنهم ترعرعوا في لبنان وتنعموا بخيراته. وهل الكيد السياسي يوصلكم إلى السلام؟ وهل العنصرية تبعث الاطمئنان في النفوس؟ وهل التحريض والتحدي يبنيان الأوطان؟ وأنتم أيّها الأخوان المسيحيّون الذين طالما جاهدتم في بناء الوطن وقدمتم التضحيات من أجله، أما آن لكم أن تعودوا إلى ضمائركم وتحافظوا على ما تبقى من هذا الهيكل الذي يتهيأ للسقوط على رؤوس الجميع".
أضاف: "لا تنظروا إلى الخارج أيّها اللبنانيّون ولا ترضخوا لطموحات المستكبرين واحزموا أمركم في التلاقي على طاولة واحدة، ولنتفاهم جميعاً على القواعد الأساسية التي باتت تهدد الكيان، فالتنازل في الأوقات العصيبة لا يفسد في الود قضية. فلبنان ينتظرنا جميعاً لعلّنا نعيد له زهوه ونضارته بين الدول ويعود الأخوان المغتربون إلى ربوعنا مرفوعي الرؤوس بلبنان الجديد وبرجالاته الميامين".
وختم: "وفّقنا الله لما فيه الصلاح وخير العمل وكل عيد وأنتم بخير، أضحى مبارك".
من جهته، ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة عيد الأضحى، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، بعدما أمّ المصلين، ومما جاء في خطبته السياسية: "يطل علينا العيد ونحن نواجه في هذا البلد ظرفاً هو من أصعب الظروف على الصعيد الاقتصادي والمعيشي، ولا نظن أن مرحلة مرت على هذا البلد كمثل هذه المرحلة، حيث اللبنانيون باتوا فيها يفتقدون أبسط مقومات حياتهم وغير قادرين على الحصول على أموالهم التي أودعوها أمانة في البنوك وهي جنى عمرهم، ووصلت تداعياته إلى المس بأمنهم واستقرارهم في هذا البلد. في وقت، يستمر فيه الواقع السياسي على حاله من الانقسام ومن إدارة الظهر لهموم اللبنانيين ومعاناتهم وعدم السعي لإخراج البلد من الانهيار، والذي لن يحصل إلا ببناء دولة قوية قادرة على القيام بمسؤوليتها، والذي نراه يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية قادر على إدارة سفينة البلد إلى شاطئ الأمان وصولاً إلى حكومة كفوءة، حيث ما زلنا نشهد الصراع على هذا الصعيد بفعل الانقسام بين القوى السياسية، والذي عبرت عنه الانتخابات الأخيرة.. فيما لا ما يزال كلٌّ على موقفه الذي أخذه من دون أن يبدي أي طرف اشارة بالتنازل عن خياره، رغم وعي الجميع ويقينه أن لا أحد قادر على حسم خياره بفوز الرئيس الذي يريد، وحتى الان لم تظهر أي بوادر توحي بإرادة جدية للسير بحوار يتحدث عنه الجميع يفضي إلى حل لهذه المعضلة، ما يجعل البلد رهينة الخارج وما يقرره على هذا الصعيد".
وتابع: "إننا في الوقت الذي نقدر أي مبادرة تساعد اللبنانيين على حل وإخراج الاستحقاق الرئاسي من المأزق الذي وصل إليه، فإننا ما زلنا على قناعة أن الخارج المؤثر على الساحة اللبنانية والقوى السياسية لم يـأخذ بعد قراره الحاسم في هذا الشأن، إما لعدم التوافق بين أطرافه، أو لأن الظروف السياسية لم تنضج بعد في حسابات هؤلاء، ما يبقي هذا الملف بكل تداعياته في دائرة الانتظار. إنه من المؤسف استسلام القوى السياسية لهذا الواقع، فيما هم قادرون إن أرادوا وخرجوا من حساباتهم الخاصة ورهاناتهم على فتح منافذ الحوار في ما بينهم للوصول إلى آلية تضمن هذا الاستحقاق وإلى أن يحصل ذلك ما على اللبنانيين إلا أن يقلعوا أشواكهم بأظافرهم وأن يتعاونوا ويتباذلوا ويسند بعضهم بعضاً. وهنا نجدد تقديرنا لكل مبادرات الخير التي تنطلق من أفراد ومؤسسات وجمعيات، ونخص هنا المغتربين الذين لم يتركوا أهلهم وأبناء وطنهم يعانون رغم كل التقصير وحتى الأذى الذي لحق بهم ممن يديرون أمر هذا البلد، ونأمل أن تستمر هذه المبادرات إلى أن يخرج لبنان من واقعه الصعب. ونبقى في الداخل، لنشير إلى ضرورة عدم الغفلة عن الاستعدادات المستمرة التي يقوم بها العدو الصهيوني للعدوان على لبنان وتهديداته، وهو ما تشير إليه المناورات التي يجريها على الحدود، وإن كنا ما زلنا نرى أنها تندرج في إطار سياسة التهويل التي يلجأ إليها للتغطية على العجز الذي يعيشه عن الإقدام على أي عدوان جديد بفعل ما أظهرته المقاومة من استعدادات غير مسبوقة لمواجهته، وما أظهره هذا الشعب من إرادة صلبة في التمسك بكل شبر من الأرض اللبنانية، وهي تجلت ولا تزال في مواجهة كفرشوبا، وفي إسقاط المسيرة من قبل المقاومة، ما يجعل العدو لا يملك الحرية في الجو كما لا يملكها في البر والبحر، وهذا يؤكد على حقيقة طالما دعونا إليها وهي حفظ هذا الموقع من مواقع القوة بدلاً من السعي للتفريط به أو التصويب عليه...".
وقال: "أما على الصعيد العربي والإسلامي، فإننا نحيي كل المبادرات التي جرت وتجري على صعيد التقارب بين الدول العربية والإسلامية، لما في ذلك من تعزيز لقوتها وإزالة فتيل الخلافات والصراعات التي أدت إلى استنزاف قدراتها وإمكاناتها، وأكلت أخضرها ويابسها، وندعو إلى أن تمتين هذه العلاقات على المستويات كافة وتعميقها، والوقوف في وجه المحاولات لتخريب هذه العلاقات ومنعها من تحقيق ما تصبو إليه.
ونبقى في فلسطين، حيث يستمر الشعب الفلسطيني بتقديم التضحيات الجسام في تصديه للممارسات التي يقوم بها جيش العدو الصهيوني والمستوطنين بحقه، ويقدم أنموذجاً في البطولة والفداء رغم قلة إمكاناته وما يعانيه من حصار وقتل وتشريد وإذلال. إننا في يوم التضحية، نحيي تضحيات هذا الشعب ومقاومته وندعو الشعوب العربية والإسلامية إلى دعم صموده وعدم تركه يعاني وحده حتى لا يحقق العدو ومستوطنيه أهدافهم ومراميهم".
وختم: "أخيراً، نتوجه بالدعاء للحجاج لإتمام مناسكهم وتقبل أعمالهم والتهنئة للمسلمين في هذا العيد، سائلين المولى أن يحمل إليهم تباشير الأمن والأمل والسلام والصحة والعافية ويعزز أواصر الوحدة في ما بينهم".
كما عمّت أجواء العيد في أرجاء مدينة صيدا، حيث رفعت التكبيرات من مآذن المساجد وأقيمت الصلاة، والقى أئمة المساجد الخطب التي شدّدوا فيها على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية كخطوة أولى على طريق تعافي البلد من أزماته خصوصاً الاقتصاديّة والمعيشيّة.
وفي مسجد الحاج بهاء الدين الحريري، أدّى مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان صلاة العيد وأمّ المصلين، في حضور النائب عبد الرحمن البزري، المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب بسام حمود، منسق عام تيّار المستقبل في صيدا والجنوب مازن حشيشو، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف والسفير عبد المولى الصلح وحشد من المصلين.
ثم، توجّه المشاركون إلى ساحة الشهداء، حيث قرأوا الفاتحة عن أرواح الشهداء الذين قضوا إبان الاجتياح الاسرائيلي للبنان العام 1982، فيما قرأت النائبة السابقة بهية الحريري الفاتحة عن روح والديها بهاء الدين الحريري وهند حجازي.
و زارت الحريري أيضاً، ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت، حيث قرأت الفاتحة لروحه وأرواح رفاقه الشهداء.
طرابلس:
أمّ مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، المصلّين في عيد الأضحى، في الجامع المنصوري الكبير في المدينة القديمة، في حضور النائبين كريم كبارة واللواء أشرف ريفي، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشرعي الاعلى الوزير السابق عمر مسقاوي، ممثل محافظ الشمال رئيس دائرة البلديات في سرايا طرابلس ملحم ملحم، رئيس بلدية طرابلس المهندس احمد قمرالدين، رئيس مجلس أمناء جامعة الجنان سالم يكن، رئيس سرية درك طرابلس العقيد الأمير ماجد الأيوبي، آمر مفرزة سير طرابلس المقدم زياد جمال، آمر فصيلة السويقة الرائد عبداللطيف الشعار، عضو المجلس البلدي الدكتور عبد الحميد كريمة ورجال دين وحشد من الشخصيات والمصلّين.
وهنأ إمام في خطبة العيد، الطرابلسيين واللبنانيين المصلّين بالعيد، وانتقد المسؤولين، قائلاً: "مسؤولونا لا يتحرّكون لا وفق أمر الله ولا وفق التجرّد للحق ولا وفق مسؤولياتهم واماناتهم، ولا وفق مصلحة الوطن والشعب الذي ائتمنهم على شؤونه وحياته. قسم من هؤلاء المسؤولين يتوسّل الحيل والمناورات والألاعيب ليكرّس نفسه وجماعته، وقسم منهم يتوسّل سطوة القوة وفائض إمكانياته ليفرض ما يريد، وقسم لا يحسن التفاهم ولا يستطيع ترجمة التلاقي وإنتاج الحلول الممكنة إذ غير أداءه وتخبطه أحياناً وعدم جديته وواقعيته أحياناً أخرى وفي كل الأحوال يدفع المواطن المسكين الثمن".