لينا إسماعيل
أكّدت بعلبك بالأمس، مرّة جديدة، أنّها مدينة تضجّ بالحياة، ومساحة لقاء للمدينة وخارجها، بالرغم من أنّها لم تكن بحاجة إلى أيّ تأكيد، وهي التي أعطت لبنان سمةً من سماته وإبداعاً ومبدعين، فيما الساسة أحوج الناس إلى إثبات الأهليّة، بعد أن تسبّبوا مع بعض الغوغائيين في تعريض مدينة الشمس الدائم لاختبار المدنية والنظام، وفي دمغها بصورة المدينة الخارجة على الدولة بكلّ ما تمثّله من تقدّم وانتظام.
أتت مهرجانات بعلبك الدولية اليوم لتُنير ليل بعلبك، ولتكون مساحة حياةٍ، بعد سنوات من الانقطاع بسبب الإجراءات الوقائيّة، وسط تدابير أمنية مشدّدة وملحوظة، تُرجِمت على الأرض من قبل جميع القوى الأمنية في المنطقة.
في افتتاح مهرجانات بعلبك الدولية لم تكن صورة بعلبك إلا الوجه الحقيقي للمدينة وأهلها، ولم تكن إلا البلاد التي لم تحِدْ عن التعلّق بالدولة والنظام، مهما أخطأت هذه الدولة بحقها، وأهدرت فرصاً كثيرة للتنمية السياحية والاجتماعية والزراعية والتجارية... في المدينة.
تصوير وائل حمزة.
وجود السفيرة الأميركية وعدد من السفراء الأوروبيين ووزراء وشخصيات سياسية وفنية وإعلامية لبنانية في المهرجان، وسط إجراءات أمنية ملحوظة تخلّلها تحليق طائرات مروحيّة، ممّا أعاد الثقة بأمن بعلبك الهرمل، بعد أن خيّم الحذر لسنوات في فضاء المدينة.
يقول الدكتور ميشال نمر: "أعتقد أنّ بعلبك عادت إلى زمن المهرجانات الجميل. ولا شك في أنّ التحدّي كبير للغاية، خاصة في ظلّ الظروف الحالية، لكن ما رأيناه من وجود القوات الأمنية على الأرض، وعلى طول الطريق الدولية، شجّعنا على القدوم وإثبات قدرتها على مواصلة عملها في لبنان، لا في بعلبك فقط".
من جهته، أعرب أمين سرّ الاتحاد الدولي للنقابات السياحية إيهاب رعد عن سعادته بالمهرجان قائلاً: "ما شهدته المدينة اليوم أثبت وجودنا، فنحن نعرف كيف نعيش؛ وأثبت أنّ روح التحدّي موجودة في بعلبك، وإرادة العيش بالرغم من كلّ الظروف موجودة، ويجب أن نوفر للناس أجواءً من الفرح، خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة".
كذلك، شكر كلّاً من لجنة مهرجانات بعلبك الدولية والقوى الأمنية، خصوصاً الجيش اللبناني، على ما فعلته اليوم بإعادتها الحياة إلى المدينة.