النهار

"عروسة المتن" برمانا تلبس ثوبها السياحيّ... مصيف لبناني يطلّ على أجمل معالم بيروت (صور)
رنا حيدر
المصدر: "النهار"
"عروسة المتن" برمانا تلبس ثوبها السياحيّ... مصيف لبناني يطلّ على أجمل معالم بيروت (صور)
(تصوير كمال أبو سمرا).
A+   A-
لطالما كانت بلدة برمانا المتنيّة واجهة سياحيّة تتقدّم زيارتها أجندة المغتربين والمصطافين، بفضل مكانتها الجغرافيّة وعلوّها البالغ 750 متراً عن سطح البحر، ومناخها البارد، وحياتها القرويّة التراثية، إضافة إلى إطلالتها على أجمل لوحة طبيعية خطّها اللبنانيون بريشة ثقافتهم وتاريخهم ودمائهم اسمها بيروت التي تبعد عنها نحو 20 كيلومتراً.
 
كما في كلّ سنة، لبست برمانا ثوبها الصيفيّ، فانطلقت التحضيرات باكراً لاستقبال أكبر عدد ممكن من السيّاح، فالبلدية جاهزة، المطاعم، الفنادق، المؤسسات السياحية والمنتجعات، الملاهي الليلية والأسواق التجارية، ولم تتلكأ بيوتها عن فتح أبوابها لمن يُريد أن يمضي عطلة الصيف في ربوعها.
 
 (تصوير كمال أبو سمرا).
(تصوير كمال أبو سمرا).
 
الأشقر
في حديث لـ"النهار" يشير رئيس بلدية برمانا بيار الأشقر الى أن تسمية البلدة "عروسة المتن" جاءت خلال حقبة الأربعينيات والخمسينيات، ولا تزال لغاية اليوم تحمل طابعاً تراثياً إلى جانب الثقافي والتربوي، الذي يتجلّى بوجود أهّم المدارس في لبنان والشرق الأوسط، من ضمنها ثانوية برمانا العالية، التي خرّجت أبرز الشخصيات العربية، مثل سلطان عُمان هيثم بن طارق آل سعيد، رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود، ورئيس الوزراء السابق تمام سلام وغيرهم، لافتاً إلى أنّ "هذه المدرسة شغلت مركز أهّم مؤسّسة تربوية في الشرق الأوسط لتعليم اللغة الإنكليزية، وما تزال تلعب دوراً جوهرياً في استقطاب عدد هائل من الناس، حتّى في موسم الصيف مع "المدرسة الصيفية" تمكّنت من جذب أكثر من 1500 طالب".


من ناحية النشاطات الترفيهية، كشف الأشقر عن أنّ المنطقة تضمّ سلسلة من المطاعم والمقاهي والملاهي، دُمجت بالثقافة التاريخية للمنطقة منذ عام 2014، وذلك في إطار خطّة اقتصادية لتحفيز سياحة المنطقة وقطاع المطاعم. وأضاف: "سعينا إلى فتح ما يُقارب 57 مؤسّسة جديدة عالمية (franchise)، مع الأخذ بعين الاعتبار تنوّع المطاعم وتقديم مختلف المأكولات، بدءاً بالمطبخ الفرنسي، الأميركي، المكسيكي، الياباني والإيطالي وغير ذلك.
بالموازة، تتسّم ليالي برمانا بإيقاع الموسيقى العربية والغربية، مع قدرة استيعابيّة للملاهي تصل إلى حدود استقبال نحو 700 في داخل الملهى الواحد في نهاية الأسبوع، وهذا مؤشر على الإقبال الواسع على المنطقة.

هذه الانتفاضة السياحية يواكبها استقرار أمنيّ مع تسجيل نسبة متدنية جداً من الجرائم. مع العلم، أنّ برمانا "كانت ملجأً خلال الحرب، خصوصاً في ظلّ الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982"، بحسب الأشقر.
 

النشاطات الرياضية، كما ذكرنا، لها أيضاً روّادها وحيثيتها في البلدة، حيث تُعتبر ملاذاً لعشاق رياضة Hiking.


"هايكينغ"
تتمتّع المنطقة بمسارات تخوّل عشاق رياضة المشي السير بين الجبال والوديان المحيطة بالبلدة المتنية المعروفة بطبيعتها الجميلة. وتنتشر رياضة "هايكينغ" من خلال نشاطات تنظمها جمعية "برومانا هايكينغ غروب".
 
في السياق، أفصح مؤسّس الجمعية كمال أبو سمرا لـ"النهار" عن بداية المشروع الذي بدأ عام 2014 بغية جمع عشاق رياضة المشي وتسلّق الجبال من دون التكبّد بأيّ مصاريف كبيرة، مضيفاً: "بالرغم من كون المنطقة سياحية وثقافية، فإنّها تضّم طبيعة خلابة، ومسارات مخصّصة للمشي، تمتّد على طول 7 كم، وتشغل ما يقارب 70 في المئة من المنطقة، من ضمنها مسار الصنوبر الغربيّ الذي يطلّ على البحر".
 
وهذا ما دفع المنظمون إلى استثمار الطبيعة في نشاطات ترفيهية ورياضية، تساهم في التنمية الذاتية، وتفتح نافذة التعرّف على البلدة وخباياها. ويقول
أبو سمرا: "إننا ننطلق دائماً من ملعب بلدية برمانا إلى مسارات مختلفة، حيث تضعه البلدية بتصرّفنا، ولدينا 7 مسارات أساسية نمارس رياضة المشي والتسلّق عبرها. لكن أبرز نشاطاتنا السنوية أو ما نسمّيه بـ"فلكلور برمانا" هو المشي في آخر أسبوع من شهر تموز على "أدراج برمانا"، أي 64 درجة تصل مسافتها إلى 12 كم".
 
برمانا حلقة من سلسلة. فلبنان الكبير لا يقتصر على مداه الجغرافيّ فقط، بل على ما يكتنزه من قيم ومقدّسات وتراث وتاريخ، فيكون دائماً وأبداً قِبلة الإنسان اللبناني والأجنبي من أيّ بقعة في العالم.
 

اقرأ في النهار Premium