طوني فرنجيه
إهدن التي لا تنام على مواعيد جديدة، في هذا الصيف، مع السهر والطرب والنشاطات السياحية والبرامج، التي تنظمها جمعيات أهلية بالتعاون مع البلدية، لاستقطاب السيّاح والمغتربين، إلى جانب "إهدنيات" في دورة جديدة بعد الكورونا تراعي كلّ الأذواق والأعمار .
والنشاطات المستمرة على مدار الصيف تتعدّد أماكنها وبرامجها، ويتنوع المشاركون فيها حسب رغباتهم وهواياتهم.
فالمشي على الدروب الجبلية، وفي محميّة حرش إهدن الطبيعية، يستقطب يومياً، إلى أبناء إهدن والمصطافين فيها، مجموعات تنظم رحلاتها مع لجنة إدارة المحميّة، أو مع فريق "إهدن سيزنز" أو الناشطين من أبناء البلدة، الذين يعملون أيضاً على تنظيم الرحلات إلى المناطق اللبنانية كافة.
والميدان الذي لا ينام تتعدّد في ساحته النشاطات الترفيهية، ويحلو فيه السهر حتى ساعات الفجر الأولى حين تنتهي السهريّة "بكاسة سحلب" ذاع صيتها حتى ديار الاغتراب.
من جهته، نشاط "يلا ع جرودنا"، الذي تنظّمه الناشطة ريبيكا المصري مع فريق عمل من شباب وصبايا إهدن، اختار له هذا العام موقعاً جديداً بعيداً عن القرنة السوداء، حيث كانت انطلاقته في الصيف الماضي، فحطّ رحاله هذا الصيف في محلة "الجوزة" في جبل مار سركيس، في المنطقة المعروفة بـ"حميصرون" في جرد إهدن، الملاصق لـ"بغلة بشري". ويتضمّن عدة نشاطات هذا العام كالأغاني والرقص، فضلاً عن متابعة المغيب من أعالي قمم إهدن، ومراقبة "نوم" الشمس في المتوسط، على الساحل الشمالي، حتى "تستفيق" فجراً من وراء جبالنا، حيث السهر يمتدّ من المغيب إلى الشروق، ويستمرّ النشاط ليوم كامل من الرياضات المتنوّعة والمشي.
تقول المصري التي تأتي من أوستراليا: "كلّ همّنا كفريق عمل تأمين يوم راحة للمشاركين، وأن نشجّع السياحة في إهدن، وأن نستقطب أناساً جدداً لتشجيع الحركة السياحية والاقتصادية، وأن نؤسّس لغد أفضل يسمح لشبابنا بالعودة إلى لبنانهم، بدل ان يستمرّوا بالتفكير في الهجرة إلى الخارج لإيجاد فرص عمل".
وتوقعت المصري أن يتخطى عدد المشاركين في نشاط "يلا ع جرودنا" هذا الصيف الـ500، مقارنة بالعام الفائت. أمّا موعده فهو عند الخامسة من عصر الـ22 من تموز الجاري، وينتهي عند الخامسة من بعد ظهر الـ23 من تموز، لتكون ساعات النشاط أربعاً وعشرين ساعة مستمرة بحيويّة ومن دون كلل أو ملل". وختمت: "كونوا كتار ولاقونا ع الجرد".
وفي روزنامة النشاطات الإهدنية أيضاً "مهرجان النبيذ" في دير مار سركيس - إهدن، ويستمرّ لثلاثة أيام، في الـ4و5 و6 من آب المقبل، ويترافق مع نشاطات فنيّة عدّة في باحة الدير الكائن بجوار النبع.
إلى ذلك هناك نشاطات على مدار مئة يوم من إعداد فريق "إهدن سيزنز"، بالتعاون مع البلديّة وجمعيات عدّة، تتنقل أماكنها، وتتنوّع نشاطاتها بين الشوارع والمحميّة والأماكن العامة، بهدف استقطاب السيّاح والزوار.
ولا ننسى ما يقدّمه مهرجان إهدنيات من سهرات متنوّعة، جعلت شهرته تتخطّى حدود لبنان، حيث يقصده زوار أجانب وسيّاح ومغتربون لتنوّع حفلاته وتعدّدها.
وتنشط في إهدن صيفاً السياحة الدينية أو ما يعرف بالحج الديني إلى كنائس البلدة، وأديرتها الأثرية؛ ففيها كنيسة "مار ماما"، وهي أقدم كنيسة مارونية في الشرق، ودير "مارت مورا" مهد الرهبانيات اللبنانية المارونية. ومن المقرّر أن تضاف كنيسة جديدة هذا العام إلى إهدن باسم القديس شربل، وسيدشّنها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يوم الجمعة في الـ14 من الجاري، عند مدخل تحويرة إهدن الجديدة.
وللثقافة في صيف إهدن حصة كبيرة، فهناك معرض سنويّ للكتاب، ومعارض فنية متنوّعة، وندوات ومحاضرات في مختلف المجالات للتوعية والإرشاد والتوجيه. "فأهلا بكم في إهدن وع إهدن شرّفونا".