النهار

"شو قولك" يُنهي موسمه الأوّل... زافين لـ"النهار": الأمل الشباب
إسراء حسن
المصدر: "النهار"
"شو قولك" يُنهي موسمه الأوّل... زافين لـ"النهار": الأمل الشباب
"شو قولك".
A+   A-
انطلق في الأسبوع الأول من حزيران الفائت برنامج "شو قولك" من تقديم الإعلامي زافين قيومجيان، وعُرض في بثّ موحّد على عدد من القنوات اللبنانية.

البرنامج هو ضمن إطلاق مشروع "صنّاع الرأي" الذي تنظّمه "مبادرة مناظرة"، عالج أسبوعياً عناوين عريضة متعلّقة بالشأن العام اللبناني، عبر أسلوب المناظرة بمشاركة وازنة للشباب في تقديم وجهات نظرهم وإعلاء أصواتهم غير المسموعة أمام ضيوف آخرين مشاركين.

انتهى الموسم الأول من البرنامج قبل أيام، بعد 6 حلقات حضر فيها نقاش مدروس لأبرز القضايا اللبنانية، فتابع المشاهد مناظرة بين فريقين: مساندة ومعارضة، بأجواء خلت من المشهدية الإعلامية المشتعلة التي اعتاد الجمهور متابعتها على طريقة حلبات المصارعة، ودائماً كان للإعلامي اللبناني زافين دور فاعل في تصويب آليّة المناظرة حتى لا تحيد عن مسارها.

يقول زافين لـ"النهار": "أهمية هذا البرنامج تكمن في مناظرات لبنان الوطنية التي قدّمت ككل البلدان في العالم، مع الإشارة إلى وجود نوادٍ للمناظرات وجلسات النقاش في لبنان، وقد اكتشفنا ذلك أخيراً خصوصاً خارج المدن الكبرى حيث توجد ثقافة المناظرات، فالكثير من الأحزاب والكشافة وحتى الجامعات تنظم للفئة الشبابية هذه المناظرات، حتى إنها تُعدّ جزءاً من التسلية الوحيدة بين أهالي الضيع".

يضيف: "قدّمت "مبادرة مناظرة"، عبر "شو قولك"، فورما تتناسب مع البث التلفزيوني اللبناني في برنامج لصنّاع الرأي، بعد تدريب مجموعة مختارة من الشباب على المناظرة ومهارات قيادية وحوارية. فأثمر الموسم الأوّل 6 حلقات بعناوين تحاكي الأوضاع الآنية".

يتابع: "لا شكّ في أنّ التجربة جديدة في لبنان، خصوصاً أنّ هذا البرنامج اعتمد البث الموحّد عبر عدد من المحطات اللبنانية، فجميل أن نرى توحّد الإعلام اللبناني في تغطية هذا البرنامج وليس حصر مشهديته في نقل المؤتمرات الصحافية الرسمية والحوادث الأمنية".

ولعلّ ما جذب زافين إلى هذا البرنامج وجود العنصر الشبابي: "ما زال هناك شباب لم يلوّثهم الجوّ العام. الوعي الأوّلي لهؤلاء كان في ثورة 17 تشرين، حيث تعرّفوا إلى السياسة من خلال الأجواء الثورية التي شهدها البلد. لذلك، قبل أن يبلور هؤلاء فكرهم السياسي، كان وعيهم على سياسة المعارضة وحقّهم في رفض الواقع المعيش بعيداً من الأفكار الطائفية".

أمّنت "مبادرة مناظرة" لهؤلاء الشباب ورش عمل وتدريب مكثّفة، وأعدّتهم ومكّنتهم كي يكونوا قادرين على المشاركة في المناظرة ضمن البرنامج وصنع محتوى هادف. أما دور زافين، فلم يكن يشبه ما اعتاد تقديمه في البرامج الحوارية التي كان يقودها: "في هذا البرنامج، أنا مسهّل ومنظم النقاش، دوري ضابط إيقاع والتأكد من عدم وجود تجاوزات أخلاقية. البرنامج بحاجة لإعلامي ناضج يريّح الشباب خلال التعبير عن أنفسهم".

طوال مسيرة زافين الاعلامية، كان هاجسه نقل رأي الشباب، وقد أفلح عبر ما قدّمه في إيجاد منبر للشباب والمراهقين، بعدما كان التلفزيون يصبّ تركيزه نحو كبار السن والأطفال ويهمّش الفئة الشبابية. ويضاف عامل آخر جعل من التجربة الجديدة لزافين أكثر متعة، يتمثّل بحضوره الحيّ في التعامل مع هذه الفئة العمرية من خلال تدريسه في الجامعات، فازدادت متعته هذه المرة عندما كان مشاركاً في تأمين هذه المساحة للشباب".

ويلفت إلى أن "هذا البرنامج كان بمثابة تطوّر طبيعي في مساري الإعلامي، ولم يكن الهدف منه إثبات مهاراتي الحوارية، بل احتضان الشباب الذين يبحثون عن منبر مريح للتعبير عن آرائهم. هناك برامج تعتمد الإثارة وهذه موجودة دائماً، ولطالما كنت دائم البعد عنها لأنّ هدفي كان مصوّباً تجاه المحتوى والمضمون والرسالة، علماً بأنني لم أتخلّ يوماً عن الجانب الحرفي لصناعة حلقة تشدّ الانتباه، بل قدّمت هذا التوازن ولم أكن يوماً فاجراً أمام الشاشة الصغيرة، لذلك عمّرت أكثر من غيري عليها".

بعد انتهاء الموسم الأول من "شو قولك"، لمس زافين وجود شباب توّاق للتغيير، يبحث عن مساحة للحوار والتعبير عن رأيه "هؤلاء الشباب كانوا دائماً موجودين، ولولا وجودهم لكنّا في موضع حرب دائمة. كل ما هو جميل حصل بسبب الشباب الواعي. ولا أنكر أنّ هذا البرنامج حرّك النوستالجيا التي ما زلت أحتفظ بها في برنامج "المتفوقون"، الذي عُرض على تلفزيون لبنان عام 1980 في أسوأ أيام الحرب، وكان عبارة عن مسابقة بالمعلومات العامّة وكان من إعداد الراحل مروان نجّار وتقديم الإعلامية سعاد قاروط العشي. ففي ظل التقاتل الدموي، كان هناك برنامج يستضيف شباباً من كل المناطق كي يتسابقوا في المعرفة، لذلك ما زلت إلى اليوم مؤمناً بأن الشباب هم الملاذ الوحيد لتحقيق التغيير المطلوب".

الموسم الثاني من البرنامج ينطلق في الخريف المقبل، ويشيد زافين بالتعاون الذي يرغب في تكراره مع "مبادرة مناظرة".

اقرأ في النهار Premium