"ذكيّة ومليانة حياة"، ناشطة في أكثر من مجال سياسيّ ورعوي واجتماعيّ ورياضيّ، شغّيلة وسيّدة أعمال، تتقن عملها في مؤسّستها لتنظيم الحفلات تلك بعض الصفات التي ترافق اسم ماريا حتّي، ابنة بلدة تعلبايا، التي زهقت اليوم حياتها برصاصة ذكوريّة لا تقبل بحريّة الرفض.
في موقف السيارات لمقهى وفرن في كسارة بزحلة، لا تهدأ فيهما حركة الروّاد والمتسوّقين، كمن شبل أبو نجم لماريا التي كانت تتناول وجبة الغداء مع والديها في المقهى، وبحسب شهود عيان، حام حولها وتبعها إلى دورة المياه محاولاً التحدّث معها لكنّها تجاهلته. انتظرها في سيّارته لتغادر، وما إن همّت بالصعود إلى سيّارتها الرباعيّة الدفع حتّى ترجّل وأطلق عليها رصاصة في الرأس كانت كفيلة بإردائها، ثمّ أطلق على رأسه النار وسقط مضرّجاً بالدماء ليفارق الحياة في المستشفى تاركاً خلفه زوجة وابنة صغيرة.
وقد هزّت الجريمة المزدوجة المجتمع الزحليّ، ونعى كثيرون بلوعة المغدورة على وسائل التواصل الاجتماعيّ، لكونها وجهاً معروفاً بنشاطها المهنيّ والاجتماعيّ، متعاطفين مع مصاب والديها وهما مدرّسان علّما أجيالاً قبل تقاعدهما، كما حُملت منشورات تعارض السلاح المتفلّت، وتزايد الجرائم في حقّ النساء قمعاً لحريّاتهنّ.