في النسخة الـ11 من سلسلة "لقاء مع فنان" المبادرة التي تستضيفها السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا في مبنى السفارة في عوكر، حلّت الثقافة والموسيقى وتجسّدت بشخصَي أليسار وإيفان كركلّا.
كانت كلمة للمخرج المسرحي إيفان كركلّا شدّد فيها على أنّ "قوّة الفنّ والثقافة تكمن في جمع العالم، لاسيّما أنّنا نعيش أوضاعاً صعبة جداً في لبنان. وعندما افتتحنا عرض "فينيقيا" في 13 نيسان، كان القرار أن يتمّ العرض لمدّة أسبوعين فقط، واليوم ندخل في الشهر الرابع من هذه العروض، وهذا دليل على أنّ المهمة يجب أن تذهب في اتّجاه إعادة الفرح والثقة إلى جمهورنا في لبنان، ليس فقط عبر "كركلّا"، بل جميع ما يشمله الفنّ والثقافة كي نبقى مستمرّين".
(نبيل إسماعيل)
يقدّر كركلّا لفتة السفارة الأميركية التي تكرّم مسرح كركلّا بعد مسيرة تخطّت الـ 55 عاماً، مقدّمة الثقة والتشجيع للإبداع اللبناني، ويقول: "نحن بحاجة إلى تشجيع البنية التحتية كي يصل إبداع فنّانينا إلى خارج حدود لبنان. وهذا الدعم يضع على عاتقنا مسؤولية كبيرة للاستمرار والمواظبة كي نحافظ على هويتنا".
ويضيف: "نحن من بعلبك ولا نخرج عن عباءتنا، لكننا في الوقت نفسه نحاول أن نحدث كلّ شيء، لا نلغي تقاليدنا أو فولكلورنا، لكنّنا نحاول قدر الإمكان أن نقدّم هذا الفنّ بطريقة جديدة مع إضافات بسيطة وحديثة من شأنها أن تضفي شيئاً من التجديد".
يشاطر إيفان الرأي المتحدّث الإعلامي باسم السفارة الأميركية في لبنان جيك ويلسون الذي يعتبر أنّ "هدف هذه المبادرة تسليط الضوء على الفنانين اللبنانيين في مجالات مختلفة من الفنون والثقافة"، مضيفاً أنّ "هذه السلسلة من المحاضرات والمناقشات التي نظّمت مع فنانين في السفارة الأميركيّة خير دليل على التنوّع في المجال الثقافي، ونحن نريد دائماً أن نعرض ونقدّم دعمنا في هذه المجالات المختلطة."
أتاح هذا اللقاء الفرصة للاستمتاع مجدداً الى قصة المبدع عبدالحليم كركلّا، إذ روى إيفان حكاية والده الذي كان متأثراً في بداياته بمدرّبه اليوناني إيفان بسياكس، فكانت المرّة الأولى التي تلفته العلاقة بين العقل والجسد، ما حثّه على التمرّن لأجل إتقان حركات الرّقص.
حضر اللقاء أيضاً مصمّمة الرقص أليسار كركلّا التي استعادت اللحظات الصعبة التي عاشها العالم بسبب جائحة كورونا: "الحياة توقّفت وكان من السّهل جداً أن نغلق نحن أيضاً أبوابنا، إلّا أنّنا رفضنا من أجل الشباب والراقصين. رفضنا من أجل الوطن. ومع بداية عودة الحياة إلى طبيعتها عدنا بقوّة وفتحنا أبوابنا أمام الجميع."
وتتابع: "الأزمة الاقتصادية كانت عائقاً كبيراً أمام عودة الراقصين، لكنّنا تغلّبنا عليها وجعلنا المدرسة والتدريب متاحَين لجميع من يودّ ويرغب في التعلّم والانضمام إلينا، لم تكن الأموال عائقاً لأنّنا نعمل من أجل لبنان وشبابه."
ثمّ كرّمت السفيرة الأخوين كركلّا بدرع تقديريّ لعطاءاتهما ونجاحاتهما، وهما بدورهما بادلاها الهديّة بعباءة كركلّا صمّمت خصيصاً للسفيرة شيا.