ارتفعت حدّة الاشتباكات الدائرة في مخيّم عين الحلوة في صيدا في يومها الثالث على التوالي، رغم القرارات التي اتخذتها مختلف القوى الفلسطينية مع الأحزاب اللّبنانية، خصوصاً "أمل" و"حزب الله" و"التنظيم الشعبي الناصري"، بوقف إطلاق النّار وسحب المسلّحين من الشوارع.
وأفاد مراسل "النهار" أن الوضع عاد لينفجر من جديد في المخيّم، وذلك في ظل إطلاق نار غزير وقذائف صاروخية تتركّز ضمن أحياء البركسات والطوارئ وبستان القدس ومحطة جلول والشارع التحتاني.
وتساقط الرصاص الطائش خارج المخيم في ضواحي صيدا الشرقية والجنوبية والغربية.
وذكر مراسل "النهار" سقوط قذيفة بعد حاجز الجيش عند المدخل الشمالي لتعمير عين الحلوة وللمخيم الشارع التحتاني، قرب مسجد الموصللي الذي يأوي نازحين من سكان المخيم.
إلى ذلك، نقل المراسل أيضاً معلومات أولية أكّدت قيام مجموعات مسلحة من حركة "فتح" بعملية اقتحام في مخيم الطوارئ الذي يتحصن فيه المسلحون الإسلاميون المتشدّدون، علماً أن عصبة "الأنصار" لديها حضور في هذا المخيم.
فمسلّحو الطرفين المتقاتلَين من عناصر حركة "فتح" والعناصر الإسلامية المتشدّدة، لا سيّما بقايا "جند الشام" و"الشباب المسلم" و"مجموعة بلال بدر"، واصلوا طوال الليل وحتى ساعات صباح اليوم الأولى تبادل إطلاق النّار والقذائف الصاروخية، وتركّزت بين حيّ البركسات، معقل "فتح"، وحيّ "الطوارئ" مركز تمركز الإسلاميين.
ومن المقرّر أن تُشيّع حركة "فتح" اليوم ثلاثة من عناصرها الذين قُتلوا خلال الاشتباكات، بعد أن شيّعت عصر أمس مسؤول قوّات الأمن الوطني، العميد محمد حسن العرموشي "أبو أشرف" مع أحد مرافقيه موسى فندي في جبانة مخيم الرشيدية جنوب صور.
ويتوقّع أن تتراجع حدّة الاشتباكات وتبادل إطلاق النّار ومحاولات الكرّ والفرّ قبل موعد مراسم التشييع التي ستكون سريعة جداً.
في الإطار، أعلن صباح اليوم إلغاء اجتماع كان مقرّراً عقده ظهراً في مكتب مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان في دار الإفتاء بين ممثلي هيئة العمل الفلسطينيّ وهيئات وفاعليات صيداويّة من دون معرفة أسباب الإلغاء.