النهار

هدوء حذر في عين الحلوة بعد اشتباكات بين "فتح" والإسلاميين المتشدّدين (فيديو - صور)
أحمد منتش
المصدر: "النهار"
هدوء حذر في عين الحلوة بعد اشتباكات بين "فتح" والإسلاميين المتشدّدين (فيديو - صور)
المدخل الغربي لمخيّم عين الحلوة (أحمد منتش).
A+   A-
أفاد مراسل "النهار" بأنّ أجواء من الهدوء الحذر تسود في مخيّم عين الحلوة بعد الاشتباكات العنيفة ليلاً بين مسلّحي "فتح" والإسلاميين المتشدّدين.
 
ومنذ ساعات الصباح الأولى توقّفت الاشتباكات نهائياً ولم تُسمع حتى هذه اللّحظة أي طلقة رصاص واحدة داخل المخيّم، مما سمح للمدنيّين بالدخول إلى المخيّم والخروج منّه وغالبيتهم يعبرون سيراً على الأقدام، خصوصاً عبر حاجزي الجيش _  الحسبة الطرف الغربي للمخيّم وحاجز الجيش قرب مستشفى صيدا الحكومي المدخل الشمالي للمخيّم. فيما أققل الجيش المدخل الشمالي الشارع التحتاني القريب من مخيّم الطوارئ وذلك وسط إجراءات وتعزيزات امنيّة مكثّفة للجيش.
 
الصور بعدسة الزميل أحمد منتش:
 
 
وعمّم مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان على أئمة وخطباء المساجد في المدينة التركيز في خطب الجمعة (يوم غد) على الوضع في المخيّم والدعوة لتثبيت وقف إطلاق النار بشكل دائم ونهائي ولتغليب صوت الضمير والوجدان الفلسطيني الوطني.
 
وقبل بزوغ فجر اليوم السادس من الاشتباكات المسلّحة، التي اندلعت مساء يوم السبت الفائت، عقب محاولة اغتيال ناشط إسلامي في مخيّم عين الحلوة في صيدا، والتي اشتدّت بشكل كبير وخطير بعد اغتيال القيادي في حركة "فتح"، مسؤول قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا العميد محمد العرموشي (أبو أشرف) مع 4 من مرافقيه في مكمن مسلّح، وجّهت "فتح" أصابع الاتهام إلى "جند الشام" وعناصر إسلاميّة "إرهابية"، على الرغم من تراجع حدّة الاشتباكات في اليوم الخامس على مواصلة تبادل إطلاق النار والقذائف الصاروخية؛ وذلك نتيجة الجهد الذي بذلته هيئة العمل الوطني الفلسطيني، بالتعاون مع بعض الأحزاب اللبنانية، خصوصاً حركة "أمل" و"التنظيم الشعبي الناصري"، الذين تمكّنوا عصر أول أمس من الدخول إلى المخيّم بهدف تثبيت قرار وقف إطلاق النار وإزالة كلّ المظاهر المسلّحة من الشوارع والأحياء السكنية. لكن هذه الاشتباكات تجدّدت قبل منتصف ليل الخميس بشكل مفاجئ وعنيف جداً، واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية ومدفعية الهاون من عيار 60 ملم، وتركّزت بداية على محور حي البركسات، معقل حركة "فتح"، ومخيّم الطوارئ معقل الإسلاميين المتشدّدين و"عصبة الأنصار" الإسلامية.
 
 
ترافقت هذه الاشتباكات مع محاولات اقتحام لحيّ الطوارئ وبعض الأحياء الأخرى، وتبادل طرفي الصراع الاتّهامات لجهة من قام أولاً بشنّ الهجمات، إذ أعلن مسؤول قوات الأمن الوطني الفلسطيني في مخيّمات لبنان اللواء "أبو عرب" أن عناصر من "جند الشام" "حاولوا التقدّم باتّجاه مواقعنا وتصدّينا لهم بقوّة"، فيما الناطق الرسمي باسم "عصبة الأنصار" الإسلامية الشيخ أبو شريف عقل ردّ على اتّهامات "أبو عرب"، متّهماً حركة "فتح" بشنّ هجوم من حيّ البركسات على منطقة الطوارئ. وقال "إن عناصر متفلّتة في حركة فتح في منطقة البركسات لا تُريد الهدوء لمخيّم عين الحلوة، ومصرّة على زجّ عصبة الأنصار في آتون هذه المعركة، التي ليس فيها خاسر إلّا أهلنا وشعبنا".
 
 
وأضاف: "نحن فقط، من بين كل القوى في المخيّم، نتعرّض لهجوم  على منطقة الطوارئ. وبعد أن أدّينا صلاة العشاء في مسجد زين العابدين، فوجئنا بإطلاق النار والقذائف. و"أبو عرب" يقول هم هجموا علينا. عليه أن يحترم عقول الناس! هم يتعدّون علينا، وعلى الجميع أن يفهموا ذلك. هم مصرّون على زجّ عصبة الأنصار في هذه المعركة، وهذا الأمر لا نزال نرفضه رفضاً قاطعاً حتى هذه اللحظة".
 
 
إطلاق الرصاص بغزارة وأصوات انفجار القذائف الصاروخية استمرّ حتى ساعات الفجر الأولى، فيما توسّعت رقعة تبادل الرصاص والقصف لتمتدّ إلى أحياء "البستان"، و"حطين"، و"الصفصاف"، و"جبل الحليب"، و"راس الأحمر"، وبعض الشوارع والأزقة. وتساقط بعض من هذا الرصاص كالعادة خارج المخيّم في صيدا وضواحيها.
 
 
ومع بدء تجدّد الاشتباكات، سُجّلت موجة نزوح كبيرة من داخل المخيّم، في الوقت الذي عملت فرق الإسعاف والكشافة على إخلاء عدد من النازحين الموجودين في باحات مسجد الموصللي في صيدا القريب من المدخل الشمالي لـ"تعمير عين الحلوة" (الشارع التحتاني)؛ وذلك بعد سقوط قذيفتين في محيطه، علماً بأنّ الجيش اللبناني لديه مركز  قبالة المسجد، وحاجز ثابت عند مدخل التعمير.
 
(فتح بعض المحال التجارية في محلة تعمير عين الحلوة الملاصق للمخيّم)
 
المعلومات الأوليّة عن الإصابات أفادت بسقوط قتيل واحد على الأقلّ، وأكثر من 4 جرحى، نُقل بعضهم إلى مستشفى الهمشري، علماً بأن هُويّة أيّ قتيل أو جريح لدى الإسلاميين في أحيائهم لا يُمكن التأكّد منها، أو حتى معرفتها، لأنّ أيّ جريح يُعالج لديهم داخل عيادات خاصّة، وأيّ قتيل لا يتمّ التأكّد منه إلّا في حال أعلنوا عنّه.
 
 
ميدانياً، لم يعرف بعد إن كانت حركة "فتح" استطاعت تسجيل أيّ خرق أو تقدّم باتّجاه الأحياء التي يتمركز فيها الإسلاميون، خصوصاً في حيّ "الطوارئ"، الذي تتركّز عليه هجمات "فتح"، ويتعرّض للقصف الصاروخيّ المركّز.
 

اقرأ في النهار Premium