مشهد الدمار والحرائق يُدمي القلوب. خراب أصاب بيوت وممتلكات الفلسطينيّين داخل الأحياء السكنيّة في مخيم عين الحلوة، بفعل الاشتباكات العنيفة والمدمّرة التي اندلعت قبل أسبوع بين مسلّحي حركة "فتح" والعناصر الإسلاميّة المسلحة، خصوصاً المتشددين منهم، على خلفية حادثة مقتل عبد فرهود وجريمة اغتيال القيادي في حركة "فتح"، مسؤول قوات الأمن الفلسطيني اللواء محمد العرموشي مع أربعة من مرافقيه.
(أحمد منتش)
مشهد انعدام الحياة العامة وحركة الناس والسيارات التي كانت لا تهدأ طوال النهار والليل بشكل طبيعي، أيضاً يُشعرك بالحزن والأسى، وهذا المشهد لا زال يطغى داخل المخيم على الرغم من توقف الاشتباكات وإطلاق النار لليوم الثالث على التوالي.
في جولة "النهار" داخل بعض الأحياء التي كانت مسرحاً لتبادل القصف وإطلاق النار، كانت حركة الناس فيها شبه معدومة كليّاً، إذ إنّ معظم البيوت والمحال والسيارات فيها دُمّر كليّاً أو جزئيّاً، والبعض الآخر احترق بالكامل.
قلّة من أصحاب المحال عادوا إلى عملهم، خصوصاً في سوق الخضر والفاكهة واللحوم. وقلة من الناس خرجوا لشراء بعض احتياجاتها. العناصر المسلّحة بعضها كان لا يزال غارقاً في نوم عميق، وآخرون يحرسون مداخل مكاتبهم ومراكزهم وعيونهم تراقب بعضها البعض في نقاط التماس، بخوف وحذر من تعرّضهم لرصاص قنص من هنا أو من هناك، لذلك لا تزال العوائق والخيم والستائر تتوسّط الطرق العامة وفي النقاط المكشوفة والفاصلة عن الأحياء التي يتواجد فيها "الإسلاميّون" من جهة و"الفتحاويّون" من جهة أخرى.
هل يصمد وقف إطلاق النار، أم ستقع جولة جديدة من الاشتباكات؟ أكثر من مصدر أجمع على عدم تجدّد أيّ اقتتال في الوقت الراهن، ولكن المخيّم أصبح في حالة فوضى، يمكن أن تتخلّلها حوادث اغتيال أو تصفيات بعد وقت، وأخطر ما في الأمر هو عودة الأحياء السكنيّة إلى مربّعات أمنيّة، كلّ مربّع يخشى ويخاف الآخر، بعد أن ظلّ لسنوات يعيش وسط أجواء أمنية وحياة طبيعيّة جدّاً.