أكثر من 2500 طالب وطالبة من مدارس منطقة بعلبك - الهرمل، عاشوا يوماً عسكرياً بامتياز، داخل ثكنة محمد مكي في بعلبك، من دون أن تمنعهم حرارة شمس آب ولهيبها من قضاء ساعات مع ضباط وجنود الجيش، بدعوة من قيادة الجيش - مديرية التوجيه ضمن فعاليات اليوم المفتوح تحت عنوان "معاً نحو مجتمع آمن"، تخللته أنشطة توجيهية وترفيهية وعسكرية.
ظهرت فرحة أطفال بعلبك بعد أن اقتربوا من الآليات العسكرية التابعة لفوج الحدود البري الرابع، وركبوا جنباً إلى جنب مع جنود الفوج الذين كانوا دائماً يخشونهم، لكن الجيش قال لهم اليوم: "أنا هنا لحمايتكم تحت علم واحد يجمعنا، لبناء بلدنا لبنان على قيم حب الوطن واحترام القانون والانضباط والالتزام".
يوم مفتوح تضمن أنشطة عسكرية تتعلق بمكافحة آفة المخدرات، وتعزيز التفاعل بين الجندي والطالب من أجل تعزيز الوعي الوطني والانضباط وتنمية المهارات القيادية.
وشمل عرضاً عسكرياً، بما في ذلك عرض جوي لطوافات عسكرية، والمشاركة الفنية للفنان معين شريف في حضور وفد من فريق التدريب الاستشاري البريطاني وملحقين عسكريين أوروبيين وممثلي جمعيات خيرية دولية ومحلية وأهالٍ.
بدأ الحفل بتكريم العلم اللبناني، وفيه تجدد القسم للدفاع عن الوطن من كل أخطار العدو الإسرائيلي والإرهاب وانتشار آفة المخدرات، بالإضافة إلى حماية المواطن والحفاظ على أمنه وسلامته. ثم عرض عسكري.
وكانت كلمة قائد فوج اللواء السادس العميد الركن جرجس الصحيح، الذي شكر فيها قائد الجيش العماد جوزف عون لإتمام هذا اليوم ونجاحه، ولفريق التدريب الاستشاري البريطاني لتقديمه الهدايا التي وزّعت على الطلاب، وأصحاب الأيادي البيضاء الذين قدموا مايلزم من ضيافة.
ولفت إلى أنه بمراسم تكريم العلم نجدد القسم في الدفاع عن الوطن من كافة الأخطار خطر العدو الإسرائيلي وخطر الإرهاب وخطر تفشي آفة المخدرات بالإضافة إلى حماية المواطن وحفظ أمنه وسلامته.
وأوضح أن الهدف من هذا اليوم هو الوصول معاً إلى مجتمع آمن بعيد عن المخدرات وظاهرة السلاح المتفلت وإطلاق النار في مناسبات الحزن والفرح.
ثم كلمة قائد فوج الحدود البري الرابع في بعلبك العميد الركن عباس بدران لفت فيها إلى أن حدث اليوم يعكس أهمية الشراكة الحقيقية التكامليّة بين المجتمعين العسكري والمدني في مكافحة المخدرات من أجل مجتمع أكثر أمانًا وصحّة وسعادة "وأمامنا مهمّة تثقيف الشباب على أضرار المخدرات، وتشجيعهم على تجنّبها، وكذلك العمل معًا لتوفير فرص عمل لينشط الشباب على صعيد الإنتاج بدل الاستسلام للفراغ والاستهلاك وافتقاد المعنى".
وأكد التزام قيادة الجيش بمواصلة دورها الخاصّ في مواجهة هذه الآفة المدمّرة للانسان والمجتمعات والأوطان بإجراءات توعوية.
وتوّجه إلى التلاميذ بالقول: "أنتم مستقبل الوطن وكنزه، وما يقوم به الجيش هو لحمايتكم وتوفير الحياة الكريمة لكم ولأسركم، في المنزل والمدرسة والعمل والمجتمع".
وأوضح مدير التخطيط للتواصل الاستراتيجي العميد الركن الياس عاد في تصريح خاص لـ"النهار" أن الهدف من هذا اليوم هو التفاعل بين العسكريين وأهالي المنطقة للمشاركة في يوم فرح لمناسبة عيد الجيش مع أبناء أهلنا وخاصة شباب المستقبل هؤلاء الطلاب".
وأضاف: "نحن ندرك جيداً حب كل أبناء المنطقة للجيش، لكن من الجيد والرائع أن يكونوا معاً في يوم واحد يتعرفون على مهام الجيش وحياته الحقيقية من خلال رؤيته وسؤاله عن المهام التي يقوم بها والغرض من تنفيذها وهي حمايتهم والتوعية بأخطار المخدرات، تالياً إن التقارب والتلاحم دليل على العافية، وهؤلاء الشباب يتعرضون لمخاطر كثيرة في هذه الأيام، بما في ذلك المخدرات، لذلك عندما يرون رجلاً عسكرياً أثناء قيامه بواجباته لدرء هذه الأخطار، يشعرون بها ويتذكرون هذا اليوم ويقولون في أنفسهم: "نحن وهذا العسكري واحد نعمل على خدمة بلادنا".
وعن أهمية وجود طفل من منطقة نشأ فيها على الفوضى الأمنية سابقاً ومدى خوفه من الآليات العسكرية وعناصر الجيش أثناء قيامهم بواجباتهم العسكرية، أجاب: "وجوده اليوم يمنحه الأمل للحفاظ على منطقته آمنة بفضل هؤلاء العسكريين، ولتحقيق هذا الهدف لا بد من نشر ثقافة الوعي واحترام القانون جنباً إلى جنب مع الأسرة والمدرسة، وامتلاك الالتزام والقيم الأخلاقية والاحترام للقانون والانضباط الذي يمتلكه العسكري... في بعض الأحيان توجد حواجز صغيرة وبُعد مسافة بين الجندي، ومجرد الاقتراب اليوم من هذه الآليات يكسر هذا الحاجز".
السيدة كرتشن من فريق التدريب الاستشاري البريطاني قالت: "يسعدنا أن نكون جزءاً من هذا الحدث حيث ينضم المجتمع إلى الجيش للتعرف عليه والاحتفاظ بذكريات رائعة مع الجيش من أجل بناء علاقات قوية بين الجيش والمجتم".