النهار

فتح الطريق بالاتّجاهين في الكحالة وتدابير أمنيّة... نقل حمولة الشاحنة إلى أحد المراكز العسكريّة (صور - فيديو)
المصدر: "النهار"
فتح الطريق بالاتّجاهين في الكحالة وتدابير أمنيّة... نقل حمولة الشاحنة إلى أحد المراكز العسكريّة (صور - فيديو)
مفرق الكحالة صباح اليوم (حسام شبارو).
A+   A-
بعد إشكال أمس، الذي أدّى إلى مقتل شخصين، عقب انقلاب شاحنة محمّلة بالسلاح تابعة لـ"حزب الله" في منطقة الكحالة، أوضح الجيش في بيان أنّه "بتاريخ ٩ / ٨ /٢٠٢٣، لدى انقلاب شاحنة تحمل ذخائر على طريق عام الكحالة، حصل إشكال بين مرافقي الشاحنة والأهالي، ممّا أدّى إلى سقوط قتيلين. وقد حضرت قوة من الجيش إلى المكان، وعملت على تطويق الإشكال، وتمّ نقل حمولة الشاحنة إلى أحد المراكز العسكريّة، وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختصّ".
 
وأشار البيان إلى أنّه "عند الساعة الرابعة فجرًا، قامت القوّة برفع الشاحنة وفتح الطريق بالاتّجاهين، فيما يواصل الجيش متابعة الوضع واتّخاذ التدابير الأمنية المناسبة".
 
المشهد بعدسة الزميل حسام شبارو: 
 
 
في السياق، أفادت غرقة "التحكم المروري" بأنّ أوتوستراد عاليه - الكحالة - بيروت سالك بالاتّجاهين، وحركة المرور طبيعية حالياً.
 
 
وأعلن أهالي الكّحالة مقتل الشاب فادي بجاني على إثر اشتباكات حصلت بين عناصر "حزب الله" والأهالي. ولفتوا في بيان إلى أن "مسلّحين أطلقوا النار على أهالي الكحالة، ممّا أدى إلى مقتل الشاب".

اقرأ أيضاً: ردود الفعل تتوالى بعد حادثة الكحالة ومطالبة للقوى الأمنيّة والسياسيّة بتحمّل مسؤولياتها... "تحية لروح الشهيد فادي بجاني"

وسادت حالٌ من التوتر بين الأهالي والجيش.
 
 
وفي بيان، أوضح "حزب الله" أنّه "أثناء قدوم شاحنة لحزب الله من البقاع إلى بيروت، انقبلت في منطقة الكحالة. وفي‏ما كان الأخوة المعنيّون بإيصالها يقومون بإجراء الاتصالات لطلب المساعدة ‏ورفعها من الطريق لمتابعة سيرها إلى مقصدها، تجمّع عدد من المسلّحين من ‏المليشيات الموجودة في المنطقة، وقاموا بالاعتداء على أفراد الشّاحنة في محاولة ‏للسيطرة عليها، حيث بدأوا برمي الحجارة أولاً، ثم بإطلاق النار، ممّا أسفر عن ‏إصابة أحد الأخوة المولجين بحماية الشاحنة، وتم نقله بحال الخطر إلى المستشفى ،‏حيث استشهد لاحقاً. وقد حصل تبادل لإطلاق النار مع المسلّحين المعتدين. في ‏هذه الأثناء، تدخّلت قوّة من الجيش اللبناني ومنعت هؤلاء المسلّحين من الاقتراب ‏من الشاحنة أو السيطرة عليها. ولا تزال الاتصالات جارية حتى الآن لمعالجة الإشكال ‏القائم‎".
 
 
وفي تفاصيل الحادثة، أفاد رئيس قسم الكحالة في حزب "الكتائب" غابي بجّاني لـ"النهار" بأن 3 سيارات رباعيّة الدفع تابعة لـ"حزب الله" حضرت إلى المكان، وانتشر عناصر الحزب، وأطلقوا النار، ممّا أدّى إلى إصابة شاب من المنطقة.
 


وحضر الجيش بكثافة إلى المكان، محاولاً الفصل بين أهالي المنطقة وعناصر الحزب المنتشرين في محيط الشاحنة.
 

في الأثناء، قرع أهالي الكحالة أجراس الكنائس، وحاولوا منع رفع الشاحنة، إلى أنّ تمكّن الجيش من سحب الحمولة على متنها.
 
 
ردود الأفعال استمرّت منذ ليل أمس حتى صباح اليوم، فشدّدت "الجبهة السياديّة من أجل لبنان" خلال اجتماع استثنائّي في مقرّ حزب الوطنيين الأحرار على أنّه "من حق أهالي الكحالة معرفة هويّة قاتل ابنهم وتسليم المجرم الذي أطلق النار على شاب مسالم". وسألت عن "مصير المسلّحين الذين هربوا، وعن دور الدولة وأجهزتها في هكذا أحداث، قد تتكرّر في أيّ منطقة لبنانية".

وتلا البيان باسم المجتمعين النائب أشرف ريفي، قائلاً  "نتمسّك بالتكاملية الإسلامية المسيحيّة، فالأزمة في البلد ليست أزمة طائفيّة ولا مذهبيّة بل أزمة سلاح لدى مجموعة تعمل لصالح إيران، ولا خروج من الأزمة إلا بسحب السّلاح من حزب الله".

وأضاف: "الميليشيا لا تتعب من توزيع الرسائل معرّضةً لبنان ليكون ساحة لتصفية الحسابات، ولا تعير اهتماماً للعائلات اللبنانية حيث تستبيح القرى والبلدات متسلّحةً بآلة القتل والترهيب".

وأشار إلى أنّ "حكوماتنا دمى بيد حزب الله بكلّ أسف، والحلّ عند الشعب اللبناني، ووقفتنا تأكيد على السير نحو الحلّ، ورهاننا على الدولة اللبنانية، وكأنّهم يدعوننا للتسلّح لمواجهة بعضنا البعض". 
 
واستنكر المجلس التنفيذي للرابطة المارونية في بيان "ما حصل في بلدة الكحّالة ليل الأربعاء التاسع من آب 2023 جراء انقلاب شاحنة عائدة لـ"حزب الله" بحمولتها العسكرية، ووقوع شهيد من أبناء البلدة هو فادي بجاني برصاص العناصر المرافقة للشاحنة، ومن قبل مقتل المسؤول السابق في " القوات اللبنانية" في بلدة "عين إبل" الجنوبية إلياس الحصروني".
 
ورأي في ذلك "إشارات لاستدراج البلاد إلى فتنة، تُماثل ممهّداتُها ما حصل في أواخر ستينيّات القرن المنصرم ومطالع سبعينيّاته، والذي أوصل البلاد إلى حرب طالت خمسة عشر عاماً، وأطلِقت عليها توصيفات شتّى، لكنّها كانت حرباً مدمّرة دفَع لبنان وشعبه أثماناً غالية لها على جميع الصُعد".
 
وأشار إلى أنّ "التصرّف الاستفزازيّ من الذين كانوا يواكبون الشاحنة والذي شابه التوتر، دلّ على أن ثمة من لا يقيم وزناً لسيادة الدولة وكرامة الناس، ويعتبر أن له الحق في تجاوز سلطة الدولة وترهيب الناس، ونقل الأسلحة والذخائر على عينك يا دولة، من دون أن تتجاسر الأخيرة بأجهزتها كافّة على القيام بواجباتها".
 


أضاف: "إن ما حصل في الكحّالة ومن قبل في عين إبل، يضع السلم الأهلي على كف عفريت، ويدني فتائل التفجير من الصاعق، ما يجعل من الصعب تدارك التداعيات الكارثية التي يمكن أن تحصل. وإذا كان المطلوب من الجيش اللبناني أن يأخذ دوره في الكشف عما تحتويه الشاحنة من أعتدة وموادّ، ويُحدّد وجهتها، ومن الأجهزة الأمنية والعدلية أن يُميطا اللثام عن حقيقة جريمة اغتيال الحصروني، فإن كلّ الأفرقاء السياسيين مدعوون إلى تحمّل مسؤولياتهم في هذه الأحوال الصعبة، والمبادرة إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت، كي ينتظم عمل الدولة، بدءاً من بحث الاستراتيجية الدفاعية، فهو واجب الوجود لأنه لا يجوز الاستمرار بمنطق الدولتين والجيشين ولو بمسميات شتّى. وذلك حرصاً على السلم الأهلي والعيش الواحد والعدالة، إذا كنا فعلاً نعتبر أن لبنان سيّد ومستقلّ، وأن شعبه واحد تجمعه روح المواطنة والانتماء إلى وطن واحد".

وختم: "إن الرابطة المارونية إذ تعزّي ذوي الشهيدين فادي بجاني وإلياس الحصروني، تطالب بكشف قتلتهما، وتحديد الجهة التي ينتمون إليها، وتؤكد أنه إذا كان يوم أمس هو يوم أسود على بلدة الكحّالة الأبيّة، وبلدة عين إبل الصابرة والصامدة، فإنه حتماً هو يوم أسود على لبنان وعلى كل الذين تسببوا به، لأن ما أقدموا عليه كان موضع إدانة شاملة وليس فيه أي مصلحة لأي طرف، خصوصاً من يتوهم أنه يستطيع فرض إرادته بالاستعلاء والاستقواء".
 
و دعا عضو تكتّل "الاعتدال الوطني" النّائب وليد البعريني الجميع "إلى مراجعة سريعة لأدائهم وخطابهم، فالشرخ الحاصل في المجتمع اللبناني لا يبشّر بالخير، وما شهدناه في الساعات الماضية هو بذور فتنة قد تنفجر في أي لحظة، وتكون قاتلة للبنان واللبنانيين جميعًا من دون استثناء".
 
 
واعتبر ملتقى التأثير المدني أنّ "العراضات الفولكلوريَّة خارج المؤسَّسات الدُّستوريَّة تأكيدٌ على الإنقِلاب على الدُّستور، وما يوازيها من استِعادَة منهجيَّة الجريمة المنظَّمة بكُلِّ مستوياتِها بحقَّ الشَّعب اللٌّبناني يثبتُ المواجهة القاسِية مع الأحلاف الشَّيطانيَّة. حمى الله لبنان".

من جهته، كتب عضو تكتّل "الجمهورية القويّة" النائب جهاد بقرادوني على منصة "إكس": "فائض القوّة مستمرّ، واليوم وصل إلى الكحالة. ماذا تفعل شاحنة الأسلحة على الكوع؟ ولماذا هناك عناصر مسلحة من حزب الله؟ لماذا يصرّ حزب الله على وضع بصمته على هكذا أحداث؟ ما يعنينا أن نقول: آن الأوان لوضع حدّ لهذا الفائض، ونسأل حليفه: هل يقبل ما حصل في الكحالة؟".
 
إلى ذلك، كتب النائب أشرف ريفي عبر منصة "إكس": "سلاح حزب الله الميليشياوي بات الخطر الأول على السلم الأهلي والاستقرار. كلّ التضامن مع الكحالة وأهلها، والرحمة للشهيد فادي بجاني الذي سقط في مواجهة سلاح الغدر، وندعو إلى التضامن الوطني في مواجهة هذا السلاح وهذا المشروع المدمّر. متضامنون، مسلمين ومسيحيين، وسنقاوم الاحتلال الإيراني".

 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium