تمّ افتتاح مؤتمر ومعرض Edutech 2023 بعنوان "أهمية الذكاء الاصطناعي في عملية التحول التربوي"، برعاية وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي وحضوره.
مسؤول قسم المعلوماتية في الأمانة العامة جوزف نخلة قال إن "سراج الجسد هو العين فإن كانت عينك نيرة فجسدك كله يكون نيراً (إنجيل متى)، هي العين الإيجابية التي تدخل إلى قلب وذهن الإنسان الأفكار الإيجابية فتنير حياته كما ينير السراج أو القنديل في موضع مظلم".
أضاف: "من هنا ابتدأت فكرة Edutech كمؤتمرٍ ومعرض تربوي مستدام بنسخته السادسة، شمعة تضيء سبل المعرفة المتجددة، ومن هنا اختيار عنوان السنة: أهمية الذكاء الاصطناعي في عملية التحول التربوي لا الرقمي DT لما له من خصوصية وحساسية متفردة، لأخذ النقاش بعيداً سلباً وإيجاباً بخاصة في زمن الثورات الصناعية والتكنولوجية الحديثة عن أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في المجال الأكاديمي، وكيف ستغير هذه التقنية شكل التعليم وأدواته".
وختم مشدداً على "ضرورة أن نجد وسائل جديدة ليصبح عالمنا أفضل وأكثر ترابطاً وأن نقدم لأفراد مجتمعاتنا كل ما يمكن أن يحمله المستقبل لهم من آمال وطموحات"، شاكراً "كل من ساهم وتعب لإنجاح هذا الحدث".
بدوره اعتبر رئيس جمعية PCA كميل مكرزل، أنه "منذ نحو 10 أيام وتحديداً في سبت النور لدى الطوائف الشرقية وكما جرت العادة منذ مئات السنين فاض النور الإلهي من كنيسة القيامة في القدس، اليوم شعلة ثانية شعلة تربوية بامتياز ستتوهج لمدة ثلاثة أيام من هذا الصرح بالذات من الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية والفضل يعود لحكمة ودراية الأب يوسف نصر، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية، الذي أعطى من قلبه وعقله رغم كل الصعاب فأثبت قدرته على مواجهة كل التحديات".
ورأى أنه "لتأمين نجاح هذا المعرض تضافرت جهود الأستاذ جوزيف نخلة ورئيس نقابة تكنولوجيا التربية ربيع عليكي ورئيس نقابة المعلوماتية جورج خويري، ونؤكد دعم جمعية المعلوماتية المهنية في لبنان الـ PCA والشركات العارضة والرعاة".
وختم: "على الرغم من الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة والأجواء المشحونة، نحن هنا لنقول إننا سنتحدى كل هذه العوامل ونستمر بالمعرض لسنوات عدة، ونتمنى أن يكون مثمراً كما في كل سنة وأن تكون نتائجه على قدر الآمال والتطلعات".
ثم قال الأمين العام المدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر، "نحن نشهد على الدينامية التي أطلقها في ورشة تطوير المناهج التربوية حتى تتلاءم والتطورات التربوية والتكنولوجية الحاصلة في العالم"، مثمناً بـ"اسم اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة وباسم الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية ما قام به الوزير الحلبي مع الحكومة اللبنانية لإيجاد حلول وتسهيلات للتعليم الرسمي، ولإجراء الامتحانات الرسمية في بداية شهر تموز المقبل".
وأعرب عن "تقديره ومشاركته الموقف الوطني الداعي إلى إعطاء الأولوية للتلميذ اللبناني على أرضه دون الانتقاص من حقوق التلامذة الآخرين احتراماً لمواثيق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان".
وأمل في أن "تنكب اللجنة التربوية النيابية على إصدار تشريعات جديدة تخص تحديث وتطوير وتجديد الملف التربوي بكامله من القانون 515 إلى تشريع التعلم المدمج في المدرسة واستخدام تكنولوجيا التربية إلى حماية التربية من مخاطر التكنولوجيا"، مشيراً إلى "المشاريع واقتراحات القوانين عالقة في الأدراج وتنتظر أن تسلك مسارها الطبيعي"، متسائلاً "كم تحتاج التربية في لبنان إلى أنظمة حديثة ومتطورة لتحاكي التطور العالمي الحاصل".
ثم سلط الضوء على النقاط التالية:
أولاً: لا يمكن لنا بعد اليوم أن نتعاطى في الشأن التربوي دون مقاربة التطورات التكنولوجية الحاصلة على الصعيد العالمي. فمقاربة التطورات التكنولوجية الحاصلة أصبحت تشكل معبراً إلزامياً وضرورياً. ويشكل الذكاء الإصطناعي (AI) إحدى أهم وأبرز أوجه التطور التكنولوجي الحاصل في عالمنا.
ثانياً: لا يمكن لنا إنكار فوائد التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي على التربية، منها التعلم من بعد والتعلم المدمج والروبوتيك والكودينك والسكراتش التي تساهم في إدخال منظومة steam على العملية التربوية وتنمية مهارات القرن الحادي والعشرين إلى ما هنالك من فوائد على تسهيل وتحفيز التلميذ لاكتساب المعارف وتنمية المهارات.
ثالثاً: لا بد لنا أيضاً من وضع حد لمخاطر التطور التكنولوجي على التربية وذلك من خلال إصدار تشريعات قانونية جديدة واعتماد سلم قيم أخلاقية واضحة وتطوير النظام الداخلي لكل مدرسة. فلا يمكن السماح للتكنولوجيا بأن تطيح بالجانب الإنساني والأخلاقي والاجتماعي والروحي للتربية أو أن تشكل بديلاً عن المعلم والمتعلم وعن سمو علاقتهما معاً أو أن تحطم قدرات التلميذ الذكائية والفكرية من خلال تخدريها والاستغناء عن الحاجة الى تطويرها. فلتبقَ التكنولوجيا وسيلةً ناجعة في خدمة التربية وليس العكس.
رابعاً: إن التطور التكنولوجي الحاصل يحتاج إلى القدرة على استيعابه وإدراجه في المناهج التربوية الجديدة من خلال تحديد وتنمية الكفايات المتخصصة لدى التلميذ وإدخال الوسائل المساعدة والأنشطة الضرورية. ومن ثمّ لا بدّ من إصدار برامج ممكننة e.content تشكل بديلاً عن الكتاب المدرسي وحلاً لمشكلة الحقيبة المدرسية. بعض الاختبارات في بعض المدارس أثبت أن ذلك ليس بالأمر المستحيل على الإطلاق ولكنه يحتاج الى تمويل وإمكانات لدى المدرسة والأهل.
خامساً: إن التطور التكنولوجي يحتاج إلى شبكة network متطورة وتأمين الكهرباء بأسعار مدروسة وإلى مدرسة مجهزة بمختبرات ملائمة ووسائل تكنولوجية حديثة بالإضافة إلى تزويد كل تلميذ بجهاز حاسوب مناسب.
سادساً: لا بد من التوقف بشكل ملي عند إعداد معلمين كفوئين ومتمكين وقادرين على التعامل مع المناهج الممكننة والوسائل التكنولوجية الحديثة وقد بيّنت لنا اختبارات التعلم أون لاين خلال فترة كورونا أن ذلك ممكن في مدارسنا ولكنه يحتاج إلى تدريبات واختبارات كافية".
أما النائب الرسولي لأبرشية اللاتين في لبنان وممثل اللجنة الأسقفية للمدارس الكاثوليكية المطران سيزار أسيان، فهنأ القيمين "لجرأتهم على تنظيم مؤتمر ومعرض عن الذكاء الاصطناعي في الظروف الصعبة التي تمرّ بها المدارس"، واعتبر أنه" تحدّ كبير يواجهه العالم كله ونحن ايضاً في لبنان مدعوون لمواجهته".
ودعا "كل المدارس وليس فقط في المدرسة الكاثوليكية أن تبقي الطالب والإنسان وهذه هي دعوتنا الأولى والأخيرة وغداً ربما ستصبح المدرسة عن بعد وليس حضورياً ولكن التلميذ يبقى تلميذاً ونحن مدعوون أن نحمله، لأن هذا العالم ليس لنا ولا ينتهي معنا، وعلينا أن نقدمه أفضل ممّا استقبلناه فيه، هذه الرسالة هي التي تصنعنا والتي تجعلنا نحقق دعوتنا كبشر وكإنسان خلقه ربنا على صورته ومثاله".
من جهته، أوضح وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي أن هذه السنة "لم تكن سهلة، ولكن على الرغم من كل المصاعب التي واجهتنا، بقينا مصممين، نحن وأنتم، على استمرار العام الدراسي، وها إننا، وأوجه تحية للمدارس، للمعلمين، للأهالي وللتلاميذ، الذين حملوا هذا الإصرار ووصلوا في المدارس الخاصة إلى شبه إنجاز المناهج، في المدارس الرسمية انطلقنا في شهر تشرين الأول، وكانت الأشهر الثلاثة الأولى من العام الدراسي جيدة جداً، ثم دخلنا في عطلة رأس السنة ولم يعد الأساتذة الى التعليم بعد انتهاء العطلة، وهذا ما أصاب أذى وضرراً كبيراً للمدرسة الرسمية ولتلامذتها".
وتابع: "في ما خص المعلمين، لم أناقش سابقاً ولا أناقش إطلاقاً حقهم بما يطالبون به، وهو على ما أعتقد الحد الأدنى للعيش بكرامة. ولكن أيضاً، كوزير تربية ينبغي أن أفكر بكل مكونات العائلة التربوية، كما بالمعلمين كذلك بالتلاميذ. وأحمد الله على أننا توصلنا في 6 آذار إلى استئناف الدروس. وأخضعنا المدرسة الرسمية الى برنامج مكثف قلصنا فيه أيام العطلة، ولدى نسبة عالية من التعليم في المدارس الخاصة تمت بصورة شبه طبيعية، مع بعض التأخير في المرحلة الثانية".
وقال: "مع تفهمي لأحقية المطالب، لكن الاستمرار في الإضرابات المفتوحة دون أفق، وبصورة خاصة أن الحكومة أعطت أقصى ما يمكن أن تعطيه لموظفي القطاع العام ولمعلمي المدارس، وأنا أفهم أن هؤلاء قد لا يلبون جميع مطالب المعلمين، ولكن هذه خطوة إيجابية إلى الأمام، علينا أن نترسمل عليها ونعود إلى استئناف الدروس، إكمال مناهجنا، ونطالب نحن وهم، بالحصول على المزيد من الحقوق".
وأضاف: "هنا صراحة نواجه مشكلة في الثانوي. إلتقيت اليوم عبدالله وردات ممثل برنامج الغذاء العالمي، حيث أنهم يوزعون في مدارسنا نحو سبعين ألف وجبة غذائية وحصصاً غذائية، وقد قال لي نحن نعطي 115 مدرسة فيها 87 ألف تلميذ. وقد أضفنا على العدد الى أنه بات 127 ألفاً، فبات عدد التلاميذ سبعين ألفاً. ماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أنه في فترة الإضراب تسرب من المدرسة الرسمية آلاف التلامذة، وهذا ما يشغل فكري حول التعليم الرسمي وإنقاذ المدرسة الرسمية للعام المقبل".
وقال: "لأنهم ليسوا كثراً الأهالي الذين يعتقدون أنهم إن أرسلوا أولادهم إلى المدرسة الرسمية فسوف يتلقون التعليم. وهنا أستغل الفرصة وأنا أتحدث أمام العائلة التربوية، نحن نتكلم في ما بيننا، وأوجه هذا التحذير، حيث أن بعض التصرفات تضع المدرسة الرسمية في خطر وعلينا جميعاً ألا نسمح بسقوطها، ومعا سنتعاون لتحقيق هذا الهدف، لأن المدرسة الرسمية هي قاعدة أساسية من قواعد التربية والتعليم في لبنان وعلينا أن نحافظ عليها".
وتابع:" على الرغم من أن انتخابات رئاسة الجمهورية لم تحصل، والانتخابات البلدية أيضاً لم تحصل، وعلى الرغم من عدم اقرار الموازنة وعدم اجتماع النواب كما يجب، ولكن هناك مسألة إيجابية حدثت في البلد، وهي إعلان إجراء الامتحانات الرسمية. وأعتقد أنه علينا أن نبني على هذا المكسب الإيجابي ونتعاون معا لإنجاز الامتحانات. بالأمس أعلنا المواد الاختيارية وطبعاً نحن نحدث بعض التسهيلات، لأننا نأخذ ظروف التلاميذ في عين الاعتبار وظروف المدرسة الرسمية. اليوم قدم لي المركز التربوي اقتراحات تمت موافقتي عليه، وهو تقليص المناهج وتخفيفها. قد يقال وماذا يتبقى من قيمة لهذه الشهادة، ولكن برأيي أن قياس الشهادة الرسمية، حتى لو كان المنهج مختصراً، وحتى لو كانت فيه مواد اختيارية، يبقى أفضل وسيلة قياس للترفيع ولا يترك لكل مدرسة أن تقوم بذلك".
وتابع: "النقطة الأخيرة التي أو التحدث عنها، هي عملنا معاً على أن يكون لنا مدرسة صيفية، وينبغي أن نفكر بذلك للموسم المقبل". وقال ممازحاً: "يبدو أنني باق في الوزارة مع أني أقول في كل عام أن مهمتي انتهت وسأرحل فأجد نفسي من جديد في المواجهة إلا إذا اتفق القسيس طرابلسي والدكتور حبشي فإذا اتفقا يسهلان الأمر على البلد بكامله، ليس فقط على التربية"، موجها التحية إلى "النائبين الصديقين".