النهار

لقاء عن "أهمية المراجعة السياسية" في ذكرى محمد عبد الحميد بيضون
المصدر: "النهار"
لقاء عن "أهمية المراجعة السياسية" في ذكرى محمد عبد الحميد بيضون
النائب مروان حمادة خلال الندوة.
A+   A-
نظم "لقاء سيدة الجبل" في فندق لوغبريال ندوةً عن "أهمية المراجعة السياسية" وذلك إحياءً للذكرى الأربعين لوفاة الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون ، "وتكريماً للراحل على جرأته وشجاعته النقدية في إجراء مراجعة لتجربته في العمل السياسي وهي جرأة لم يتحلى بها إلا قلة من القوى السياسية والأفراد."

وقد افتتحت الندوة بكلمة الإعلامي يقظان التقي. وتحدّث الدكتور فارس سعيد بإسم "لقاء سيدة الجبل" وقال :

"لم يضع محمّد عبد الحميد بيضون قدمه في النهر مرّتين، فهو استخلص دروس الماضي وسار إلى الأمام.

أخطأ مثلما نُخطِئ جميعاً وأصاب مثلما نصيب جميعاً، إنما ما يميّزه عن الآخرين هو أنه تمتّع بشجاعة المراجعة النقديّة والتحق بقافلة الكبار ممن ساروا على دروب المراجعة واستخلاص العِبر الوطنية الجامعة.

هؤلاء الشجعان ليسوا كثر في لبنان وربما في المنطقة لكنّهم أسّسوا مدرسة المراجعة الضرورية لنا جميعاً وخاصةً للجيل الجديد من السياسيين.

ثمّ تحدّث هادي الأسعد وقال : عندما أتكلم عن محمد عبد الحميد بيضون تقفز بي الذاكرة مباشرة إلى شقيقي وحبيبي نصير، لما لهما من عوامل شبه ومحطات متقاربة في مسارهما. اثناهما، من موقهما الشيعي ثارا على الواقع الشيعي باكراً، نصير انتفض على الاقطاعية السياسية التي كانت تمثلها عائلة الأسعد، وباعتقادي أن محمد قد ثار أيضاً في محل ما على هذه الاقطاعية لما كان لوالده المرحوم عبد الحميد بيضون من صلات وتقارب سياسي مع كامل الأسعد. التقيا في مسارهما اليساري. عادا والتقيا بعد ثورة الأرز في 2005 في توصيفهما للحالة الشيعية خصوصاً والحالة الوطنية بشكل عام".

كما كانت كلمة للمحامي حسان الرفاعي جاء فيها : "ذات يوم دعاني الصديق الصحافي أحمد عيّاش الى زيارة الدكتور محمد لتبادل الآراء في احوال الوطن . تكرّرت الزيارات الى ان وصلنا ذات يومٍ الى "البيت اللبناني" وهي تسمية لاجتماع لبنانيات ولبنانيين آتون من اتجاهات مختلفة تجمعهم الغيرة على الوطن والخط السيادي النقيّ.

كان الدكتور محمد يُحضّر جو اللقاء إذ بعد الترحيب اللطيف دائماً كان يطلق فكرة أو أفكاراً ويفتح باب النقاش والحوار وكان يجانب اكثار التدخّل تاركاً لزواره كل الحرية في التعبير عن آرائهم مكتفياً بمراقبة حماستنا في طرح الافكار وتبادلها ساهراً على ان تكون اصناف الضيافة السخيّة تغنيك عن وجبة العشاء . وربما كان الدكتور محمد يقول في نفسه ، لا بدّ ان يأتي اليوم الذي تتحقق فيه بعض آمالنا ، اما المهم اليوم فهو الا يتسرّب اليأس الينا كما كان يفرض هو ان يغلبه اليأس في مرضه".

وتحدث النائب مروان حمادة فاختصر حياة الراحل السياسية: الاولى محطة الحلم انطلاقاً من اليسار في منظمة العمل الشيوعي، في مرحلة كنا جميعا متعلقين بهذه الاحلام بدءا من صعود الناصرية، ثمّ مع ابو خالد محسن ابراهيم، الذي كان الى آخر لحظة من حياته صاحب رؤية سياسية ثاقبة.

المحطة الثانية هي محطة العبور حيث اكتشف محمد انه لا يستطيع ان يحدث فارقا في الحياة السياسية ان لم ينخرط بعمق في العملية السياسية، فانضم الى حركة المحرومين التي كانت على تماس مع اليسار.

ثم في اتفاق الطائف فحاول تطبيقه بعدل وعدالة بلا تزلف للسوري ".

واختتمت الندوة بكلمة العائلة ألقتها ابنته روان محمد عبد الحميد بيضون.


اقرأ في النهار Premium