خطف الحادث المأسويّ الذي أودى بحياة الفنان الشابّ جورج الرّاسي الأنظار منذ أمس. ومع الألم، تصبح الفاجعة مناسبة لتسليط الضوء على ملفّ حوادث السير وأسبابها والتوعية للحدّ منها. ومع كشف المعلومات الأوّلية المستندة الى تقرير السير وتقرير الطبيب الشرعيّ أنّ الحادث "قضاءٌ وقدرٌ"، وأنّ وجود حاجز إسمنتيّ وعدم الإنارة اللازمة والسرعة، من العوامل التي ساهمت في صنع المأساة، قدّم خبير السلامة المرورية كامل إبراهيم القراءة الآتية:
في رأيه، أنّ الوفاة "لم تكن قضاءً وقدرًا لأنّ في مفهوم السّلامة المروريّة هناك نقطتان أساسيّتان وهما: الأولى "self explain"، أن تكون الطّريق واضحة، مقروءة ومضاءة تنبّه السّائق إلى كيفيّة التعامل معها، والثانية "forgiving road" الطريق المتسامحة التي تحمي السّائق إذا ارتكب أيّ خطأ بشريّ عند القيادة".
وأوضح: "جورج الرّاسي كان يقود على طريق عريضة مع فاصل باطونيّ على الحدود بين دولتين بسرعة، في غياب تامّ لمبادئ السّلامة المروريّة الأساسيّة من إضاءة إلى لافتات منبّهة"، مؤكّداً أنّه "كان يجب أن تتوافر ممتصّات للصّدمات كالبراميل المخزّنة رملًا أو مياهًا لتحمي المواطن من الارتطام بحاجز الباطون المسلّح القاتل".
ولفت إبراهيم إلى أنّه "عند وجود فواصل باطونيّة قاتلة علينا أن نبدأ بتنبيه السّائق قبل 200 متر تقريباً كي يخفّف سرعته مع إضاءة واضحة تخوّله رؤية ما ينتظره كي نتجنّب قدر الإمكان الحوادث المروريّة القاتلة".
كما أكّد "أنّنا من هنا نستخلص أنّ حوادث السّير في لبنان والعالم ليست قضاءً وقدرًا بل هي ناتجة عن أخطاء بشريّة، إهمال للطّرقات أو خلل في المركبات السيّارة، وحادث الرّاسي نتيجة إهمال تامّ للإضاءة وتحذيرات الطّرقات، ولو أنّنا تنبّهنا أكثر إلى مبادئ السّلامة المروريّة، لكنّا حافظنا على حياة جورج الرّاسي وعصام بريدي وجميع ضحايا الحوادث المروريّة".