عشية عيد انتقال السيدة العذراء بالنّفس والجسد إلى السماء، عمَّت الاحتفالات والقداديس مختلف الكنائس الشمالية، ونُظّمت مسيرات إيمانية ردَّد خلالها المؤمنون الصلوات وتراتيل العذراء سائلينها الشفاعة لخلاص لبنان وعودة البحبوحة إلى أبنائه وراحة البال، وأبرز هذه المسيرات كانت مسيرات أبناء إهدن باتجاه سيدة زغرتا مسافة مشي وصلوات منذ أيام وفق تقليد يحفظه الأبناء عن الآباء والأجداد خصوصاً وأنّ إيمان أهالي زغرتا بشفيعتهم سيدة زغرتا كبير وعميق.
ومساء، ترأس المونسنينور إسطفان فرنجية قدّاساً احتفاليّاً في كنيسة سيدة زغرتا حضره المؤمنون الذين تقاطروا من إهدن وزغرتا والبلدات اللبنانية الأخرى، كما شارك الوزير زياد مكاري والنائب ميشال معوض في هذا القداس.
بدورها، كتبت السيدة ريما فرنجية عبر منصة "إكس": "الكبار والصغار في زغرتا وإهدن بينطروا عيد السيدة، ليروحوا سيراً على الأقدام لعند سيدة زغرتا، بتقليد عمره عشرات السنين. ولا سنة بيتأخروا عن زيارة شفيعة ضيعتنا، والشاهدة على تاريخ جدودنا. عنّا بكل بيت بكل زاوية على كل مفرق وبكل قلب لمريم العدرا مزار".
وكتبت بلدية زغرتا على صفحتها في المناسبة: "تساعية سيدة زغرتا بمسيرتها الاستثنائية من إهدن إلى زغرتا بفرادتها وعمقها الإيماني يتوارثها الاجيال .من إهدن سيراً على الأقدام في مسيرات متعدّدة تُحيي الإيمانية والروحية التي لا تنقرض".
وأضافت: "العمر الثالث، الشباب والصبايا، الأولاد، الأخويات والجمعيات الكنسية، المرضى في نذورهم، والمغتربين الذين لا يغادرون لبنان قبل أن تتم هذه التساعية .حواجز محبة في أغلب قرى وبلدات الوسط لتقديم المياه والمرطبات، الصليب الأحمر فرع زغرتا الزاوية في تطواف دائم لتقديم الاسعافات اللازمة .
الصلوات والترانيم تصدح من دون مكبرات صوتية. شفاعة سيدة زغرتا تظلل هذه المسيرات الحاشدة والمتفرقة... لتكن نذوراتكم مقبولة".
وفي جوار الكنيسة، وُزِّعت الهريسة بكميات كبيرة على المؤمنين لراحة أنفس موتى الذين قدموا مستلزمات الهريسة. وكذلك شراب الورد والتوت والليمون لتخفيف حرارة الأجسام بعد عناء المسير الطويل من إهدن إلى زغرتا.