استضافت بعثة الاتحاد الأوروبي اليوم في مقرها ببيروت، حفل توقيع برنامج REBAHS LPSPII، المتمّم لبرنامج REBAHS الذي أطلق عام ٢٠١٨، بهدف تعزيز قطاع الرعاية الصحية الأولية في لبنان.
وخلال الحفل، وقع البرنامج بين بعثة الاتحاد في لبنان من جهة، والهيئة الطبية الدولية (IMC) وبعثة الإغاثة الأولية الدّولية (PUI) من جهة أخرى، لـ"تأكيد التزامهم بدعم النظام الصحي في لبنان وزيادة الثقة في جودة الخدمات الطبيّة، كما دعم وزارة الصحة العامة كهيئة مشرفة على توفير الرعاية الصحية".
وفي مستهلّ الحفل، أشار وزير الصحة فراس الأبيض إلى أنّ "الاتحاد الأوروبي وشركاءه، من الهيئة الطبية الدولية وبعثة الإغاثة الأولية الدّولية، يؤكّدون عبر هذا البرنامج التزامهم بتقديم الدعم الذي تشتد الحاجة إليه في لبنان"، لافتًا إلى أنّ "اللبنانيين واللاجئين يمرّون بأوقاتٍ عصيبة للغاية، وأنّ البرنامج سيضمن استفادة المجتمعات الأكثر ضعفاً في لبنان من سهولة الحصول على الرعاية الصحية".
بدورها، قالت مسؤولة التعاون في بعثة الاتحاد الاوروبي اليساندرا فيازير إنّ "دعم الاتحاد الأوروبيّ لمراكز الرعاية الصحية الأولية التابعة لشبكة وزارة الصحة العامة مكّن مليونين ومئة ألف شخص من الحصول على استشارات طبية وخدمات التطعيم والفحوصات المخبريّة، منذ العام ٢٠١٨".
وأضافت بأنّ "دعم الاتحاد مكّن ١١٤٠٠ شخص من الاستفادة من خدمات الصحة النفسية في مراكز الرعاية الصحية الأولية، مؤكّدةً "تجديد دعم الاتّحاد حتى عام ٢٠٢٣ لهذه المراكز، والاستمرار في تعزيز النظام الصحي اللبناني، كما تقديم حزمة شاملة من الخدمات الصحية عالية الجودة بأسعار مقبولة".
مدير الهيئة الطبية الدولية في لبنان إدوارد تشان أكّد أنّه "وبفضل الدعم المالي الذي يقدّمه الاتحاد الأوروبي يمكن للهيئة تنفيذ هذا البرنامج، الذي له تأثير إيجابي على قطاع الرعاية الصحية الأولية وعلى تحسين نوعية الحياة ضمن المجتمعات التي تخدمها"، وقال: "نعمل مع شركائنا لمساعدة أكبر عدد ممكن من الأشخاص على تلبية احتياجاتهم الصحية الأساسية".
من جهته، كشف رئيس بعثة الإغاثة الأولية الدّولية كيفن شربل أنّ "البرنامج يقدّم أيضاً جلسات توعية وتثقيف حول المواضيع التي تعنى بالصحة، بما في ذلك الصحة النفسيّة والتوعية حول العنف الجندري، والتي تساوي في أهميّتها المواضيع المتعلّقة بالصحة الجسديّة وقد تكون في بعض الحالات منقذة للحياة".
مي حاسبيني، نائبة رئيس مركز الدكتور نزيه البزري في جمعية "المواساة"، أكدت أيضًا أنّ "لبنان يشهد اليوم زيادة في الطلب من عيادات الرعاية الصحية الأولية لتوفير أدوية الأمراض المزمنة، ولهذا السبب من المهم جدًا تقديم الدعم اللازم لهذه العيادات وموظفيها حتى يتمكنوا من خدمة أكبر عدد ممكن من الأشخاص".
الجدير بالذكر أنّ الهيئة الطبية الدولية ستعمل مع بعثة الإغاثة الأولية الدّولية على تعزيز كفاءة النظام الصحي والإرتقاء بالخدمات الصحية، من خلال تنفيذ بروتوكول دعم مراكز الرعاية الصحية الأولية الذي طورته وزارة الصحة العامة.
وبحسب الأرقام، سيستفيد حوالي ١١١٠٠٠٠ فرد من المجتمعات المستضعفة، اللاجئة والمضيفة، من خدمات الرعاية الصحية الأولية، كما ستساعد الجلسات التثقيفيّة حوالي ٦٢٠٠٠ شخص، وسيحصل ٢١٠٠ شخص على الدعم النفسي والاجتماعي، بينما ٣٢٠٠٠ آخرين سيستفيدون من خدمات أخرى متعلّقة بالصحة النفسية والدعم الاجتماعي وسيتم امداد ٦٠٠٠ شخص بالمساعدة من خلال جلسات توعية وتثقيف حول العنف الجندري.
كما سيدعم البرنامج ٦٦ مركزًا للرعاية الصحية الأولية على كافة الأراضي اللبنانيّة، وسيقدّم التدريب اللازم لـ٢٣٦ موظفًا بالإضافة إلى مراقبة مراحل التنفيذ والتأكيد على الإلتزام بمعايير الجودة.
ووضع البرنامج بالتعاون مع وزارة الصحة، ولا سيما وحدة الرعاية الصحية الأولية والبرنامج الوطني للصحة النفسية، التي قامت بتطوير بروتوكول دعم مراكز الرعاية الصحية الأولية، كما ستقوم بـ"تقييم آثار البرنامج على المجتمعات، والأفراد، ومؤسسات الرعاية الصحية الأولية، والنظام الصحي ككلّ".
في السّياق، قدم الاتحاد الأوروبي للهيئة الطبية الدولية وبعثة الإغاثة الأولية الدّولية، من خلال أداة التنمية والتعاون الدولي مع البلدان المجاورة، مبلغ ٣٠ مليون يورو بهدف تقديم الدعم للأشخاص الأكثر حاجة، بما في ذلك اللاجئين والمجتمعات المضيفة، من خلال توفير خدمات الصحة الأولية والصحة النفسيّة لهم في جميع أنحاء لبنان.