أقدم مجهولون قرابة الثالثة فجر امس على القاء قنبلة مولوتوف على مبنى محطة "الجديد" التلفزيونية في وطى المصيطبة في اعتداءٍ وثّقته كاميرات المراقبة، حيث أشعل الفاعل زجاجة حارقة ورماها على المبنى، إلا أنها انطفأت قبل اصطدامها به. وباشرت القوى الأمنية تحقيقاتها لملاحقة الفاعلين. كما أُلقيت مفرقعة نارية مساء اول من أمس على مدخل المبنى.
وتجدر الإشارة إلى أن قناة "الجديد" تتعرض منذ أيام عدة لحملة تهديد عنيفة على مواقع التواصل الإجتماعي على خلفية مقطع فيديو ساخر من برنامج "فشّة خلق" اعتبره مهاجمو المحطة مسّاً بقيم تتعلق بالمرأة في مجتمعات معيّنة كما بالدِّين.
وأثار الاعتداء موجة استنكارات فدانت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي ما تعرضت له "الجديد" من اعتداء "مرفوض لا يبرره على الإطلاق أي خطأ حصل من المحطة في مقاربة إحدى القضايا". وشددت المفوضية في بيان على ضرورة معالجة أي مسألة اعتراضية "تحت سقف القانون الذي يكفل للجميع حقهم ضمن الأصول والتزام مقتضيات الحرية بالتعبير عن الرأي وعدم التعرض لأحد".
ونددت هيئة شؤون الإعلام في "تيار المستقبل" بالاعتداء "المدان والمستنكر"، ورأت أن "من الضروري كشف الملابسات سريعاً ومعالجة التداعيات وتأمين الحماية اللازمة للمؤسسات الإعلامية للحؤول دون تكرار اعتداءات مشابهة".
من جهتها، استنكرت الدائرة الإعلامية في حزب "القوات اللبنانية" الاعتداء الذي تعرضت له "الجديد"، وقالت إن هذا الإعتداء "يؤكد مجدّدًا خطورة استمرار بعضهم في توسُّل العنف ردًّا على ما اعتبروه إساءة، بدلاً من اللجوء إلى القضاء الذي يشكل وحده المرجع المختص في تحديد المسؤوليات ومحاسبة مَن يجب أن يحاسب، ماذا وإلا ينزلق لبنان أكثر فأكثر إلى شريعة الغاب".
وطالبت الدائرة الإعلامية في بيان الأجهزة المعنية "بتوقيف الفاعلين قطعًا للطريق أمام استخدام وسائل عنفية لترهيب الوسائل الإعلامية وغير الإعلامية، لتعويد الجميع بأنّ الموقف يُرَدُّ عليه بموقف، والإساءة يُرَدُّ عليها بشكوى أمام القضاء المختص، لأنّ المطلوب قيام دولة المؤسسات، لا الاستمرار باللادولة".